نفت السفارة السورية في واشنطن مزاعم بأن سوريا ربما نقلت صواريخ طويلة المدى من طراز "سكود" إلى جماعة حزب الله اللبنانية والتي دفعت الولايات المتحدة إلى التعبير عن قلقها، وكان الرئيس الإسرائيلي بيريز قد اتهم سوريا الثلاثاء بذلك في حين صرح مسؤول أمريكي بأن عملية نقل الصواريخ هذه غير مؤكدة.
إعلان
نشرت أمس صحيفة "وال ستريت جورنال" خبرا نسبته إلى مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين مفاده أن سوريا قد زودت "حزب الله" الشيعي اللبناني بصواريخ أرض-أرض من طراز "سكود" قادرة على ضرب إسرائيل في العمق. من جهته اتهم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز أثناء زيارته لفرنسا، سوريا بأنها تلعب "لعبة مزدوجة"، "فهي تتحدث عن السلام بينما تواصل إمداد حزب الله بصواريخ قادرة على ضرب إسرائيل في العمق". وتابع "ينبغي على السوريين أن يكونوا أكثر وضوحا وأن يقرروا ما إذا كانوا يريدون الحديث عن السلام أو دعم حزب الله". ولم يعط بيريز تفاصيل عن الاتهامات التي وجهها لسوريا. من جهته حذر مسؤول إسرائيلي أمس من أن إدخال صواريخ "سكود" التي تستطيع أن تطال كل الأراضي الإسرائيلية قد تؤدي إلى تعديل "ميزان القوى الاستراتيجي" مع "حزب الله". وصرح الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس "نحن نشعر بقلق متزايد بالتأكيد بخصوص الأسلحة المتطورة التي يزعم أنها تنتقل" وأشار إلى أن إدارة الرئيس باراك أوباما أوصلت هذا "القلق" إلى أعلى المستويات في سوريا. وتعتبر الإدارة الأمريكية أن تزويد "حزب الله" بهذا النوع من الأسلحة يمكن أن يتسيب في اضطرابات في منطقة الشرق الأوسط. إلى ذلك حذر الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكي فيليب كراولي من "اتخاذ خطوة كهذه" وقال "نحن نواصل تحليل هذه المسألة ومن الواضح أنها تعرض لبنان لخطر شديد". ويقول هشام ملحم، مراسل مونت كارلو الدولية في واشنطن، أن المسؤولين الأمريكيين يمتنعون حتى الآن عن تأكيد وصول صواريخ أرض-أرض من طراز "سكود" من سوريا إلى "حزب الله". كما اعتبر مسؤولون أمريكيون أن تسليح سوريا "حزب الله" يعد انتهاكا واسعا للقرار الدولي 1701 . وهناك احتمال بأن تؤدي هذه التطورات إلى تأخير وصول السفير الأمريكي المعين في دمشق روبرت فورد في حال قرر بعض الأعضاء في مجلس الشيوخ تعليق قرار إرساله. أما سوريا فقد حرصت على تكذيب الاتهامات الإسرائيلية بلسان الناطق الرسمي باسم سفارتها في واشنطن، أحمد سلقيني، الذي اتهم إسرائيل بمحاولة تحويل الأنظار عن امتلاكها للسلاح النووي. ولاحظ الناطق السوري أن "توقيت (الاتهامات الإسرائيلية) يكشف محاولة خبيثة لنسف أي تقارب أمريكي سوري" في إشارة منه إلى تزامن هذه الاتهامات مع موافقة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي على ترشيح روبرت فورد سفيرا لأمريكا لدى سوريا وهو منصب لا يزال شاغرا منذ خمس سنوات.