المخرج وليد مطار "لا توجد سينما تونسية"
موفدة فرانس 24 إلى تونس – يعرض فيلم "بابا نويل" الروائي القصير في أيام قرطاج السينمائية التي تعقد في تونس الأسبوع الجاري. ويروي قصة مهاجر تونسي يقيم في فرنسا بدون رخصة وتم توقيفه أثناء عمله كـ "بابا نويل" في محل تجاري. حوار مع مخرج الفيلم وليد مطار الذي يحمل في رصيده أفلاما روائية ووثائقية حازت جوائز دولية...
نشرت في: آخر تحديث:
مقتطفات من أفلام المخرج وليد مطار
- ماذا تمثل "أيام قرطاج السينمائية" بالنسبة إليك؟
إن أيام قرطاج قبل كل شيء لقاء مع الجمهور التونسي. من المعروف في تونس أن الناس يترددون على السينما خلال أيام قرطاج. وهي عادة يجب الحفاظ عليها. صحيح أن بعض البلدان العربية تنظم مهرجانات سينمائية ذات ميزانيات ضخمة لكن أيام قرطاج لديها جمهور...
- في فيلمك "بابا نويل" نظرة سياسية للمجتمع. ما هي العلاقة بين السياسة والسينما؟
السينما قبل كل شيء هي وجهة نظر. أتناول الشأن السياسي لأنني أرى أن هناك الكثير من الظلم والأوضاع العبثية التي يصعب تغييرها وهو ما يحفزني على تصوير الأفلام، فأختار عموما مواضيع تقلقني وأعجز عن المساهمة في حلها بطريقة أخرى غير السينما...
- ما هو مستقبل السينما في تونس؟
لا يمكن أن نتحدث عن "سينما تونسية" فلا توجد في تونس سوى 12 قاعة عرض وغياب كامل لنظام مالي للقطاع ما عدا تمويلات الدولة... إضافة إلى غياب إرادة سياسية لإعادة فتح قاعات سينما ومنع بيع الأسطوانات المقرصنة وخلق نظام يمكن من عائدات الاستثمار يسمح للفيلم وخاصة للفيلم التجاري من توفير دخل وإيرادات. فلا يمكن أن نتحدث عن سينما تونسية طالما لم تتوفر كل هذه الشروط. نعم يوجد مخرجون تونسيون وأفلام تونسية لكن لا وجود لسينما تونسية. المستقبل إذا بين أيدي التجارب الشخصية للمخرجين. ففي الوقت الحالي يوجد إخراج كبير وتنوع في الأفلام القصيرة وهو أمر واعد ونأمل في أن يتمكن الجيل الجديد من السينمائيين الذي أثبت كفاءته من المرور بسرعة إلى مرحلة إخراج أفلام طويلة
- إن مسألة الهجرة غير الشرعية من ركائز أفلامك على غرار السابقة "المدرعة عبد الكريم" و"أولاد الفكرونة" ثم فيلمك الأخير "بابا نويل" الذي يتناول الموضوع من وجهة نظر المجتمع الفرنسي...
بالنسبة لي منع الناس من السفر بحرية ينقص من إنسانية البشر. فالفرنسي الذي يسافر بحرية بدون تأشيرة يعتبر إنسانا، فهل التونسي مثلا أو أي شخص من بلد فقير محروم من السفر بصفة عامة هو إنسان بكل معنى الكلمة؟ في فيلم "المدرعة عبد الكريم" تناولت موضوع الهجرة غير الشرعية في حد ذاته أما في "بابا نويل" فالأمر مختلف إذ صورت الفيلم مع أشخاص لا يملكون تراخيص إقامة كجزء من المشهد الاجتماعي في فرنسا... لم أتطرق إلى أسباب المسألة بل أردت تصوير رواية حول المهاجرين غير الشرعيين.
- يبدو فيلم "تنديد" مواكبا لأحداث الساعة رغم أنه صور قبل الثورة، ويتطرق إلى حياة شباب عاطل عن العمل في حي شعبي تونسي وتملأ حياتهم كرة القدم والإسلام، في حين تندد البلدان العربية بالـ "عدوان على غزة" فما الذي تغير بعد الثورة؟ وما هي مكانة السينما اليوم؟
غزة اليوم تحت القصف وعلى عادتها تندد الجامعة العربية ... فعلا يبدو الفيلم من إخراج حديث... بالنسبة إلى تونس تجاوزنا الخوف ولا يمكن أن نقول أن شيئا لم يتغير فحرية التعبير في الصحافة لا سابق لها وتتناقل شتى المعلومات على الإنترنت، والمسالك الفنية البديلة فجرت طاقاتها من موسيقى وسينما وغرافيتي... وهذه مؤشرات إيجابية.
أما على الصعيد السياسي فلم يتغير شيء فحلم الثورة كان الحق في المواطنة وفي العيش في جمهورية حقيقية ولا يبدو أن شيئا من ذلك قد تحقق ومن أبسط البراهين هو أن تواصل بطاقات هوياتنا حمل مهنتنا... ولا أحد يقدم لنا برنامجا تنمويا للمناطق المهشمة. فالكلمات على غرار "التنمية" و"اللامركزية" بقيت في سجل الخطاب السياسي واللغة الخشبية.
بالنسبة للسينما تبدو المهمة صعبة وتتطلب مزيدا من العمل فبعد أن سقطت المحرمات عن التلفزيون بفضل الحريات المكتسبة، صار من الضروري على السينما أن تكون أكثر ابتكارا وتنافسية حتى لا تتحول إلى لغة إعلامية... هناك سينما جديدة صاعدة لكن تبقى مشكلة نشر تصدير الأفلام قائمة.
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك