سوريا

الترسانة الكيميائية لدى القوات المسلحة السورية

لا يوجد معلومات موثقة عن قدرات الجيش السوري في ما يخص ترسانته الكيميائية، لكن المعلومات المتداولة تؤكد أن سوريا تمتلك إحدى أكبر الترسانات في العالم. المعلومات نفسها ترجح امتلاك سوريا لعدد لا بأس به من أنواع هذه الأسلحة بدءا من جيلها الأول الذي ظهر خلال الحرب العالمية الأولى حتى الجيل الأخير منها.

أ ف ب
إعلان

 بان كي مون: "المفتشون الدوليون تمكنوا من التحدث إلى ضحايا الهجوم الكيميائي في سوريا"

غياب المعلومات الدقيقة حول الترسانة الكيميائية السورية يعود إلى عدم توقيع الدولة السورية على الاتفاقيات للحد ولمراقبة هذا النوع من الأسلحة الفتاكة. ولعدم انخراطها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تسعى إلى الحد من انتشار هذه الأسلحة حول العالم.

الأسلحة التي يعتقد أنها بحوزة القوات المسلحة السورية تبدأ بالجيل الأول منها والذي ظهر إبان الحرب العالمية الأولى وهو غاز الخردل، وتنتهي بالجيل الأخير من غاز السارين، لتستحوذ منذ ذلك الحين على أكبر ترسانة كيميائية في الشرق الأوسط بحسب الخبراء في محاولة لموازاة الترسانة النووية الإسرائيلية.

يرجح بدء سوريا بتطوير سلاحها الكيميائي إبان الحرب مع إسرائيل عام 1973، ذلك بمساعدة مصر التي أمنت للقوات السورية قذائف من الممكن تحميلها بمواد كيميائية. وبمساعدة سوفياتية في ما بعد، ثم روسية وإيرانية بعد ذلك.

لكن سوريا إن كانت طورت ترسانتها فهي لا تملك المواد التفاعلية الأساسية لتصنيع السلاح الكيميائي وهي مواد متداولة تستوردها الدولة السورية بطريقة شرعية من عدة دول منها سويسرا، فرنسا، هولندا، النمسا وألمانيا. بالرغم من ذلك يعتقد أنه لدى سوريا القدرة على تصنيع الأطنان من هذه الأسلحة الفتاكة.

بحسب تقرير لوكالة الاستخبارات الأمريكية تعتمد سوريا، وإن كانت لديها قدرة علمية لا بأس بها، في الجزء الأكبر من صناعة هذه الأسلحة على مواد ومنشآت مستوردة من الخارج ليست لها القدرة على تصنيعها وتطويرها بطريقة محلية بحتة، وفي نفس التقرير تؤكد الوكالة الأمريكية أن سوريا تحاول أيضا تصنيع أسلحة بيولوجية.

من الممكن استعمال الأسلحة الكيميائية بعدة طرق إن كان عبر تحميلها على صواريخ باليستية، كصواريخ سكود الروسية المنشأ وقد تمكنت سوريا من تعديلها وتطويرها بمساعدة إيران وكوريا الشمالية، أو عبر تحميلها على راجمات الصواريخ أو حتى في قذائف مدفعية معدة لهذا الغرض أو من خلال تحميلها في حاويات وصواريخ تقذف من الطائرات، ولدى القوات المسلحة السورية هذه القدرات كافة. لكنه يصعب استعمال هذه الأسلحة في حرب المدن والشوارع إذ أنه من المستحيل السيطرة على انتشارها في الهواء

سوريا لم تستعمل حتى الآن السلاح الكيميائي في حروبها مع دول الجوار ولم تعترف علانية بامتلاكها لهذا النوع من الأسلحة، إلا على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية السابق، جهاد المقدسي، الذي انشق عن النظام فترة وجيزة بعد إعلانه أن سوريا لن تستخدم السلاح الكيميائي ضد شعبها لكنها ستستعمله إن تعرضت لعدوان خارجي.
 

وسيم نصر

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24