سوريا

موسكو تراهن على الحل السياسي في سوريا والإبراهيمي يراه مسلكا لتجنب "الجحيم"

تراهن موسكو على الحل السياسي في سوريا حيث اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "هناك إجماعا على القول بأن فرص التوصل إلى حل سياسي مازالت متوافرة"، ومن جانبه شدد الإبراهيمي على ضرورة تكثيف الجهود لنفس الهدف بغرض تجنب ما أسماه "بالجحيم".

أ ف ب
إعلان

اعتبرت موسكو ان التوصل الى حل سياسي لتسوية النزاع في سوريا لا يزال ممكنا، مشيرة في الوقت نفسه الى تعذر اقناع الرئيس بشار الاسد بالتنحي عن السلطة، في حين تواصلت السبت العمليات العسكرية في مناطق عدة من سوريا وحصدت 153 قتيلا على الاقل.

واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعد محادثات مع الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي السبت في موسكو، "هناك اجماع على القول بان فرص التوصل الى حل سياسي ما زالت متوافرة".

وفي مؤشر جديد هو الاكثر وضوحا على رغبة روسيا باعلان موقف متمايز عن النظام السوري، قال لافروف انه يتعذر اقناع الاسد بالتنحي عن الحكم، الامر الذي تطالب به دول غربية وعربية، وخصوصا المعارضة السورية.

واضاف الوزير الروسي "قال الاسد مرارا انه لا ينوي الذهاب الى اي مكان، وانه سيبقى في منصبه حتى النهاية... وليس ممكنا تغيير هذا الموقف".

وشدد الابراهيمي من جهته على ضرورة تكثيف الجهود لايجاد حل سياسي في سوريا لتجنب "الجحيم".

وقال "اذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، يتعين علينا جميعا ان نعمل بلا كلل من اجل حل سياسي".

الا انه اضاف "من وجهة نظري، المشكلة هي ان تغيير النظام لن يؤدي بالضرورة الى تسوية الوضع"، محذرا من خطر تحول سوريا الى صومال ثانية.

وحتى الآن، رفضت موسكو، ومعها الصين، صدور اي قرار عن مجلس الامن الدولي يدين النظام او يسمح بفرض عقوبات عليه، مستخدمتين او مهددتين باستخدام الفيتو في كل مرة. الا انها بدأت منذ اسابيع ترسل اشارات الى عدم تمسكها بالنظام او بشخص الرئيس، مشيرة الى انها تتمسك بالقانون الدولي وتخشى الفوضى وتفشي الارهاب.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاسبوع الماضي "موقفنا ليس ان نترك نظام الاسد في السلطة باي ثمن، ولكن اولا ان (ندع السوريين) يتفقون بين بعضهم حول كيف يجب ان يعيشوا في المرحلة المقبلة".

وكثفت الدبلوماسية الروسية خلال الايام الماضية اتصالاتها حول سوريا باستقبالها نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ووزير الخارجية المصري محمد عمرو، ثم الابراهيمي.

من جهة اخرى، قال لافروف انه "فوجىء" برفض الائتلاف السوري المعارض المشاركة في موسكو في مفاوضات لتسوية الازمة.

وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب قال الجمعة "لن نذهب الى موسكو. يمكن ان نجتمع في دولة عربية حصرا على ان يكون هناك جدول اعمال واضح".

واضاف "ان كنا لا نمثل الشعب السوري فلماذا يدعوننا (الى التفاوض)؟ واذا كنا نمثل الشعب السوري فلماذا لا تصدر روسيا بيان ادانة واضحا لتوحش النظام ومطالبة صريحة بتنحي الرئيس الاسد الذي هو شرط اساسي في اي مفاوضات؟".

ودعا موسكو الى "الاعتذار" لتدخلها في الشؤون السورية الداخلية ولعدم ادانتها النظام السوري.

من جهته واصل الرئيس المصري محمد مرسي السبت حملته على نظام الرئيس بشار الاسد معتبرا انه "لا مجال للنظام السوري الحالي في مستقبل سوريا" معلنا ان اولويات مصر هي وقف نزيف الدم السوري ومنع اي تدخل عسكري فيها.

وقال مرسي في خطاب له في افتتاح الدورة البرلمانية لمجلس الشورى المصري "ان الثورة السورية ثورة الشعب السوري ستنتصر باذن الله ونحن ندعمها".

على الارض، تتواصل العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سوريا وقد حصدت السبت 153 قتيلا على الاقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية للحصول على معلوماته.

واوضح المرصد ان القتلى يتوزعون على 76 مدنيا (بينهم 26 طفلا وامرأة) و26 مقاتلا معارضا و51 جنديا نظاميا، يضاف اليهم 14 شخصا قضوا تحت التعذيب او قتلوا في وقت سابق وعثر على جثثهم السبت.

واضاف المرصد انه وردته "انباء عن سقوط عشرات الشهداء في حي دير بعلبة بمدينة حمص والذي اقتحمته القوات النظامية لم نتمكن من توثيقها الى الآن بسبب انقطاع الاتصالات عن الحي".

وسيطر الجيش السوري النظامي السبت على حي دير بعلبة الذي يشهد مع غيره من الاحياء في وسط المدينة ازمة انسانية خطيرة بسبب حصار من القوات النظامية مفروض عليها منذ اشهر، بحسب المرصد السوري.

ولا تزال احياء اخرى محاصرة في المدينة التي عرفت في الاشهر الاولى من النزاع السوري ب"عاصمة الثورة" بعد حصار دام لحي بابا عمرو فيها الذي انتهى بدخول القوات النظامية اليه والى مناطق اخرى وحصول مجازر تبادلت القوات النظامية والمعارضة الاتهامات بتنفيذها.

وقتل حوالى 700 شخص نتيجة العمليات العسكرية الواسعة التي شنتها القوات النظامية في شباط/فبراير 2012 على حمص، غالبيتهم من المدنيين.

ويعاني سكان الاحياء المحاصرة من نقص في كل المواد الغذائية والاساسية والادوية والمعدات الطبية.

في محافظة ادلب (شمال غرب)، افاد المرصد عن استمرار الاشتباكات العنيفة منذ اربعة ايام "بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب احرار الشام وكتائب اخرى في محيط معسكر وادي الضيف" الذي صمم مقاتلو المعارضة على اسقاطه ليقضوا على اي امل لقوات النظامية بامكان استخدام طريق دمشق حلب التي تامر قربه لتمرير الامدادات الى مدينة حلب (شمال).

كما تستمر الاشتباكات عند اطراف مطار منغ العسكري على بعد ثلاثين كيلومترا من مدينة حلب الذي اقترب منه مقاتلو المعارضة الخميس.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان هناك غارات جوية كثيفة ينفذها جيش النظام السبت على مناطق مختلفة من ريف دمشق الى ريف حلب وصولا الى دير الزور (شرقا).

كما اعلن المرصد ان مقاتلين من كتائب عدة معارضة اقتحموا تجمعا عسكريا كبيرا جنوب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غرب سوريا السبت، في خطوة قد تسهل لهم التقدم نحو معسكر وادي الضيف القريب الذي يحاصرونه منذ اسابيع.

وقال المرصد في بيان "اقتحم مقاتلون من جبهة النصرة وكتائب اخرى معسكر الحامدية للقوات النظامية، وتدور الان اشتباكات عنيفة مع عناصر المعسكر تترافق مع اصوات انفجارات شديدة".

واشار الى انشقاق دبابة مع كامل عناصرها من المركز الذي يضم عددا من الدبابات والعناصر.

وشهد المركز الجمعة انشقاق ستة جنود، كما انشق جندي في يوم سابق بعد ان قتل ستة من رفاقه في المركز قبل الفرار، ما يؤشر الى قوة الضغط العسكري الذي يمارسه مقاتلو المعارضة.

واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "المعارك تدور الآن داخل مركز الحامدية".

في الوقت نفسه، يستهدف مقاتلون معارضون معسكر وادي الضيف (شرق معرة النعمان) بالقذائف، وقد اصابت احداها دبابة، ما اسفر عن احتراقها، بحسب المرصد.

واضافة الى 45 الف قتيل سقطوا خلال 21 شهرا من النزاع في سوريا، تشكل مسالة اللاجئين عبئا كبيرا يسعى المجتمع الدولي الى حله.

واعلنت الامم المتحدة ان اجتماعا للجهات المانحة لسوريا سيعقد في 30 كانون الثاني/يناير برئاسة امينها العام بان كي مون في الكويت لجمع مزيد من المساعدات الانسانية للمدنيين السوريين.

وقال المتحدث باسم الامين العام للمنظمة الدولية مارتن نيسيركي نقلا عن بان ان "على الاسرة الدولية بذل مزيد من الجهود لتخفيف معاناة ملايين الاشخاص في سوريا والبلدان المجاورة".

وذكرت الامم المتحدة بان وكالاتها بحاجة الى 1,5 مليار دولار لتوفير التمويل الكافي حتى حزيران/يونيو المقبل لمساعدة ما يصل الى مليون لاجىء سوري الى جانب اربعة ملايين آخرين تضرروا في النزاع لكنهم لم يغادروا بلدهم.

وبجسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة يبلغ عدد اللاجئين السوريين اكثر من 500 الف.

أ ف ب

                    

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24