إثيوبيا: الأمم المتحدة تحذر من أزمة مجاعة تهدد أكثر من 400 ألف شخص في إقليم تيغراي

امرأة وطفلها في مخيم للنازحين في ميكيلي بعدما فرا من العنف في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا في 22 حزيران/يونيو 2021
امرأة وطفلها في مخيم للنازحين في ميكيلي بعدما فرا من العنف في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا في 22 حزيران/يونيو 2021 © أ ف ب

في ظل تدهور الأوضاع في إقليم تيغراي لا سيما بعدما دمرت القوات الإثيوبية خلال الأسبوع الحالي جسرين حيويين لنقل المساعدات إلى تيغراي، يواجه أكثر من 400 ألف شخص المجاعة وبات 1,8 مليون آخرين على عتبة المجاعة، وفق الأمم المتحدة.

إعلان

   أكثر من 400 ألف شخص "دخلوا في مجاعة" في إقليم تيغراي، وفق تحذير أعلنه مسؤول رفيع المستوى في الأمم المتحدة داعيا المتمردين إلى احترام وقف إطلاق النار الذي أعلنته السلطات الأثيوبية.

 ويذكر أن النزاع في إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا الذي يشهد حربا منذ ثمانية أشهر، عرف منعطفا رئيسيا الاثنين مع إعلان القوات المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيغراي استعادة السيطرة على ميكيلي عاصمة الإقليم.

   ولفتت منظمات غير حكومية وبرنامج الأغذية العالمي إلى أن القوات الإثيوبية دمرت خلال الأسبوع الحالي جسرين حيويين لنقل المساعدات إلى تيغراي. فيما قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالوكالة راميش رجاسينغام الجمعة خلال أول اجتماع عام لمجلس الأمن الدولي حول تيغراي منذ  بدء النزاع في تشرين الثاني/نوفمبر إن الوضع "تدهور بشكل كبير".

   "الآن"

   وتابع "نقدر أن أكثر من 400 ألف شخص دخلوا في مجاعة وأن 1,8 مليون آخرين باتوا على عتبة المجاعة. البعض يقول إن الأعداد أكبر بعد. ويعاني 33 ألف طفل من سوء التغذية الحاد".

   وأكد على أن "حياة عدد كبير من الأشخاص (في تيغراي) رهن بقدرتنا على إيصال المواد الغذائية وأدوية إليهم. يجب أن نصل إليهم الآن وليس الأسبوع المقبل. الآن". ورفضت إثيوبيا الجمعة اتهامها بأنها تخطط لمنع دخول المساعدات إلى تيغراي بعدما سيطر المتمردون عليه.

للمزيد: الحكومة الإثيوبية ترفض الاتهامات بعرقلة وصول المساعدات إلى إقليم تيغراي

   وقال نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين لدبلوماسيين اجتمع بهم في فندق بالعاصمة أديس أبابا الجمعة إن "التلميح إلى أننا نخطط لخنق شعب تيغراي من خلال منع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام الجوع كسلاح في الحرب هو أمر خارج حدود المقبول".

   وتابع أن المسؤولين الإثيوبيين "يبذلون كل جهد ممكن لانتشال" أهالي تيغراي "من الوضع المريع الذي هم فيه".

   وحضت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو الجمعة المتمردين الذين باتوا يُسمون "قوات الدفاع عن تيغراي"، على "الموافقة على وقف فوري وتام لإطلاق النار" سبق أن أعلنته الحكومة الإثيوبية في المنطقة.

   وأرسل رئيس الوزراء آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، الجيش الفدرالي إلى تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لاعتقال ونزع سلاح قادة حزب جبهة تحرير شعب تيغراي الحاكم في الإقليم آنذاك.

   وقال إن هذه الخطوة جاءت ردا على هجمات شنتها جبهة تحرير شعب تيغراي على معسكرات للجيش الفدرالي، وأعلن النصر في غضون أسابيع بعدما استولت القوات الفدرالية على العاصمة الإقليمية ميكيلي. 

   ولكن بعد شهور من إعادة تجميع صفوفهم، شن متمردو تيغراي، بعدما صاروا يطلقون على أنفسهم اسم قوات دفاع تيغراي، هجوما مضادا واسعا الشهر الماضي سمح لهم باستعادة ميكيلي وتأكيد سيطرتهم على غالبية المنطقة.

   على الإثر، أعلنت الحكومة من جانب واحد وقفا لإطلاق النار وصفته قوات دفاع تيغراي بأنه "مزحة".

   وقالت حكومة تيغراي التي كانت تحكم الإقليم قبل الحرب إنها ستدعم المنظمات الأممية ومنظمات الإغااثة التي تعمل لتسليم سكان تيغراي مساعدات تنقذ أرواحهم.

 ستُهدر أرواح 

  وتذكر أن الحرب تسببت بخسائر بشرية هائلة وبأزمة إنسانية مروعة، ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن 5,2 ملايين شخص، أو 91% من سكان تيغراي، يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة. 

   وقال البرنامج الجمعة إنه استأنف عمليات الإغاثة بعد توقف ليومين وأعرب عن أمله في الوصول إلى 30 ألف شخص "بحلول نهاية الأسبوع". لكنه أعرب عن أسفه لتدمير جسرين رئيسيين يؤديان إلى تيغراي وشدد على أن أرواح الناس مهددة جراء ذلك.

   وتابع البرنامج أن "العائلات تتلقى بعضا من آخر مخزونات برنامج الأغذية العالمي من الغذاء. ستهدر أرواح إذا لم تُفتح طرق الإمداد المؤدية إلى تيغراي بالكامل واستمر أطراف النزاع في تعطيل أو تعريض حرية حركة (شاحنات) برنامج الأغذية العالمي وغيره من وكالات الإغاثة للخطر". 

    وشددت دول عدة من بينها الولايات المتحدة وإيرلندا والمملكة المتحدة التي تقف وراء الاجتماع الذي عارضته الدول الإفريقية باعتبار أن الأمر يتعلق بشأن إثيوبي داخلي، على أن وصول المساعدات الإنسانية يجب ألا تشوبه أي عراقيل.

   وفي حديثه للدبلوماسيين الجمعة، كرر ديميكي موقف الحكومة بقوله إن وقف إطلاق النار كان بدافع المخاوف الإنسانية وبهدف تسهيل زراعة الأراضي. لكن مع انقطاع الكهرباء والاتصالات وتعليق الرحلات الجوية وانقطاع غالبية الطرقات، يخشى مسؤولون في الأمم المتحدة ودبلوماسيون أن يتفاقم الوضع.

  حوار؟ 

   وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل في تغريدة "وقف إطلاق النار لا يعني قطع الكهرباء وتدمير البنى التحية الأساسية. وقف إطلاق نار فعلي يعني بذل المستحيل لوصول المساعدات إلى ملايين الأطفال والنساء والرجال الذين يحتاجونها بشكل عاجل".

   وقال ديميكي للدبلوماسيين إن الحكومة تعد بعد الانتخابات الوطنية التي جرت في 21 حزيران/يونيو ويتوقع أن تعطي تفويضا جديدا لآبي، "لحوار يشمل الجميع لحل أزمة تيغراي".

   وأضاف "هذه العملية ستشمل أحزاب المعارضة الشرعية وأعضاء في قاعدة جبهة تحرير شعب تيغراي يبدون استعدادهم لسلوك طريق السلام، وأوساط  الأعمال ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات بارزة أخرى".

   إلا أن المسؤولين الإثيوبيين أشاروا إلى أن إجراء مفاوضات مع قادة جبهة تحرير شعب تيغراي مرفوض.

   وقال ديميكي والناطق باسم خلية الأزمة الحكومية من أجل تيغراي رضوان حسين إن أديس أبابا ترغب بفرض عقوبات على قادة الجبهة بسبب "مسؤولياتهم". لكن ديميكي اعتبر أن بعض عناصر الجبهة "أبرياء" ويجب أن ينضموا إلى المحادثات على ما أفاد دبلوماسيون.

 

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24