بورما - انتخابات تشريعية

تأكيد فوز أونغ سان سو تشي بمقعد في البرلمان

أكدت وسائل إعلام رسمية في بورما فوز زعيمة المعارضة أونغ سان سو تشي بمقعد في البرلمان في الانتخابات التشريعية الجزئية التاريخية التي جرت الأحد. وفاز حزبها "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" بـ 40 مقعدا على الأقل من أصل 44.

إعلان

دعت المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي الاثنين الى الوحدة من اجل ترسيخ الديموقراطية متحدثة عن بداية "عهد جديد" في بورما غداة اعلان الرابطة الوطنية للديموقراطية التي ترئسها عن فوزها الكبير في الانتخابات الفرعية التي جرت الاحد.

والقت الحائزة جائزة نوبل للسلام والتي ستصبح بدون شك النائبة المقبلة عن دائرة كاوهمو الريفية قرب رانغون خطابا في مقر حزبها الرابطة الوطنية للديموقراطية.

 زعيمة المعارضة البورمية اونغ سان سو تشي

وفي خطاب النصر المقتضب قالت "نامل في ان يشكل ذلك بداية عهد جديد سيزداد فيه دور الشعب في السياسة اليومية".

واضافت "هذا ليس نصرنا بقدر ما هو نصر هؤلاء الذين قرروا المشاركة في العملية السياسية في هذا البلد".

وتابعت سو تشي ان "ما يهم ليس عدد المقاعد التي تم الفوز بها رغم اننا مرتاحون جدا بالتاكيد للفوز بعدد كهذا، لكن واقع ان الناس ابدوا مثل هذه الحماسة في مشاركتهم في عملية ديموقراطية".

وعبرت عن املها في ان "تكون كل الاحزاب التي شاركت في هذه الانتخابات قادرة على التعاون معنا من اجل خلق جو ديموقراطي فعلي في بلادنا".

واكدت وسائل الاعلام الحكومية فوز سو تشي في الاقتراع لتصبح نائبة للمرة الاولى في حياتها المهنية.

وقالت ان الرابطة الوطنية الديموقراطية الحزب الذي تتزعمه اونغ سان سو تشي فاز اربعين مقعدا على الاقل من اصل 44 كان يتنافس عليها، بينها 35 في مجلس النواب.

ولم تعلن النتائج الرسمية في خمس دوائر حتى الآن.

وكان المسؤول الاعلامي في الرابطة كيي تو صرح صباح الاثنين ان مرشحي الحزب "فازوا ب43 مقعدا من اصل 44"، موضحا "ننتظر النتائج بالنسبة للاخير في شمال ولاية شان".

وجرى التنافس في الانتخابات الجزئية على 45 مقعدا، بينها 37 في مجلس النواب (من اصل 440 نائبا) وستة في مجلس الشيوخ ومقعدان في مجلسين محليين. وقدمت الرابطة الوطنية من اجل الديموقراطية مرشحين عن 44 من هذه الدوائر.

وقبل صدور النتائج عن اللجنة الانتخابية الرسمية اعلنت الرابطة منذ مساء الاحد فوز مرشحيها في جميع انحاء البلاد واكدت فوز سو تشي في دائرتها الريفية كاوهمو الواقعة على مسافة ساعتين من رانغون.

واحتفل الالاف من انصار الرابطة حتى ساعة متاخرة امام مقر الحزب في وسط العاصمة الاقتصادية للبلاد معبرين عن فرحهم الكبير.

وكانت اونغ سان سو تشي رحبت في وقت سابق الاثنين بما اعتبرته "انتصار الشعب" اثر فوزها الاحد باول مقعد نيابي في حياتها السياسية.

وقالت سو تشي في بيان بعد انتهاء عملية الاقتراع "اود ان اطلب من جميع اعضاء الرابطة ان يكونوا حريصين خصوصا وان انتصار الشعب ينبغي أن يكون انتصارا لائقا".

واضافت زعيمة المعارضة في البيان الصادر مساء الاحد "من الطبيعي ان يفرح اعضاء الرابطة وانصارها في مثل هذا الوقت ولكن ينبغي منع اي تصريحات او افعال او انشطة قد تسىء الى منظمات وافراد آخرين".

it

وحتى لو فاز الحزب في جميع الدوائر، فان السلطة لا تخشى شيئا في مطلق الاحوال.

فقد فاز حزب التضامن وتنمية الوحدة الذي شكله المجلس العسكري الحاكم سابقا بحوالى 80 بالمئة من مقاعد البرلمان عام 2010 وبموجب الدستور، فان ربع النواب في البرلمان عسكريون يعينون بدون المرور بصناديق الاقتراع.

لكن رغم ذلك فان سو تشي ستسعى بعد دخولها الى البرلمان للتاثير على النظام الجديد من الداخل قبل موعد الانتخابات التشريعية المقبلة عام 2015.

من جانب اخر، اعلن وزير الخارجية البورمي الاثنين في بنوم بنه ان الانتخابات الفرعية في بورما جرت "بدون عراقيل".

واضاف ان الارقام الاولية تشير الى نسبة مشاركة كثيفة، كما نقل عنه امين عام رابطة دول جنوب شرق آسيا (اسيان).

واعلن سورين بيتسوان بعد اجتماع وزراء خارجية هذا التكتل الاقليمي ان وزير خارجية بورما وونا مونغ لوين الذي يزور بنوم بنه قبل قمة اسيان التي تبدأ الثلاثاء قال ان الانتخابات "جرت بشكل عام بدون عراقيل وبنظام ومع نسبة مشاركة قوية".

وعبر الدبلوماسي البورمي ايضا عن تمنياته في ان تساهم الانتخابات "في اندماج اكثر فاعلية لبورما في المجموعة الدولية".

واعلن المراقبون الكمبوديون الذين يمثلون رئاسة رابطة دول جنوب شرق آسيا الاثنين ان الانتخابات التي جرت الاحد في بورما كانت "حرة ونزيهة".

وقالت كمبوديا ان بعثة المراقبة التي تمثل اسيان خلصت الى ان انتخابات الاحد "جرت بشكل حر ونزيه وشفاف".

من جهته هنأ الاتحاد الاوروبي الاثنين السلطات البورمية قائلا انه يمكن ان يوجه نهاية نيسان/ابريل "اشارة ايجابية" الى بورما بخصوص مراجعة العقوبات المفروضة على النظام.

وقالت مايا كوسييانسيتش الناطقة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي ان كاثرين اشتون "وجهت تهانيها الى سلطات وشعب بورما" باجراء هذه الانتخابات.

واوضحت ان نظام العقوبات الاوروبية الحالي تنتهي مدته في نهاية نيسان/ابريل وسيعاد النظر فيه خلال اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين.

واضافت "في هذه المناسبة ننتظر ان يعترف وزراء الخارجية بالتغيرات وان تصدر اشارة ايجابية" عن الاجتماع.

وعلى صعيد اخر، بدأت بورما الاثنين تطبيق نظام جديد لصرف العملات يسمح بتقلب مضبوط للاسعار، ويحدد السعر المرجعي للكيات ب818 للدولار الواحد، كما اعلن البنك المركزي على موقعه الالكتروني في خطوة كبيرة على طريق توحيد اسعار الصرف العديدة التي كانت تشل اقتصاد البلاد.

وكان السعر الرسمي للعملة البورمية الكيات محددا بستة للدولار الواحد ويتجاهله الجميع. ويقرب النظام الجديد السعر الرسمي من سعر السوق السوداء البالغ حوالى 800.

وكانت الصحف الحكومية اعلنت الاسبوع الماضي عن تطبيق هذا النظام الجديد اعتبارا من الاول من نيسان/ابريل لتوحيد اسعار الصرف العديدة التي كانت تعد عقبة على طريق انضمامها الى السوق العالمية.

الا انها لم توضح ما اذا كان سيتم ضبطها ولا ما اذا كانت العملة ستتمتع بحماية لمنع انهيارها.

وتسعى الحكومة المؤلفة من عسكريين سابقين اصلاحيين وصلوا الى السلطة قبل سنة، لاثبات صدقية اصلاحاتها للتوصل الى رفع العقوبات الغربية التي تلقي بثقلها على اقتصاد البلاد.

وفي ختام عملية انتقالية خلت من العنف وتحت اشراف الجيش، عرض الفريق الجديد في السلطة على سو تشي العودة الى الحياة السياسية في بورما.

ويرى المحللون ان من مصلحة الحكومة نفسها ان تنتصر زعيمة المعارضة في الانتخابات تحت انظار الاسرة الدولية.

وفي انتظار النتائج الرسمية بدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون حذرة الاحد في معرض تعليقها على الانتخابات فهنأت البورميين الذين شاركوا فيها.

وقالت كلينتون "ما زال الوقت مبكرا للحكم على مدى التقدم الذي تحقق في الاشهر الاخيرة وما اذا كان سيتواصل" مؤكدة ان الولايات المتحدة "ملتزمة بدعم هذه الجهود الاصلاحية".

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24