الولايات المتحدة تحيي الذكرى العشرين لاعتداءات 11 سبتمبر في نيويورك
نشرت في:
أحيت الولايات المتحدة السبت الذكرى العشرين لهجمات 11 أيلول/ سبتمبر الدامية، على وقع انسحاب قواتها من أفغانستان فاسحة المجال أمام عودة طالبان للحكم. وتم تخليد أرواح الضحايا واستذكار الهجمات المروعة في المواقع الثلاثة التي شهدت الاعتداءات، بعد أن خطف 19 عنصرا من تنظيم القاعدة طائرات ركاب أمريكية، ما أسفر عن مقتل نحو 3 آلاف شخص. وبينما شارك الرؤساء السابقون أوباما وكلينتون وبوش في تأبين الضحايا، وجه ترامب انتقادات لاذعة لإدارة بايدن.
كرمت الولايات المتحدة السبت ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول المأساوية، عبر كافة مواقع تحطم الطائرات المخطوفة في 2001، بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن وزوجته ورؤساء سابقون، لكن في غياب دونالد ترامب الذي وجه انتقادات شديدة لخلفه بايدن.
ووسط إجراءات أمنية مشددة، أشرف بايدن على المراسم وكان إلى جانبه باراك أوباما وبيل كلينتون. وبدأت المراسم بدقيقة صمت في الساعة 8,46 صباحا، بعد عشرين عاما بالضبط على اصطدام أول طائرة بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي.
وبدأ بايدن يومه في نيويورك حيث حضر المراسم في الساعة 08,30 بتوقيت الساحل الشرقي الأمريكي في المكان الذي كان به برجا مركز التجارة العالمي قبل أن تصطدم طائرتان بالمبنيين مما أدى إلى انهيارهما.
واتجه الرئيس الأمريكي لاحقا إلى شانكسفيل في بنسلفانيا حيث تحطمت الرحلة 93 التابعة للخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز) في حقل بعد تغلب الركاب على الخاطفين ومنعهم من الاصطدام بهدف آخر.
وفي نهاية المراسم عاد بايدن إلى واشنطن لزيارة وزارة الدفاع، رمز القوة العسكرية الأمريكية والذي تعرض لهجوم بطائرات أخرى استخدمت كصواريخ في هذا اليوم.
وتخلل المناسبة التزام دقيقة صمت لأكثر من مرة بما يتزامن مع كل حادث أليم شهدته الولايات المتحدة في ذلك اليوم المشؤوم من تاريخها الحديث، إثر تلك الهجمات.
استحضار لكل آلام المأساة
وعزفت الفرقة الموسيقية التابعة لشرطة نيويورك أغنية "الأوقات الصعبة لا تأتي مرة أخرى" وهي أغنية شعبية أمريكية تعود للخمسينيات من القرن 19. وعلى الضفة الأخرى من نهر هدسون في نيوجيرزي كان بروس سبرينغستين يغني على الغيتار أغنية "سأراك في أحلامي".
وعند النصب التذكاري للضحايا في نيويورك تم التزام دقيقة صمت عند الساعة 8,46 صباحا (12,46 ت غ)، وهو الوقت الذي اصطدمت فيه أول طائرة مخطوفة ببرج التجارة العالمي.
ثم بدأ أقارب الضحايا، وكثير منهم يذرفون الدموع، بتلاوة أسماء من قتلوا في الهجمات خلال الحفل الذي حضره الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الأسبق باراك أوباما وأقيم تحت حراسة أمنية مشددة. وأقيمت مراسم أيضا في الموقعين الآخرين اللذين استهدفهما تنظيم القاعدة في مقر البنتاغون في واشنطن وفي شانكسفيل في بنسلفانيا.
بايدن يدعو للوحدة وترامب يهاجمه
وحض بايدن في خطابه المسجل ليل الجمعة الأمريكيين على توحيد صفوفهم أثناء استذكارهم المأساة. وقال في رسالته "لا تعني الوحدة بأن على معتقداتنا أن تتطابق، لكن يجب أن يكون لدينا احترام وثقة ببعضنا البعض وبهذه الأمة".
في المقابل، استغل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذكرى لانتقاد إدارة بايدن في رسالة بالفيديو السبت لـ"انعدام كفاءتها" على خلفية الانسحاب من أفغانستان. وقال ترامب ههنا "هذا يوم حزين للغاية"، مضيفا أن ذكرى 11 أيلول/سبتمبر "تمثل حزنا كبيرا لبلدنا".
وتابع ترامب "إنه وقت حزين أيضا للطريقة التي انتهت بها حربنا على من تسببوا بمثل هذا الأذى لبلدنا الأسبوع الماضي". مضيفا "زعيم بلادنا بدا كأنه أحمق ولا يمكن السماح بحدوث ذلك". وعزا ذلك إلى "سوء التخطيط والضعف الهائل والقادة الذين لم يفهموا حقا ما كان يحدث".
بوش الإبن يحذر من الانقسام
من جهته، قال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الإبن الذي وقعت هجمات 11 أيلول/سبتمبر خلال ولايته في كلمة السبت بالمناسبة، إن الانقسام اليوم يجعله يشعر بـ"القلق" على مستقبل الولايات المتحدة. ودعا بوش بدوره إلى الوحدة وسط الانقسام السياسي المتزايد في البلاد. وقال "عندما يتعلق الأمر بوحدة أمريكا، يبدو ذلك بعيدا هذه الأيام... يبدو أن قوة خبيثة تعبث بحياتنا المشتركة... لقد صارت السياسة عندنا في الأغلب دعوة صريحة للغضب والخوف والاستياء".
وحذر بوش من تهديد "الإرهاب المحلي" خلال خطابه. وقال "لقد رأينا أدلة متزايدة على أن الأخطار على بلدنا يمكن أن تأتي، ليس فقط من خارج الحدود، بل من العنف المتزايد في الداخل... هناك بعض الارتباط بين عنف المتطرفين في الخارج وعنف المتطرفين في الداخل... هما نتاج نفس الروح البغيضة، ومن واجبنا المستمر مواجهتها".
وأضاف بوش خلال إحياء الذكرى في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا حيث سقطت رابع طائرة تم خطفها أنه "في الأسابيع والأشهر التي أعقبت الهجمات كنت فخورا بقيادة شعب مدهش ومرن وموحد". وتابع "عندما يتعلق الأمر بوحدة أمريكا، فإن تلك الأيام تبدو بعيدة عنا". كما قال بوش إن "الكثير من سياستنا باتت دعوة صريحة للغضب والخوف والاستياء. وهذا يجعلنا قلقين بشأن بلدنا ومستقبلنا معا".
بدورها، أشارت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في خطابها في شانكسفيل إلى حالة الاستقطاب الحاد في أمريكا من خلال إشادتها باجتماع ركاب الرحلة 93 في دقائق "وفي أصعب الظروف" للعمل معا في محاولتهم لاستعادة السيطرة على الطائرة. وقالت "بعد اليوم آمل وأصلي (...) من أجل أن نحترم وحدتهم عبر تعزيز أواصرنا المشتركة".
ما مصير مدبر الاعتداءات؟
وفيما تكرم الولايات المتحدة ضحايا اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر، خيم على المراسم شبح خالد شيخ محمد، مدبر الاعتداءات الذي لم يحاكم ولم يصدر حكم بحقه بعد مرور 20 عاما على الهجمات. وتباهى خالد شيخ محمد أمام المحققين بأنه تصور ودبر الاعتداءات الأكثر دموية في التاريخ، فيما يقبع منذ 15 عاما في زنزانة في معتقل غوانتانامو الخاضع لأشد التدابير الأمنية.
ولقي نحو 3000 شخص حتفهم في الهجمات في نيويورك وفي مبنى البنتاغون وفي بنسلفانيا حيث تحطمت الرحلة 93 التابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" في حقل بعد تغلب الركاب على الخاطفين ومنعهم من الاصطدام بهدف آخر.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك