الصين

إحياء ذكرى أحداث تيان آن مين

قال الزعيم الصيني الإصلاحي جاو جيانج إن الحملة التي تعرض لها محتجون في ساحة تيانانمين عام 1989 حين قتل محتجين كانت "مأساة."

إعلان

رويترز - بعد مرور عقدين على سقوطه وأربعة أعوام على وفاته خرج الزعيم الصيني الإصلاحي جاو جيانج عن الصمت الرسمي بشأن الحملة التي تعرض لها محتجون في ساحة تيانانمين عام 1989 منددا بقتل المحتجين بوصفه "مأساة."

وفي مذكرات تم تسجيلها سرا اثناء وجوده قيد الإقامة الجبرية تحدى جاو زعماء الصين الحاليين الذين يتسمون بالحذر قبل حلول الذكرى العشرين للرابع من يونيو حزيران حين أخمدت قوات احتجاجات مؤيدة للديمقراطية تركزت في ساحة تيانانمين في بكين.

وأشاد بالديمقراطية على الطراز الغربي وندد بالقمع المسلح للاحتجاجات حين توغلت الدبابات في طريق تشانج آن وأطلقت النيران على متظاهرين ومتفرجين.

ويقول جاو "في ليلة الثالث من يونيو كنت جالسا في الفناء مع أسرتي سمعت إطلاق نيران كثيف... لم يتسن تجنب مأساة صدمت العالم."

ويرفض جاو الذي كان زعيما للحزب الشيوعي عام 1989 ادعاء الحكومة بأن احتجاجات الطلبة كانت جزءا من مؤامرة ضد الشيوعية.

ويقول جاو في كتاب "سجين الدولة" الذي تنشره دار سايمون اند شوستر بالانجليزية هذا الشهر قبل حلول الذكرى العشرين لهذه الأحداث "قلت حينذاك إن معظم الناس كانوا يطلبون منا فقط إصلاح عيوبنا ولم يكونوا يحاولون الإطاحة بنظامنا السياسي."

وتم إعطاء المذكرات المسجلة على شرائط ومدتها 30 ساعة لثلاثة من المقربين وجرى تهريبها الى خارج الصين. وحصلت رويترز على نسخة مكتوبة منها.

وتلقي رواية جاو عن إطاحة كبار قادة الحزب به من السلطة ضوءا نادرا على الاقتتال السياسي الذي كان وراء الاحتجاجات التي هزت الصين قبل 20 عاما وبلغت ذروتها في الإطاحة به والحملة التي جرى تنفيذها وأسفرت عن مقتل المئات في الشوارع ببكين.

وقال "قلت لنفسي إنه مهما كان الأمر فإنني أرفض ان أصبح امين عام (الحزب) الذي عبأ الجيش لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الطلبة."

وكانت عينا جاو على مستقبل الصين حين سجل مذكراته سرا على مدار اعوام قضاها قيد الإقامة الجبرية حتى وفاته في يناير كانون الثاني عام 2005. وهو ينتقد ما يعتبره المسار المحافظ المغلوط الذي سلكه الحزب بعد عام 1989 ويطالب بانتقال تدريجي الى ديمقراطية على الطراز الغربي.

ويقول جاو "الحقيقة هي أن النظام البرلماني الديمقراطي الغربي أظهر اكبر قدر من الحيوية."

وأضاف "اذا لم نتحرك تجاه هذا الهدف سيكون من المستحيل حل الظروف غير الطبيعية في اقتصاد السوق الذي تطبقه الصين."

وينحي زعماء الصين الحاليون جانبا "الاضطراب" الذي وقع قبل 20 عاما بوصفه حدثا وقع منذ فترة طويلة وتم حسمه بحكم رسمي ومن المؤكد أن السلطات ستمنع تداول كتاب جاو في الصين حيث ستسعى الى منع تسرب نسخ من الطبعة الصينية الى البلاد.

وحيث لا يزال جاو رمزا للاستقامة الإصلاحية بالنسبة للمتعاطفين معه وحتى بالنسبة للمواطنين المحايدين سياسيا والمتعطشين لمعرفة معلومات عن أسرار الحزب فان نسخا من المذكرات قد تنتشر.

ويقول باو بو وهو ناشر يتخذ من هونج كونج مقرا له وابن المساعد الأبرز لجاو إن الزعيم الصيني الراحل فيما يبدو أراد توصيل روايته عن الأحداث لتحدي التنديد الرسمي الذي صدر عن الحزب باحتجاجات تيانانمين وحكم الحزب الواحد الذي يطبقه.

وأضاف باو الذي تنشر مطبعة نيو سنشري التي يمتلكها الطبعة الصينية من الكتاب "لم يترك تعليمات... لكن الواضح أنه أراد لحكايته أن تعيش."

وقال "إنها فترة حاسمة في التاريخ تحدد ماهية الصين الحالية. إنها تتناقض مع رواية الحكومة عن الحقيقة."

ويعيش باو تونج والد باو بو تحت مراقبة الشرطة في بكين لكن تم السماح له بمقابلة صحفيين أجانب.

والخيط الذي يربط ذكريات جاو عن صعوده وسقوطه هو صلته مع دينج شياو بينج الثوري المخضرم الذي حرك الصين في اتجاه إصلاحات السوق لكنه رفض النداءات بإجراء تغيير ديمقراطي مستخدما القوة في النهاية.

ويقول جاو إن العلاج لمشاكل الصين يكمن في الاتجاه التدريجي دون توقف نحو الديمقراطية. وأضاف "أعتقد أن الوقت قد حان لنعالج هذه القضية بجدية."



 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24