مهرجان كان 2014

"السيد تورنر" لمايك ليغ: السينما تخلد "مغيب" الرسم

من بين الأفلام الأولى المشاركة في المسابقة الرسمية نحو السعفة الذهبية والتي بدأ عرضها في المهرجان "السيد تورنر" للبريطاني مايك ليغ. ورغم القيمة التقنية العالية للفيلم يمكننا الجزم بأن مهرجان كان عودنا على مفاجآت أكبر...

مهرجان كان
إعلان

ينتظر جمهور كان الفيلم الحدث والذي لم يظهر بعد في سماء الكروازيت، بالنسبة للمسابقة الرسمية، في نسخة اتسمت بداياتها بفتور نسبي. فكان الترقب حول فيلم "السيد تورنر" للبريطاني مايك ليغ كبيرا خصوصا وأن المخرج الكبير حاز السعفة الذهبية في كان عام 1996 عن "أسرار وأكاذيب"، لذلك بدا فيلم هذه السنة دون المستوى الذي عودنا عليه مايك ليغ.

ويتناول الفيلم في سرد مثالي سيرة الرسام ويليام تورنر خلال العشرين سنة الأخيرة من حياته. تجري وقائع الفيلم في الربع الثاني من القرن التاسع عشر، وسط أضواء سحرية برهنت على قدرة مايك ليغ الخيالية على صنع سينما تضاهي اللوحات الزيتية في بسطها لعالم من الألوان يشهد على التأثير الذي مارسته لاحقا أعمال تورنر على تيار الانطباعيين.

الممثلون الرئيسيون في فيلم "السيد تورنر"

ولعب الممثل الكبير تيموتي سبال الدور ببراعة كبيرة حتى أن البعض بدأ يتحدث عن حظوظه الجدية بالفوز بجائزة التمثيل للرجال. وأبدع المخرج في استحضار واقعية مذهلة في ذكر تفاصيل عن حياة الرسام الذي كان غليظ الملامح، فظ السلوك. فإلى جانب إهماله لأطفاله وزوجته، تعددت مغامرات تورنر الجنسية حتى لم نعد نفرق بين أسلوبه الخشن في أكله الخنزير ولمسه أرداف النساء. لكن بفضل سيرة هذا الرسام الأحمر الوجه الكبير الأنف، ندخل في عالم إنكلترا وهي تسير نحو ثورتها الصناعية.

فتتحول شيئا فشيئا السفن التي طالما أحب تورنر رسمها إلى قطارات ونلمس تدريجيا كل التغيير الذي دخل على الفن بتطور الآلات. وكان تورنر مدهشا بحداثة رؤيته الفنية فأضاف لمسة من اللون الأحمر على لوحة لأحد منافسيه من الرسامين الأكاديميين في قطيعة تامة مع قوانين استعمال الزيت آنذاك. ونرى تورنر متخوفا ومنبهرا في آن بوصول أول أدوات التصوير الفوتوغرافي... ولم يكن ليتصور آنذاك أن هذه الآلات تحولت إلى سينما تخلد اليوم ذكراه.

 

مها بن عبد العظيم

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24