الأهالي يعودون لتفقد منازلهم المهدمة في حمص القديمة
بدأ آلاف السوريين السبت بالعودة إلى حمص القديمة لتفقد منازلهم أو ما تبقى منها. وقد دخل الجيش السوري الجمعة للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين إلى حمص القديمة بوسط البلاد بعد خروج أخر مقاتلي المعارضة بموجب اتفاق بين الطرفين.
نشرت في: آخر تحديث:
نجح الاتفاق في مدينة حمص الذي يقضي بخروج مقاتلي المعارضة السورية من أحيائها المحاصرة منذ نحو عامين من قبل القوات النظامية، وغادر آخر المسلحين المدينة.
للمزيد: حمص "عاصمة الثورة"... حيث "دُقت أولى مسامير نعش الثورة"
وبدأ آلاف السوريين السبت بالعودة إلى حمص القديمة لتفقد منازلهم أو ما تبقى منها.
وقد دخل الجيش السوري الجمعة للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين إلى حمص القديمة بوسط البلاد بعد خروج أخر مقاتلي المعارضة بموجب اتفاق غير مسبوق بين الطرفين.
وتفقد الأهالي مدينتهم سيرا على الأقدام أو على دراجات هوائية ونارية وبعضهم كان يجر عربات على طرق مغطاة بالركام محاولين نقل ما تبقى من أثاث منازلهم. وكانت الصدمة بادية على وجوه الكثيرين لحجم الخسائر في هذه الأحياء.
ولم يبق معارضون مسلحون في مدينة حمص إلا في حي الوعر حيث يعيش مئات ألاف الأشخاص وتجري مفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإخراج المقاتلين منه على غرار الاتفاق حول حمص القديمة.
وأعلن محافظ حمص طلال البرازي لوكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن مدينة حمص القديمة "أصبحت آمنة وخالية تماما من السلاح والمسلحين بفضل تضحيات وبطولات بواسل الجيش العربي السوري".
وكانت علامات التأثر والحزن بادية على وجوه الأهالي لحجم الدمار في المدينة التي يحمل كل مبنى فيها أثار الحرب.
وخضعت مدينة حمص لأطول فترة حصار ترافقت مع غارات جوية مكثفة، في تكتيك استعان به النظام لتركيع مقاتلي المعارضة.
وقتل 2200 شخص في المدينة في عامين بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وهي المرة الأولى التي يتم التوصل فيها إلى اتفاق بين الطرفين لإخراج مقاتلين معارضين من إحدى مدن البلاد الكبيرة.
وقالت ريما بطاح (37 عاما) من أهالي حي الحميدية بحمص القديمة "الدمار مخيف"، وأضافت "جاء زوجي إلى منزلنا أمس ووجده مدمرا. عدنا اليوم سويا لنأخذ مقتنياتنا" مشيرة إلى خمس حقائب كبيرة من المقتنيات بجانبها.
وكانت عشرات الأسر تقوم بالشيء نفسه من جمع الملابس وإنقاذ ما أمكنها من المنازل التي دمرتها الحرب.
ومن بين العائدين نوال المصري (51 عاما)، كانت تعمل خياطة في المدينة القديمة وجاءت لتفقد مشغلها السابق وقالت "كل شيء مدمر، كل ماكينات الخياطة سرقت، وكذلك الثلاجة وحتى مولد الكهرباء" مضيفة "عملت في هذا المكان 30 سنة".
وتابعت "لم يبق شيء باستثناء سلة وجدت فيها مقصا".
وقالت إنها تعتزم طلب تعويض من صندوق برأسمال 588 ألف دولار استحدثته غرفة صناعة حمص لإعادة إعمار المدينة.
وقال البرازي لوكالة سانا إنه "تم التوجيه بتشكيل لجان محلية من أهالي هذه الأحياء للإشراف على أحيائهم ومتابعة الدخول والخروج إليها وتقييم الأضرار والتعاون مع الجهات المعنية لتأمين كل ما يلزم".
واعتبر الاتفاق المتعلق بحمص القديمة بمثابة انتصار رمزي للنظام.
وبث التلفزيون السوري مشاهد حية لتدفق الأهالي وأجرى مقابلات مع عدد منهم عبروا فيها عن شكرهم للجيش وللرئيس بشار الأسد.
وجالت كاميرا التلفزيون في مجمع كنيسة للأرمن كان مقاتلو المعارضة يستخدمونه مقرا وأقاموا فيه مشفى ميدانيا، فيه غرفة تحتوي على تجهيزات طبية وأدوية.
وفي باحة الكنيسة كتبت شعارات منها "ليسقط الأسد" و"الأيام معدودة، النهاية وشيكة".
وفي الخارج كان الدمار واضحا على واجهة الكنيسة وفي المقابل جدار رسم عليه علم الثورة.
ويتضمن الاتفاق المتعلق بحمص القديمة، إطلاق سراح مخطوفين لدى المعارضة في أماكن أخرى من سوريا وإدخال المساعدات الإنسانية إلى بلدتين تقطنهما غالبية شيعية في ريف حلب ويحاصرهما مقاتلو المعارضة منذ أشهر.
وتسبب خلاف حول تسليم المساعدات إلى تأخر تطبيق الاتفاق، غير أن المساعدات دخلت بلدتي نبل والزهراء الجمعة وغادرت أخر مجموعة مقاتلة حمص.
وسمح للمسلحين بمغادرة حمص مع بعض الأسلحة وضمان الممر الآمن لهم إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة حمص.
واعتبرت الحكومة الاتفاق بمثابة انتصار قبل أقل من شهر على انتخابات رئاسية يتوقع فيها الفوز للرئيس بشار الأسد .
فرانس24 / أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك