مهرجان كان 2014

هوليوود تحل في مهرجان كان بأضوائها وعتمتها

بدأت المنافسة على السعفة الذهبية في مهرجان كان تحتدم بعد عرض ثلاثة أفلام أمريكية جريئة الشكل والمحتوى وهي "رجل البيت" لتومي لي جونس و"خريطة النجوم" لديفيد كروننبرغ و"صياد الثعالب" لبينيت ميلر.

مهرجان كان
إعلان

 بدأ السباق نحو السعفة يحتدم. لم تشهد حتى الآن المسابقة الرسمية سوى بعض التحمس لفيلم "تمبكتو" للموريتاني عبد الرحمن سيساكو ولـ "نعاس الشتاء" للتركي نوري بلجي جيلان والفيلم الكوميدي "علاقات وحشية" للأرجنتيني داميان زيفون، لكن عاد الحماس والجدال بعد هذه المرحلة المترددة بفضل دفعة من الأفلام الأمريكية.

"رجل البيت": وسترن نسائي

يعتبر "رجل البيت" لتومي لي جونس بمثابة "وسترن" -أفلام رعاة البقر- من نوع جديد تدور أطواره في نهاية القرن التاسع عشر. نجد في الفيلم كل مكونات "الوسترن" من خيول وطبيعة قاحلة في غرب الولايات المتحدة وقبعات رعاة البقر "الكوبوي"... لكن دون رعاة ! ورغم أن تومي لي جونس احترم رموز وكودات أفلام الكوبوي فإنه تجرأ على سابقة من نوعها فاختار لشخصياته أن تكون نساء. وكانت الرحلة بمثابة بورتريه لأربع نساء تواجهن الوحدة والاكتئاب والجنون.

فكانت الزاوية التي تناول منها المخرج جديدة ومثيرة تزيدها الطرائف والمقاطع الشاعرية قوة. ويرشح أداء هيلاري سوانك في الفيلم الممثلة الحائزة من قبل على جائزتين للأوسكار، بالفوز في كان بجائزة التمثيل. فكان حضورها ثاقبا وهي تقود ثلاث نساء مجنونات عبر القفار بمساعدة رجل عبوس. وباختراقه عالم الـ "وسترن" بهذه الطريقة يصنع تومي لي جونس فيلما نسائيا بشخصيات معقدة يظهر معاناة النساء في أمريكا بعهد "الكوبوي". فقسوة البطلة "ماري بي" التي تحتاجها لتجاوز المصاعب، تخفي الكثير من الرقة وروح الاستقلالية وتظهر عالما من التضامن والإنسانية في مجتمع كانت تطغى عليه المصالح الشخصية.

"خريطة النجوم" صورة لا ترحم عن جحيم هوليوود

أما المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ فيبسط في فيلم "خريطة النجوم" انحطاط عالم هوليوود ليسحقه أكثر. والفيلم عبارة عن لعبة كبيرة تعكس زيف هوليوود، فيركز كروننبرغ عدسة مجهره على كل السيئات من جشع ونرجسية وسادية وكل الغرائز التي تطلق لها العنان في عاصمة السينما. فتظهر هوليوود كتراجيدية مضحكة تجتمع فيها أغلب الفانتازما المحيطة بها في المخيلة الجماعية. وقال تيري فريمو النائب العام لمهرجان كان لفرانس24 "كبرت في حب السينما الأمريكية، وعندما بدأت العمل هنا –عام 2001- كانت هوليوود أبعدت عن كان. فقررنا أن نعيدها من جديد إلى الواجهة". وتتوسط عالم "النجوم" في الفيلم ممثلة لم تكف تتقدم في السن وغليلها من الشهرة لم ينطفئ فعوضت فيها "الأنا" كل حس أخلاقي، مع أداء باهر لجوليان مور. وتشتد أزمتها النفسية بسبب أمها التي كانت أيضا نجمة كبيرة فيحجب تاريخها الأضواء عن ابنتها. وندخل بيت الممثلة في لوس أنجلوس صحبة مساعدة شخصية تأتي لتعويض أخرى دخلت مستشفى الأمراض العقلية... والأسلوب المميز لكروننبرغ يكمن في عرضه لسلوك شخصياته في نزواتهم القصوى وسط ديكور بارد وأملس. فتبدو سينما كروننبرغ وكأنها مسرحية يونانية قديمة وجراحة دقيقة يجريها على مدينة تحولت إلى نوع من مستشفى كبير لمختلف أمراض الإنسان بأطماعه الجنونية ونهمه وفشله.

صورة للنجمة جوليان مور  في مهرجان كان 2014 - فيلم "خريطة النجوم"

"صياد الثعالب" يبحث عالمي المال والرياضة

أما الفيلم الأمريكي الثالث "صياد الثعالب" لبينيت ميلر فيسبر أغوار عالم الرياضة القاتم. واستلهم بينيت قصته من جريمة هزت أمريكا عام 1996 بعد أن قتل الميلياردير جون دوبون البطل الأولمبي السابق في المصارعة ديفيد شولتز. وحاول الميلياردير الاستحواذ على روح الرياضي التي تنقصه رغم ثروته الطائلة فأسكنه أراضيه وكلفه بتدريب فريق "صياد الثعالب" الذي يموله، وقاده عجزه عن إرضاخ شولتز بأمواله إلى تصفيته.

أدخلت هذه الأفلام الأمريكية حراكا جديدا على كان فهل تنجح الأفلام الأخرى المشاركة في المسابقة، وهي من صنع عمالقة السينما على غرار غودار وكين لوش في منافستها؟

مها بن عبد العظيم

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24