فرنسا: ماكرون يستقبل ميركل مع اقتراب استحقاق الانتخابات في ألمانيا

 استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس أنغيلا ميركل في عشاء عمل بالعاصمة باريس، بينما تستعد المستشارة الألمانية لاختتام مسيرتها السياسية مع اقتراب الانتخابات. وكان على جدول أعمالهما مجموعة قضايا دولية "في مقدمتها أفغانستان" و"التحديات الأوروبية الكبرى في مجالات الدفاع واللجوء والهجرة والمناخ والتحول الرقمي".

إيمانويل ماكرون يستقبل أنغيلا ميركل.
إيمانويل ماكرون يستقبل أنغيلا ميركل. © أ ف ب
إعلان

استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس أنغيلا ميركل للمرة الأخيرة في عشاء عمل، فيما يشكل إحدى آخر الفرص لإبراز العلاقة الوثيقة بين البلدين بينما تستعد المستشارة الألمانية لاختتام مسيرتها السياسية.

وأكد ماكرون أنه "إلى حين تشكيل الحكومة (الألمانية) التالية، سنواصل أنا وأنغيلا ميركل العمل جنبا إلى جنب بشأن القضايا الرئيسية التي نسعى لتقديم حلول فرنسية ألمانية لها، كما فعلنا منذ اليوم الأول".

   وعدد الرئيس القضايا الكثيرة على جدول "عشاء العمل"، وفي صدارتها "العبر" التي يجب على الأوروبيين استخلاصها "فيما بينهم" من الأزمة في أفغانستان.

   واعتبر أن "تماسك الأوروبيين" على المحك أيضا في "مكافحة الإرهاب" في منطقة الساحل الأفريقي، حيث أعلنت باريس صباح الخميس مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى" عدنان أبو وليد الصحراوي.

   ولم يشر إيمانويل ماكرون بشكل مباشر إلى الصدمة التي سببها الإعلان الصادر مساء الأربعاء عن اتفاقية عسكرية واسعة النطاق بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، والتي أطاحت بعقد ضخم أبرمته باريس لتزويد كانبيرا بغواصات. لكنه أشار إلى أهمية منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي "اعتمد الأوروبيون استراتيجية مشتركة حولها" هذا الأسبوع.

   وينتظر أن يدفع خرق العقد الذي أثار "غضب" وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، باريس إلى مواصلة تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية.

  غموض في برلين

   وسيكون ذلك أحد أهداف الرئاسة الفرنسية المقبلة للاتحاد الأوروبي، في النصف الأول من العام 2022، والتي ستتزامن مع الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية بين 10 و24 نيسان/أبريل.

   لكن هل سيكون لدى إيمانويل ماكرون محاور جديدة في برلين في الأول من كانون الثاني/يناير إذا طالت المفاوضات لتشكيل حكومة جديدة؟

   وأكدت له أنغيلا ميركل التي تتولى السلطة منذ نحو 16 عاما "سنفعل كل ما في وسعنا لتجنب أن تكون فترة فراغ طويلة جدا".

   وإثر الانتخابات العامة السابقة في العام 2017، استمرت المفاوضات قرابة ستة أشهر، الأمر الذي أجبر ماكرون الذي كان قد انتخب للتو، على الانتظار عدة أشهر لبدء دفع أجندته الأوروبية.

   ومن المرجح أن تظل ميركل في منصبها لحضور قمة الاتحاد الأوروبي وغرب البلقان في ليوبليانا في 6 تشرين الأول/أكتوبر، ثم حضور اجتماع الدول السبع والعشرين في بروكسل بعد ذلك بأسبوعين.

   وقد تطورت العلاقة الشخصية والعملية بين إيمانويل ماكرون وأنغيلا ميركل بشكل كبير خلال أربع سنوات. 

   في البداية، كان من الصعب العثور على الكثير من القواسم المشتركة بين مستشارة تبلغ 67 عاما نشأت على مبادئ الحيطة، ورئيس شاب يبلغ 43 عاما يتبنى الجرأة نهجا سياسيا. لكن بمرور الوقت، نجح الزعيمان في بناء علاقة ثقة قوية.

   ولطالما واجه الرئيس الفرنسي ترددا من ألمانيا في زيادة إنفاق الاتحاد الأوروبي.

   لكن رغم ذلك، تمكن الزعيمان من تعزيز علاقاتهما بإبرام تحالف قاد في أيار/مايو 2020 إلى اقتراح خطة إنعاش أوروبية بقيمة 750 مليار يورو، ممولة إلى حد كبير من قروض أوروبية مشتركة. ثم عملا معا للتوصل إلى اتفاق تاريخي حول هذه الخطة.

   واستقبل إيمانويل ماكرون في الأيام الأخيرة في الإليزيه المرشحين الأوفر حظا لخلافة ميركل في برلين، الديمقراطي الاشتراكي (يسار الوسط) أولاف شولتز والمسيحي الديمقراطي (يمين الوسط) أرمين لاشيت.

   إذا فاز أولاف شولتز، وهو أحد مهندسي برنامج تجميع الديون والتعافي الأوروبي بعد أزمة كوفيد-19، يمكن لباريس أن تأمل في الحد من التشدد في الموازنة، خصوصا إذا كان الاشتراكي الديمقراطي يحكم بغالبية راسخة إلى اليسار.

   وفي حال فوز أرمين لاشيت قد تسعى برلين لتحجيم النفقات والديون.

فرانس24/أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24