مصر

قوى سياسية عديدة تنسحب من ميدان التحرير بعد هيمنة الشعارات الإسلامية

انسحبت القوى السياسية غير الإسلامية من ميدان التحرير في جمعة أطلق عليها "جمعة الوحدة" والتي دعت إليها القوى الإسلامية كالإخوان المسلمين والسلفيين قبل أن تنضم إليها القوى المدنية ويتم الاتفاق على رفع شعار الوحدة. وجاء الانسحاب بعد اتهامات للإسلاميين بمخالفتهم الاتفاق الذي عقدوه مع القوى الأخرى ورفعوا شعارات تطالب بدولة إسلامية وتطبيق الشريعة.

إعلان

احتشد عشرات الألوف من المصريين اليوم الجمعة بميدان التحرير في وسط القاهرة ومدن أخرى في محاولة للتأكيد على وحدة القوى السياسية ورفع مطالب متفق عليها للتغيير لكن انقسامات شديدة ظهرت حول الأولويات وطريقة الضغط على المجلس
الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد حاليا بشأن سرعة وعمق الإصلاحات المطلوبة.

وغلبت الهتافات الإسلامية على ميدان التحرير مثل "لا إله إلا الله" و"إسلامية إسلامية مصر حتفضل إسلامية" و"مهما تلف ومهما تدور القرآن هو الدستور" و"ارفع رأسك فوق انت مسلم".

 

 

لكن بضع شبان وامرأة مكشوفة الرأس طافوا بالميدان لنحو نصف ساعة مرددين هتافا يقول "مدنية مدنية" وتبعهم مئات الإسلاميين مرددين هتاف "إسلامية إسلامية".

وفي وقت لاحق شارك عشرات النشطاء في الطواف بالميدان مرددين شعاراتهم وسط توتر ومناوشات خفيفة مع الإسلاميين.

وخطب قس من منصة للإخوان المسلمين مطالبا بأن تكون "مصر دولة مصرية مصرية" لكن مستمعيه ردوا عليه بهتاف "إسلامية إسلامية".

ويتوقع الإخوان وإسلاميون آخرون أن يحصلوا على أغلبية في الانتخابات التشريعية التي من المنتظر أن تجرى في نوفمبر تشرين الثاني.

وقال سامي علي (23 عاما) وهو طالب خلال مشاركته في المظاهرات في التحرير "هناك ذقون كثيرة جدا. نشعر بأننا مغلوبون على أمرنا." وأضاف أن السلفيين حاولوا الفصل بين المعتصمين والمعتصمات في الخيام.

وكتب شادي حامد من مركز بروكنجز الدوحة في موقع تويتر يقول "هناك إشارات مزعجة إلى أن جمعة الوحدة يمكن أن تتحول إلى جمعة الانقسام. نأمل ألا يحدث ذلك."

وفي مدينة الإسكندرية الساحلية تجمع بضع ألوف من الإسلاميين ومئات من النشطاء قريبا منهم أمام مسجد القائد إبراهيم. وهتف النشطاء "يسقط يسقط حكم العسكر" و"يا حرية فينك فينك حكم العسكر بينا وبينك" و"يسقط يسقط المشير" في إشارة إلى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

لكن الإسلاميين اكتفوا برفع لافتات تقول إحداها "لا توجد نصوص فوق دستورية إلا القرآن والسنة".

وتشير اللافتة إلى رغبة قالت صحف محلية إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أبداها في وضع مباديء فوق دستورية تضمن للمجلس الإدلاء برأي في التوجهات الأساسية للبلاد ومدنية الدولة التي يبلغ المسيحيون نحو عشر سكانها.

وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة استفتى المصريين في مارس آذار بعد أسابيع من إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في انتفاضة شعبية على إجراء الانتخابات التشريعية على أن يختار الأعضاء المنتخبون في مجلسي الشعب والشورى أعضاء جمعية تأسيسية تضع الدستور.

ويقول نشطاء وسياسيون إن الإخوان المسلمين وهم منظمون جيدا وحلفاءهم السلفيين يمكن أن يهيمنوا على وضع الدستور إذا أجريت الانتخابات دون استعداد كاف لها من الأحزاب الوليدة التي تؤيد مدنية الدولة لضمان حقوق المسيحيين والمسلمين غير المتشددين.

ورغم الانقسام الواضح وصف قيادي كبير في جماعة الاخوان المسلمين مظاهرات اليوم بأنها جمعة للوحدة بين القوى السياسية.

 

it

 

وكان الإخوان وإسلاميون آخرون شاركوا في مظاهرة حاشدة مع التيارات الأخرى في الثامن من يوليو تموز للمطالبة بتطهير مؤسسات الدولة من المسؤولين الذين عملوا مع مبارك وإجراء محاكمات عاجلة للمتهمين بالفساد لكنهم تراجعوا عن مزيد من الضغط على المجلس العسكري منذ ذلك الحين

وكان ألوف النشطاء نظموا مسيرة حاشدة يوم السبت الماضي إلى مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة لكن قوات من الجيش اعترضتهم قبل الوصول إلى المقر في شمال القاهرة وهاجمهم بلطجية من الخلف بالسيوف والحجارة والقنابل الحارقة كما أطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع مما تسبب في إصابة المئات منهم.

وقال إسلاميون إنهم يريدون إعطاء الجيش فرصة للاستجابة للمطالب لكن جماعات أخرى مثل حركة شباب 6 ابريل قررت الاستمرار في الضغط مع مئات المعتصمين في ميدان التحرير.

وعبر محمد عادل المتحدث باسم حركة شباب 6 ابريل عن سعادته قبل مظاهرة اليوم لأن القوى السياسية أظهرت جبهة موحدة في هذا المنعطف المهم في الثورة.

لكن بعض المحتجين يتهمون جماعة الإخوان المسلمين التي كانت محظورة أيام مبارك لكن تتمتع الآن بحريات لم يسبق لها مثيل بإبرام صفقة مع الجيش. وتنفي الجماعة هذا الاتهام.

واتهم المجلس الأعلى للقوات المسلحة في بيان حمل نبرة حادة غير معتادة حركة شباب 6 ابريل بمحاولة الوقيعة بين الجيش والشعب بتنظيم المسيرة إلى مقر المجلس. كما وجهت للحركة اتهامات بالحصول على أموال من الخارج.

لكن الجيش تعرض لانتقادات بسبب مثول مدنيين أمام المحاكم العسكرية وعدم اتخاذ خطوات أكبر لمحاكمة مبارك وأعوانه.

وفي إشارة تأييد لحركة شباب 6 ابريل قال محمد البلتاجي العضو في حزب الحرية والعدالة الذي شكله الإخوان إن الجماعة ترفض الإساءة لأي فصيل ثوري يقرر التظاهر سلميا أو تشويه صورته.

واستنكرت حركة شباب 6 ابريل الانتقاد الموجه لها من الجيش وقالت إنها لن تخفف الضغط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وقال عادل إن المحاولات الاخيرة لتهميش حركته لم تنجح لأن المعارضة تعلم أنه إذا تم تشويه صورة جماعة فإن ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بكل الجماعات الحريصة على حماية مكتسبات الثورة.

ومن بين أبرز المطالب التي يرفعها المتظاهرون المحاكمة العاجلة لمبارك الذي أطيح به يوم 11 فبراير شباط بعد 18 يوما من الاحتجاجات. وتبدأ محاكمة الرئيس السابق في الثالث من أغسطس آب لكن المحتجين يتهمون الجيش بالتباطؤ والتردد في محاكمة القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن حالة مبارك الذي يرقد في مستشفى بشرم الشيخ "مستقرة" لكنه يعاني من اكتئاب شديد. وكانت الوكالة نقلت عن مصادر طبية في المستشفى أوائل الأسبوع أنه واهن ويرفض الطعام.

ويرى كثير من المصريين أن مرض مبارك ذريعة لتجنب إهانة الرئيس السابق علنا.

وانسحب النشطاء وبينهم حزبيون من المظاهرات في مدينة السويس شرقي القاهرة بسبب الشعارات الإسلامية البحتة التي رددها السلفيون ومنها "اقرأ اقرأ في القرآن مصر بإذن الله في أمان" و"لا إله إلا الله إسلامية إن شاء الله" و"الشعب يريد تطبيق شرع الله".

كما رفع السلفيون لافتة تقول "جيش مصر الأبي نقبل أياديكم التي شدت على أيادينا ساعة العسرة. نقبل جباهكم التي أضاءت لنا طريق العزة".

وتتعارض اللافتة بشدة مع الانتقادات التي يوجهها النشطاء للمجلس الأعلى للقوات المسلحة.

وفي مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في دلتا النيل شارك مئات الإسلاميين ومئات النشطاء في مظاهرتين ردد المشاركون فيهما هتافات متعارضة.

وفي مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء قال شهود عيان إن نحو 150 مسلحا ملثما نظموا مظاهرة في المدينة أطلقوا خلالها النار في الهواء وأن فتى عمره 12 عاما أصيب ونقل إلى المستشفى للعلاج.

وقال شاهد إنهم وصلوا إلى ميدان الرفاعي في المدينة في عشر سيارات لاندكروزر ونحو مئة دراجة نارية.

وأضاف أن ظهورهم أثار رعب المارة خاصة أنهم فتشوا بعض السكان الذين استعملوا تليفوناتهم المحمولة خلال المظاهرة.

وقال الشاهد إن السيارة الأولى والثانية رفعت عليهما أعلام سوداء.

وقال خطيب الجمعة في ميدان التحرير مظهر شاهين إن الجيش سيظل خطا أحمر لأنه حمى الثورة لكنه طالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بجدول زمني لتسليم السلطة للمدنيين.

 

 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24