أزمة الغواصات: ماكرون يدعو الأوروبيين إلى "التخلي عن السذاجة" أمام استراتيجيات واشنطن الجديدة
طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأوروبيين بالتخلي عن السذاجة" و"استخلاص العبر" فيما يتعلق بالخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة، وطالبهم "بفرض احترامهم" وذلك على خلفية أزمة صفقة الغواصات بين فرنسا وأستراليا. وجاء هذا التصريح خلال زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في قصر الإليزيه، الذي أعلن فيه ماكرون بيع ثلاث فرقاطات إلى أثينا، في إطار "شراكة استراتيجية".
نشرت في:
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء أن "على الأوروبيين التخلي عن السذاجة" و"استخلاص العبر" من الخيارات الاستراتيجية الجديدة للولايات المتحدة التي تتركز على خصومتها مع الصين. كما صرح بأن أزمة الغواصات لن تتسبب في تغيير استراتيجية باريس في منطقة الهندي-الهادئ.
وجاء تصريح ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني، تعليقا على فسخ أستراليا عقدا لشراء غواصات فرنسية لصالح الولايات المتحدة، إذ قال "حين نكون تحت تأثير ضغوط قوى كبرى تشتد أحيانا، فإن إبداء رد فعل أو الإثبات بأن لدينا نحن أيضا القوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا لا يعني الانقياد إلى التصعيد، بل هو ببساطة فرض احترامنا".
وأعلن إيمانويل ماكرون أن اليونان ستشتري ثلاث فرقاطات من فرنسا، في إطار "شراكة استراتيجية" أكثر عمقا بين البلدين للدفاع عن مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط .
ويمثل هذا الاتفاق "خطوة أولى جريئة نحو استقلالية استراتيجية أوروبية" حسبما أكد ماكرون خلال مراسم التوقيع مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في قصر الإليزيه.
وتابع الرئيس الفرنسي "الولايات المتحدة الأمريكية صديق تاريخي كبير وحليف قيم، لكن لا بد لنا من الإقرار بأنه منذ أكثر عشر سنوات، تركز الولايات المتحدة جهودها بالمقام الأول على نفسها، ولها مصالح استراتيجية تعيد توجيهها إلى الصين والمحيط الهادئ".
وشدد على أن "هذا من حقهم، إنها سيادتهم الخاصة. لكننا سنكون هنا ساذجين أو سنرتكب خطأ فادحا إذا رفضنا استخلاص كل العبر لأنفسنا"، متحدثا بمناسبة توقيع عقد مع اليونان لبيعها ثلاث فرقاطات.
وقال "بالروح البراغماتية ذاتها والوضوح ذاته، علينا كأوروبيين تحمل قسطنا من المسؤولية في تأمين حمايتنا الخاصة. هذا ليس بديلا عن التحالف مع الولايات المتحدة، ليس استعاضة عنه، بل هو تحمل مسؤولية هذه الركيزة الأوروبية في إطار الحلف الأطلسي".
وخلص بالقول "مطلوب منا أن نتحمل مسؤولية أكبر في حماية أنفسنا، أعتقد أن هذا مشروع، ويعود الأمر لنا في تنفيذه".
وتشهد العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة حاليا أزمة دبلوماسية بعد الإعلان في 15 أيلول/سبتمبر عن شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ما أدى إلى فسخ عقد ضخم لبيع كانبيرا غواصات فرنسية.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك