سوريا

مظاهرات في مدن عديدة ومزيد من القتلى رغم إعلان الأسد عن إصلاحات

تواصلت المظاهرات المطالبة بالحريات في سوريا الجمعة وسقط مزيد من القتلى في محافظة درعا، كما قتل ثلاثة على الأقل في دمشق وعشرة على الأقل في الصنمين وذلك رغم إعلان السلطات السورية الخميس عن سلسلة من الإجراءات الإصلاحية في محاولة لاحتواء غضب الشارع.

إعلان

إعلان سلسلة من الإجراءات الإصلاحية وإطلاق الموقوفين على خلفية أحداث درعا

هيثم مناع : "الشباب السوري سيفشل مخططات النظام"

اتسع الجمعة نطاق التظاهرات المطالبة باطلاق الحريات في سوريا واوقعت مزيدا من القتلى، وذلك رغم اعلان السلطات السورية الخميس عن سلسلة من الاجراءات الاصلاحية في محاولة لامتصاص غضب الشارع.

it

واكد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان 17 متظاهرا قتلوا نتيجة اطلاق النار عليهم من قبل قوات الامن بينما كانوا متوجهين الى درعا، جنوب سوريا قادمين من القرى المجاورة لها.

it

واكد الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس "لقى 17 متظاهرا مصرعهم عندما تم اطلاق النار عليهم بينما كانوا متوجهين من الصنمين (40 كلم شمال درعا) الى درعا".

وقال شاهد عيان في الصنمين لفرانس برس ان قوات الامن اطلقت النار على المتظاهرين بعد قيامهم برشق مقر الامن العسكري في المدينة بالحجارة.

فيما اعلن مسؤول سوري كبير طلب عدم الكشف عن اسمه ان عشرة اشخاص قتلوا الجمعة في مدينة الصنمين خلال مواجهات بين متظاهرين وقوات الامن.

it

وقال هذا المسؤول لفرانس برس "سقط عشرة قتلى في الصنمين خلال مواجهات".

ولم تتمكن الوكالة من تاكيد الخبر من مصدر محايد او من مصادر طبية.

كما تجمع مئات الاشخاص مساء الجمعة حاملين صورا للرئيس السوري ولوالده حافظ الاسد في ساحة الامويين التي تقع في قلب العاصمة دمشق تعبيرا عن تأييدهم للرئيس السوري بشار الاسد، حسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.

واضافت المراسلة ان مئات السيارات تجوب احياء دمشق منذ الصباح وهي تطلق هتافات التأييد للرئيس السوري مثل +الله سوريا بشار وبس+ و"بالروح بالدم نفديك يا بشار+".

it

وجاءت التظاهرات الجديدة بالرغم من اعلان القيادة السورية الخميس عن سلسلة اصلاحات "تلبي طموحات" الشعب في محاولة لاحتواء الوضع وتهدئة النفوس وقيامها باطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية احداث درعا.

ومن بين الاجراءات التي اعلن عنها على لسان مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان دراسة الغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ عام 1963، اعداد مشروع لقانون الاحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام.

وامتدت بذلك التظاهرات الى عدة مدن سورية.

واندلعت من جديد الجمعة التظاهرات في درعا التي شهدت اعنف المظاهرات منذ بدء الاحتجاجات في سوريا في 18 اذار/مارس وسقط خلالها اكثر من مئة قتيل بحسب مصادر حقوقية.

كما افاد شهود عيان ان "قوات الامن فتحت النار بكثافة على متظاهرين تجمعوا امام منزل محافظ درعا". وقال احد الشهود لفرانس برس "تظاهر اكثر من 10 الاف شخص في ساحة درعا الجمعة حيث قام احد المتظاهرين بتمزيق صورة للرئيس السوري كما قام اثنان من المتظاهرين بمحاولة تحطيم وحرق تمثال للرئيس السابق حافظ الاسد".

واضاف "قام رجال الامن وبعض العناصر الذين كانوا في مقر حزب البعث الحاكم باطلاق النار على المتظاهرين واردوا احدهم".

واضاف هذا الشاهد "اضطررت الى الفرار للاحتماء الا ان شهودا اكدوا لي وقوع المزيد من القتلى".

وافاد شاهد اخر "قام متظاهرون باضرام النار في تمثال للرئيس الراحل فقامت قوات الامن باطلاق النار عليهم وسقط الكثير من القتلى والجرحى".

وشارك الالاف في درعا الجمعة في جنازة قتيلين سقطا في الصدامات التي شهدتها المدينة وهتفوا "بالروح، بالدم، نفديك يا شهيد".

وافادت مراسلة فرانس برس انه في "منطقة ازرع المتاخمة لدرعا انتشرت قوات كبيرة للجيش وتموضعت باصات عسكرية على مفارق القرى المؤدية الى درعا".

وفي دمشق انطلق نحو 300 شخص عقب صلاة الجمعة من جامع بني امية الكبير في وسط العاصمة دمشق نحو سوق الحميدية هاتفين "الله، سوريا، حرية وبس" و"درعا هي سوريا" و"كلنا فداء درعا"، بحسب مراسلة فرانس برس.

واضافت مراسلة ثانية "ان مظاهرة سلمية جرت في دوما (10 كلم عن دمشق) ضمن حضور امني كثيف"

وبثت مواقع على الانترنت صورا لتظاهرة اخرى انطلقت من مسجد الرفاعي في دمشق.

واكدت مراسلة فرانس برس اعتقال خمسة اشخاص على الاقل على خلفية مشاركتهم في التظاهرة الاحتجاجية التي انطلقت من المسجد الاموي.

كما اكدت شاهدة عيان لفرانس برس "ان قوات الامن فرقت بالقوة تظاهرة اندلعت في حي العمارة في قلب العاصمة دمشق".

واضافت ان "احد عناصر الامن شد احدى المتظاهرات من شعرها وتركها بعد ان صرخت كما صادرت قوى الامن شريحة الذاكرة من آلة تصوير احد الاشخاص بينما كان يقوم بتصوير التظاهرة".

في المقابل احتشد انصار للرئيس بشار الاسد في ساحة المسكية في دمشق حاملين صورا له ولوالده الراحل حافظ الاسد وهم يهتفون "الله، سوريا، بشار وبس" و"بالروح، بالدم، نفديك يا بشار".

وفي منطقة داعل (شمال درعا) ذكرت مراسلة ثانية لفرانس برس ان "نحو 300 متظاهر تتقدمهم عشرات الدراجات النارية خرجوا الى الشارع وهم يهتفون "داعل ودرعا ما بتنهان" بينما كان اطفال يلوحون بالكوفيات.

وافادت المراسلة ان "العشرات تجمعوا في قرية الشيخ مسكين وركبوا السيارات وانطلقوا باتجاه درعا".

واكد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان الجمعة ان "نحو ثلاثة الاف شخص تظاهروا في مدينة بانياس الساحلية" والتي سبق ان شهدت تظاهرة يوم الجمعة الماضي.

كما بثت قنوات فضائية ومواقع انترنت عدة مقاطع لتظاهرات في الشوارع او المساجد في عدة مدن سورية، ويظهر احدها كيف هاجم المتظاهرون مقر نادي ضباط موقع حمص ومزقوا صورة للرئيس السابق حافظ الاسد.

واكد المسؤول السوري ان "موظفا في نادي الضباط قضي اثر هجوم شنه المتظاهرون عليه"، كما اظهرت المقاطع تظاهرات في كل من حماة (وسط) وفي اللاذقية شارك فيها الالاف من المتظاهرين في "جمعة العزة"، وهو التعبير الذي اطلق على هذا اليوم كما ورد على مواقع لناشطين سوريين معارضين على الانترنت.

واشار ناشطون ايضا الى قيام تظاهرات مناهضة للنظام في دير الزور (شمال شرق) والرقة (شمال).

وطالب بيان نشره موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على صفحة باسم اتحاد شباب سوريا "بتنحي الرئيس السوري وأركان النظام بشكل كامل وقيام حكومة مؤقتة تمثل كافة مكونات الشعب السوري تقود البلاد عبر مرحلة إنتقالية تطلق فيها الحريات وترفع حالة الطوارئ وتطلق السجناء السياسيين".

وجاء ايضا في البيان "نحن سوريون قبل أي صفة لاحقة أو سابقة لنا حق متساو في المواطنة، شعب واحد لا يفرقنا عرق أو دين أو طائفة أو معتقد. ومستقلبنا هو دولة مدنية لجميع مواطنيها".

واكد البيان على سلمية التظاهرات ورفضه "أي استخدام لأي شكل من أشكال العنف أو التخريب أو الاعتداء على الممتلكات العامة لأنها ملك شعبنا وليست ملكا للنظام كما نرفض أي اعتداء على أية ممتلكات خاصة".

من جهتها اشارت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم الجمعة الى "ان شوارع مدينة درعا والمحافظات السورية شهدت مسيرات شعبية حاشدة عبر خلالها المواطنون عن ارتياحهم للقرارات التي اصدرها الاسد" يوم الخميس الذي وصفته "بخميس الكرامة" ردا على دعوات التظاهر في "جمعة العزة".

واشارت الصحيفة في افتتاحيتها الى ان "غمامة عابرة مرت واكدت سوريا قدرتها على تجاوز المحنة".

واعتبر الحقوقي والناشط عيسى المسالمة وهو احد الذين تم الافراج عنهم في درعا انه "اذا تم تنفيذ هذه القرارت فتكون السلطات قد استجابت حينها الى جزء من المطالب التي ينادي بها الشعب منذ سنوات".

واضاف "سنمضي بحركتنا السلمية لاننا لا نريد وعودا فقط ولكن تطبيق الاجراءات التي تم الاعلان عنها. مجرد وعد لا يكفي".

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24