تونس

الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي يؤدي اليمين الدستورية ويتسلم مهامه

أدى رئيس الجمهورية التونسية الجديد محمد المنصف المرزوقي القسم الدستوري أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بحضور شخصيات من كبار مسؤولي الدولة. ووعد المرزوقي بأن يكون رئيسا لكل التونسيين وأن يبذل أقصى جهد لتحسين مستوى المعيشة لمواطنيه.

إعلان

"ما من شك في وجود حكومة ظل والانتخابات يجب إجراؤها في موعدها"

حزب النهضة يسعى إلى تشكيل الحكومة المقبلة من تحالف ثلاثي مع المرزوقي وبن جعفر

"اتفاق مبدئي" على تعيين المرزوقي رئيسا للجمهورية والجبالي رئيسا للحكومة

ادى رئيس الجمهورية التونسية الجديد محمد المنصف المرزوقي الثلاثاء اليمين امام اعضاء المجلس الوطني التاسيسي واستلم مهامه فس القصر الرئاسي بقرطاج في خضم الذكرى الاولى لاندلاع الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وكانت شرارة "ثورة الحرية والكرامة" في تونس انطلقت في 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 في مدينة سيدي بوزيد (وسط غربي) حيث اضرم البائع المتجول الشاب محمد البوعزيزي النار في نفسه احتجاجا على اهانته ومصادرة بضاعته.

واقسم المرزوقي (66 عاما) واضعا يده على المصحف على "الحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهوري" وعلى "احترام القانون التاسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة" في تونس والعمل على "حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات" وعلى "الوفاء لارواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الاجيال وتجسيد مبادىء الثورة".

it

ووعد المرزوقي الذي وضع برنسا تقليديا تونسيا بلون بني فاتح على سترة زرقاء وقميص ابيض وبدا فخورا وهادئا، بان يكون "رئيسا لكل التونسيين" وان لا "يوفر اي جهد" من اجل تحسين مستوى عيش مواطنيه.

وقبل ان يتسلم مهامه من سلفه فؤاد المبزع في القصر الرئاسي بقرطاج تعهد المرزوقي في كلمة توجه بها الى الشعب التونسي من منبر المجلس الوطني التاسيسي وبحضور كبار مسؤولي الدولة، بضمان "الحق في الصحة والحق في التعليم وحقوق المراة" التي قال انه سيعمل على تدعيمها اكثر خصوصا في مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وشدد المرزوقي على ان "مهمتنا هي وضع الاسس العميقة والصلبة لجمهورية ديمقراطية مدنية تعددية" مشيرا الى انها "مسؤولية كبيرة نتيجة ضخامة التحديات التي اتت من حجم الخراب الذي خلفته الديكتاتورية من بينها مشكلة البطالة التي تعد مشكلة كرامة قبل ان تكون مشكلة اقتصادية".

واوضح انه سيعمل على "تحقيق مواطن الشغل دون الغرق في المديونية" وعلى حماية العمال واصحاب العمل والمستثمرين.

كما شدد المرزوقي على التمسك ب"هويتنا العربية الاسلامية مع الانفتاح على كل الشعوب وتعميق علاقاتنا مع الغرب والشرق والجنوب".

it

واكد ان ان الدولة التونسية ستعمل على "حماية المنقبات والمحجبات والسافرات" بلا تمييز وبمساواة امام القانون.

ودعا التونسيين الى "المصالحة" مشيرا في هذا الصدد الى انه "لا مكان للثأر والانتقام لكن لن نخضع للابتزاز (..) لمن تبقى من شرعية القوة".

واضاف ان "المرحلة القادمة التي تشهدها تونس ستكون صعبة لكن سنعمل على اجتيازها بنفس العزيمة التي اجتزنا بها جميع الصعوبات التي واجهت البلاد فى المرحلة السابقة".

وشدد على ان "ابرز التحديات يتمثل في تحقيق اهداف الثورة" مشيرا الى ان "الخيار الوحيد امامنا هو بين النجاح والنجاح حيث لا يمكن ان نقبل ان تنتهي ثوة 17 ديسمبر المجيدة بثورة مضادة تعيد تقييدنا بسلاسل التي كسرناها او ان تندلع من جيوب الحرمان وخيبة الامل".

وشدد على انه "يجب ان لا ننسى ان امتنا العربية تنظر الينا كمختبر يحتذى به ان نجحت التجربة التاريخية في بلادنا ستكون مثالا وقدوة وان فشلت فستترك غير ماسوف عليها وقد اصبحت املا ضائعا اخر".

ودعا المرزوقي المعارض الشرس لنظام بن علي والحقوقي المعروف، المعارضة التونسية الى القيام بدورها في "التقييم الصارم لعمل الحكومة".

واضاف "لكن لا بد ان تتحلى بروح رياضية وان تكون لها النزاهة الكافية لان تكون جزءا من الحل وليس المشكلة وان تقترح حلولا وتشارك في وضعها".

وكانت المعارضة صوتت بورقة بيضاء (44 صوتا) لدى انتخاب المرزوقي الاثنين رئيسا في المجلس التاسيسي باغلبية فاقت ثلثي اعضاء المجلس (153 صوتا).

وترحم المرزوقي في تاثر باد على ارواح "شهداء الثورة" وقال وقد غلبه الدمع "بدون تضحياتهم ما كنت لاوجد في هذا المكان" كما وجه تحية للشعبين السوري واليمني.

واعلن المرزوقي استقالته من رئاسة حزبه المؤتمر من اجل الجمهورية كما ينص عليه القانون لمن يتولى رئاسة تونس.

وقال في تصريحات للصحافيين عقب القاء كلمته انه سيكلف رسميا الاربعاء حمادي الجبالي الامين العام لحزب النهضة الاسلامي بتشكيل الحكومة الجديدة.

وتوجه المرزوقي اثر ذلك الى القصر الرئاسي في قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة حيث اجتمع لاكثر من ساعة مع الرئيس المتخلي فؤاد المبزع.

وكان المبزع (78 عاما) استلم رئاسة البلد اثر الاطاحة ببن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011.

ويتولى المرزوقي رئاسة تونس في ظرف اقتصادي واجتماعي دقيق بعد عام قاربت فيه نسبة النمو الصفر وتفاقم فيه عدد العاطلين عن العمل وسط عدم استقرار ثاني اهم شريك اقتصادي (ليبيا) وازمة اقتصادية لدى شريكها الاول (الاتحاد الاوروبي).

وهنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الثلاثاء المرزوقي اثر انتخابه الاثنين رئيسا لتونس معتبرا ان ذلك يشكل "مرحلة هامة في تعميق المسار الديمقراطي" في تونس، ودعاه الى القيام ب "زيارة رسمية" لفرنسا.

واكد ساركوزي للمرزوقي "كل دعم" فرنسا "لتتمكن بلادكم طليعة التحولات التاريخية للشعوب العربية، من تجاوز الصعوبات التي تواجهها اليوم خصوصا في المستوى الاقتصادي".

وكانت الادارة الاميركية اشادت الاثنين بانتخاب المرزوقي رئيسا جديدا لتونس معتبرة ان انتخابه يشكل "خطوة ايجابية في المرحلة الانتقالية الديموقراطية لتونس".

وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية "نحن مستعدون لدعمهم في تقدمهم".

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24