إسرائيل: من تكون "تدفيع الثمن" المتطرفة؟
أصبحت "تدفيع الثمن" في إسرائيل تثير قلق الغرب، لاسيما الولايات المتحدة التي استنكرت عدم إطلاق ملاحقات قضائية ضدها. وتنسب لهذه المنظمة الأعمال العنصرية التي استهدفت في الأسابيع الأخيرة المسيحيين والمسلمين على السواء. ووجهت لتل أبيب انتقادات لرفضها اعتبار عناصرها "إرهابيين".
نشرت في: آخر تحديث:
من هي "تدفيع الثمن"؟
ارتكب مستوطنون ونشطاء من اليمين المتطرف مئات الهجمات منذ عام 2008 في الضفة الغربية المحتلة وإسرائيل، وهم يوقعون عادة هجماتهم بكتابة عبارة "تدفيع الثمن" بالعبرية في مكان الحادث.
ويقوم هؤلاء المتطرفون بمهاجمة أهداف فلسطينية وعربية وأحيانا يهاجمون جنودا في كل مرة تتخذ السلطات الإسرائيلية إجراءات، يعتبرونها معادية للاستيطان، مثل هدم البؤر الاستيطانية العشوائية في الضفة الغربية.
وتشمل تلك الهجمات تخريب وتدمير ممتلكات فلسطينية وإحراق سيارات ودور عبادة مسيحية وإسلامية وإتلاف أو اقتلاع أشجار زيتون بالإضافة إلى تدنيس المقابر والأماكن المقدسة وحتى الاعتداءات الجسدية.
من يقف وراء "تدفيع الثمن"؟
نقلت صحيفة "هارتس" عن مصادر أمنية إسرائيلية أن مئات من الأشخاص -غالبيتهم من القاصرين- متورطون في الموجة الأخيرة من عمليات التخريب وأغلبهم من طلاب الحاخام يتسحاق جينزبورغ الذي يعلم في مدرسة دينية في مستوطنة يتسهار، وهي معقل للمستوطنين المتطرفين شمال الضفة الغربية.
ويدعي بعضهم الانتماء لحركة "كاخ" العنصرية المعادية للعرب والتي أسسها مئير كاهانا عام 1971 قبل أن يتم حظرها في عام 1994 بعد أن قتل أحد أتباعه باروخ غولدشتاين 29 مصليا فلسطينيا مسلما في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
لماذا يتضاعف عدد الهجمات، خاصة ضد أهداف مسيحية؟
تصاعدت وتيرة الهجمات منذ أوائل شهر نيسان/أبريل الماضي بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بهدم خمسة مبان غير قانونية في مستوطنة "يتسهار" ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مع المستوطنين، وتزايد هجمات "تدفيع الثمن".
وبحسب تقارير إعلامية إسرائيلية، فإن الشرطة وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي يتخوفان من أن يقوم عناصر من هذه المجموعة المتطرفة بمضاعفة هجماتهم قبيل وصول البابا فرنسيس في زيارة إلى الأراضي المقدسة كوسيلة لجذب الاهتمام الإعلامي.
ومنذ بداية نيسان/أبريل الماضي تم تخريب العديد من المواقع الدينية المسيحية حيث تم تحطيم صلبان ومهاجمة رجال دين مسيحيين في كنيسة الطابغة على شاطئ بحرية طبريا، وتم خط شعارات معادية للمسيحية في القدس. بالإضافة إلى استهداف منتظم للمساجد.
وأكد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد لوكالة الأنباء الفرنسية أنه تم تعزيز قوات الشرطة حول الأماكن الدينية الحساسة.
ما هو رد السلطات الإسرائيلية على هذه الظاهرة؟
على الرغم من قيام الشرطة الإسرائيلية بعدة اعتقالات لم تتم ملاحقة أحد حتى الآن قضائيا.
وتضاعفت الدعوات للحكومة الإسرائيلية بتحويل هذا الملف إلى جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشين بيت) كما هو الحال لدى حصول هجمات يقوم بها فلسطينيون.
ويطالب عدد من الوزراء ورؤساء سابقين لأجهزة الاستخبارات باعتبار منفذي هذه الاعتداءات "إرهابيين" وليس فقط أعضاء في "منظمات غير قانونية". وهو ما ترفضه حتى الآن حكومة بنيامين نتانياهو.
واستنكرت الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي عن الإرهاب الذي نشرته في 30 نيسان/أبريل، كون اعتداءات متطرفين إسرائيليين، وخصوصا مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة على الفلسطينيين، "لم تستتبع بملاحقات".
فرانس 24 / أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك