جثمان تشافيز يسجى في الأكاديمية العسكرية في كاراكاس قبل تشييعه الجمعة
وسط الآلاف من الفنزويليين الذين خرجوا لتوديعه، سار نعش الزعيم اليساري هوغو تشافيز الأربعاء بشوارع العاصمة كاراكاس وهو مغطى بالعلم الوطني نحو الأكاديمية العسكرية التي كان يصفها بـ"بيته الثاني"، حيث سجى جثمانه قبل تشييعه في مراسم وطنية الجمعة.
نشرت في: آخر تحديث:
سار نعش الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز المغطى بعلم بلاده بين جموع انصاره الذين انهمرت الدموع من اعينهم الاربعاء لساعات في شوارع كاراكاس فيما ودعت البلاد زعيمها اليساري.
وذرفت والدته ايلينا الدموع على تابوت ابنها الخشبي فيما عزف النشيد الوطني امام المستشفى العسكري الذي توفي فيه. وقام الحرس الرئاسي بقبعاته الحمراء بوضع جثمان الرئيس الراحل فوق عربة سوداء تحيط بها الزهور.
itوشكلت وفاة تشافيز بعد عامين من صراعه مع السرطان، ضربة لانصاره المحبين له وتحالف قوى اميركا اللاتينية اليسارية، وادخل البلد الغني بالنفط في حالة من الاضطراب.
واطل السكان من نوافذ شققهم لمشاهدة نقل الجثمان، بينما تسلق اخرون الاسيجة لمشاهدة النعش بشكل افضل، وحمل العديد منهم صور تشافيز بينما ارتدى اخرون قمصانا تحمل صورته.
ونقل جثمانه الذي احاط به جنود من حرس الشرف الرئاسي، من المستشفى العسكري حيث توفي الى الاكاديمية العسكرية التي كان يصفها تشافيز العقيد السابق في قوات المظليين، ببيته الثاني، حيث سجي جثمانه قبل تشييعه في مراسم وطنية الجمعة.
وجال الموكب سبع ساعات في شوارع العاصمة. وعلى وقع هتافات "يحيا تشافيز" وتصفيق الحشود، اخرج جنود النعش المغطى بالعلم الوطني من الموكب الجنائزي وحمله عدد من معاوني الرئيس الراحل على اكتافهم ودخلوا به مبنى الاكاديمية العسكرية، المكان الشديد الرمزية الذي انطلق منه الرئيس الراحل وهو عقيد السابق في قوات المظليين ليخوض المعترك السياسي.
وعلى وقع هتافات "يحيا تشافيز" وتصفيق الحشود، اخرج جنود النعش المغطى بالعلم الوطني من الموكب الجنائزي وحمله عدد من معاوني الرئيس الراحل على اكتافهم ودخلوا به مبنى الاكاديمية العسكرية، المكان الشديد الرمزية الذي انطلق منه الرئيس الراحل ليخوض المعترك السياسي.
وكان ساول مونتانو (49 عاما) من الاوائل الذين تمكنوا من القاء نظرة على النعش المعروض في صالون الشرف الذي يحمل اسم سيمون بوليفار في الاكاديمية العسكرية وقال هذا البائع الذي يعتمر قبعة طبعت عليها صورة تشافيز وعلم فنزويلا "جثمانه هنا، لكن قائدي ابدي".
وتابع بتأثر شديد "لم أشأ ان اراه ميتا، لكن هذا هو الواقع".
وتوافد مئات الموظفين والاعضاء في الحزب الاشتراكي الحاكم في وقت متاخر من بعد ظهر الاربعاء لتكريم قائدهم قبل ان يفتح الصالون امام الجمهور على مدار الساعة اعتبارا من الساعة 21,30 (1,00 تغ) وحتى الجنازة الوطنية. وحضر عدد كبير من الشخصيات منهم الرئيس بالوكالة نيكولاس مادورو الذي عينه تشافيز نفسه وريثا سياسيا له، اضافة الى رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر ورئيسي الاوروغواي خوسيه موخيكا وبوليفيا ايفو مورالس.
وقالت يليتزي سانتايلا حاكمة ولاية موناغاس (شمال شرق) "وجدت وجهه جميلا. سنذكره كما كان، مثلما كان على قيد الحياة".
وعرض التلفزيون العام في بث مباشر صور النعش نصف مكشوف، يغطي علم فنزويلا قسما منه، بدون ان يصور مباشرة وجه الرئيس الذي توفي عن 58 عاما اثر صراع مع السرطان، بعدما حكم البلاد 14 عاما.
وتعاقب الفنزويليون طوال ليل الاربعاء الخميس امام النعش في سيل متواصل، بعضهم بالكاد توقف، والبعض الاخر قام باشارة صليب سريعة او لامس النعش بيده. وادى الكثيرون التحية العسكرية فيما كان يرجى الزوار عبر مكبرات الصوت بعدم التقاط اي صور. وكان العديد يرتدون ملابس حمراء بلون "التشافيين"، بعد أن جالوا مع الموكب تحت شمس حارقة. واحتشد الالاف من انصار الزعيم البوليفاري بعضهم جاؤوا مع عائلاتهم امام الاكاديمية ينتظرون دورهم لالقاء النظرة الاخيرة على جثمان الرئيس، وهم يعانون من العطش والجوع بعدما واكبوا النعش طوال النهار في حر خانق وكان بعضهم يصيح "نريد رؤية تشافيز".
ردود الفعل على وفاة هوغو تشافيز
وخسر تشافيز (58 عاما) معركته مع السرطان مساء الثلاثاء بعد اصابته بالتهاب تنفسي . ومن المقرر الدعوة الى اجراء انتخابات جديدة خلال 30 يوما.
واعلن نائب الرئيس نيكولاس مادورو، باكيا نبأ وفاة زعيمه.
ومساء الثلاثاء، اعلن وزير الخارجية الفنزويلي الياس خاوا ان مادورو سيتولى الرئاسة بالوكالة على ان تجري انتخابات رئاسية في غضون ثلاثين يوما تنفيذا لتعليمات تشافيز.
ووجه مادورو دعوات عدة الى الهدوء مؤكدا انه تم نشر الجيش والشرطة في البلاد "لضمان السلام".
itواعلن وزير الدفاع دييغو موليرو ان القوات المسلحة ستظل "موحدة لاحترام الدستور وفرض احترامه".
وخرج الاف الفنزويليين الى الساحات العامة في انحاء البلاد وهم يبكون ويتذكرون حياة تشافيز الذي ادخلت ثورته الاشتراكية الممولة من عائدات نفط بلاده، البهجة الى قلوب الفقراء واغضبت الاثرياء.
ومنذ ساعات الصباح الاولى، تجمع المئات من انصار تشافيز امام المستشفى العسكري في كراكاس حيث توفي. وعند مدخله رفعت لافتة كتب عليها "تشافيز حي، الثورة مستمرة!".
وقال ايريس ديكورو (62 عاما) الذي جاء من مدينة بورتو لا كروز شمال شرق البلاد "انا احبه .. اريد ان اودعه لانه كان رجلا صالحا اعطى كل شيء للفقراء".
ووصل عدد من اقرب حلفاء تشافيز الى البلاد الاربعاء استعدادا للمشاركة في الجنازة الرسمية، بمن فيهم رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر، ورئيس الاوروغواي خوسيه موجيكا ورئيس بوليفيا ايفو موراليس.
وقدم عدد من قادة العالم التعازي الاربعاء في وفاة تشافيز. واشادت كل من روسيا والصين وايران بشريك اساسي في اميركا اللاتينية.
واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان تشافيز كان "رجلا استثنائيا وقويا يتطلع الى المستقبل".
واعلنت الصين انها تعتبر تشافيز "صديقا كبيرا"، اذ ان البلدين اقاما علاقات تجارية قوية خلال السنوات الاخيرة.
من جهته اشاد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بتشافيز واعتبره "شهيدا لانه خدم شعبه وصان القيم الانسانية والثورية".
واعرب رئيسا مجلس اوروبا والمفوضية الاوروبية عن "حزنهما" لوفاة تشافيز واشادا ب"التنمية الاجتماعية" التي طبقها في فنزويلا.
واعرب وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عن الامل في ان تفتح فنزويلا عهدا جديدا بعد وفاة رئيسها هوغو تشافيز.
itواشاد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بتشافيز مشيرا الى انه سعى جاهدا "لتحقيق تطلعات وتحديات" بلاده.
واعتبر الرئيس السوري بشار الاسد وفاة تشافيز "خسارة كبرى لي شخصيا ولشعب سوريا"، بحسب ما بث التلفزيون الرسمي السوري.
ونقل التلفزيون في شريط اخباري عاجل عن الاسد قوله ان "رحيل هذا القائد الفذ خسارة كبرى لي شخصيا ولشعب سوريا بمقدار ما هي خسارة كبرى لشعب فنزويلا الشقيقة ولشرفاء شعوب العالم واحراره"، وذلك في تعزيته "الشعب الفنزويلي ونائب الرئيس نيكولاس مادورو بالراحل الكبير هوغو تشافيز".
الا ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكتفى بالقول ان الولايات المتحدة ستدعم شعب فنزويلا، واصفا رحيل تشافيز بانه "وقت صعب".
والاربعاء صرح مسؤول اميركي عن امله في اقامة علاقات افضل مع فنزويلا.
وصرح المسؤول للصحافيين في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "جميعنا نعرف ان الحملات الانتخابية لا تكون دائما افضل الاوقات لفتح ابواب جديدة في السياسات .. وسنواصل رغبتنا في اقامة علاقات ايجابية .. ونحن ندرك انه قد يمر وقت قبل ان تكون الحكومة الفنزويلية التي ستظهر بعد الانتخابات مستعدة لاجراء ذلك الحوار".
ويخصص يوم الخميس ايضا لتكريم الرئيس الراحل، على ان تجري الجنازة الجمعة اعتبارا من الساعة 10,00 (15,30 تغ) في حضور العديد من قادة اميركا اللاتينية من جميع الافاق السياسية، وبعضهم وصل الى العاصمة الفنزويلية.
ومن الرؤساء الذين تاكدت مشاركتهم رئيسة البرازيل ديلما روسيف ورؤساء البيرو اولانتا هومالا والاكوادور رافايل كوريا ونيكاراغوا دانيال اورتيغا والمكسيك انريكي بينيا نييتو وتشيلي سيباستيان بينييرا
واعلن الحداد الوطني في عدد من البلدان منها البيرو والاكوادور ونيكاراغوا وكوبا وتشيلي والبرازيل.
ووفاة الرئيس الفنزويلي صاحب الشخصية القوية والحضور الثابت المشهور لتصريحاته العنيفة لمعارضيه، يفتح الباب على مصراعيه لفترة من الاضطراب في بلد منقسم بين مناصري تشافيز ومعارضيه.
وسيتنافس مادورو الذي امامه مهلة 30 يوما لتنظيم انتخابات مبكرة، على الارجح مع الحاكم هنريكي كابريليس (40 عاما) الذي هزمه تشافيز في تشرين الاول/اكتوبر. ومساء الثلاثاء صرح كابريليس للصحافيين ان تشافيز كان "خصما" وليس "عدوا" حتى وان وجه الرئيس الراحل احيانا كلمات قاسية اليه.
وفي حزيران/يونيو 2011 تم تشخيص اصابة تشافيز بمرض السرطان وبعد ادخاله المستشفى في كوبا لاكثر من شهرين عاد فجأة الى كاراكاس في 18 شباط/فبراير.
فرانس 24 / أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك