انتحار شاب في شركة "فوكسكن" يثير جدلا حول ظروف العمل

سون دان يونغ كان يعمل بشركة "فوكسكن" في تايوان، التي تصنّع آلات لحساب أكبر الشركات العالمية للتكنولوجيا الحديثة، على غرار "آبل" و"نينتاندو" و"سوني". وكُلّف الشاب الصيني بإرسال 16 نموذجا من جهاز "آيفون" بطريقة سرية إلى مكاتب "آبل" في الولايات المتحدة. ولكن ضيّع أحد النماذج وتحوّلت ساعتها حياة سون دان يونغ إلى جحيم.

ورأى أحد مسؤولي شركة "فوكسكن" أن سون "لم يتحمل عبء ما حصل". إلا أن إحدى وكالات الأنباء الصينية كشفت أنه تعرض للاستجواب والضرب من قبل عناصر الأمن في "فوكسكن"، وتم تفتيش بيته قبيل موته. واكتفت الشركة بإصدار بيان ذكرت فيه أنها سرّحت أحد المسؤولين المشرفين على عمل سون من دون أن تؤكد أو تنفي خبر الضرب.

كما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن "فوكسكن" قدّمت تعويضات مالية لعائلة سون بلغت 44 ألف دولار، وأهدت حاسوبا لعشيقته. من جهته، أعرب مسؤول في "آبل" عن أسفه لما حدث، مضيفا أنه في انتظار نتائج التحقيق.

النقابات تتهم "فوكسكن" بإساءة معاملة موظيفها
شركة "فوكسكن" متهمة بسوء معاملة موظفيها رغم أهمية العقود وحجم الشركات التي تتعامل معها.

دي لي مدير أحد النقابات العمالية في قوانغتشو. صرّح لفرانس 24 أن "قبل هذا الحادث، سبق لوسائل الإعلام في خمس مناسبات الاهتمام بشركة فوكسكن بسبب مشاكل تخص حقوق العمال". كما نشرت نقابة "مراقبة العمل في الصين" (شينا لابور ووتش)، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، تقريرا في آب/أغسطس 2008 كشف تفاصيل سوء معاملة "فوكسكن" لموظفيها ومعاناة هؤلاء ظروف عمل قاسية.

واتهم مدير هذه النقابة، لي كي، في تصريح لفرانس 24 "فوكسكن" بتبنيها "سياسات شبه عسكرية في إدارة مصانعها"، مضيفا أن "سون دان يونغ - على سبيل المثال - كان يعمل حتى وقت متأخر من الليل وفي غالب الأحيان بعد نهاية أوقات العمل القانونية". ولم ترد "آبل" على اتهامات "مراقبة العمل في الصين".

يذكر أن "الآيفون" أكبر نجاح تجاري حققته "آبل"، إذ باعت منه حوالي 21 مليون نسخة. والحفاظ على سرّية النماذج الجديدة خطة تجارية تمكنها من بيع المزيد.