هل سيتولى جان كلود يونكر رئاسة المفوضية الأوروبية؟
ترعرع مرشح اليمين الأوروبي جان كلود يونكر في كنف عائلة بسيطة وقلد مسؤوليات كبيرة في بلاده وداخل الاتحاد الأوروبي. فهل سيتمكن ابن نقابي كان يعمل في مصنع للفولاذ من تولي منصب رئيس المفوضية الأوروبية؟
نشرت في:
لو كان اختيار رئيس المفوضية الأوروبية المقبل مرتبط فقط بالسيرة الذاتية لكل مرشح، لكان جان كلود يونكر الفائز الأكبر ودون منازع.
يعد رئيس حكومة لوكسمبورغ السابق من بين الشخصيات السياسية التي تملك خبرة غنية في الشؤون الأوروبية ومن أبرز العارفين بكواليس الاتحاد.
شارك يونكر في إعداد معاهدة ماستريشت في 1992 وشغل منصب رئيس مؤسسة أوروبية تضم جميع وزراء المالية الأوروبيين( أوروغورب) بين 1995 و 2013، إضافة إلى أنه عمل كوزير للمالية ورئيس لحكومة لوكسمبورغ لمدة فاقت 15 سنة.
وهذه التجربة تضعه في مقام الشخصيات التي تملك حظوظا كبيرة لتولي منصب رئيس المفوضية الأوروبية في يوليو/تموز المقبل رغم المنافسة القوية التي يواجهها من قبل مرشح اليسار الأوروبي مارتن شولز.
يونكر ترعرع في كنف عائلة عمالية بسيطة
ولد جان كلود يونكر في 1954 وعاش في كنف عائلة بسيطة. والده كان نقابيا ويعمل في مصنع للفولاذ بلوكسمبورغ ، فيما قضى شبابه في مدينة " بيلفو" حيث درس القانون.
ترعرع يونكر في عالم العمال البسطاء وتأثر كثيرا بهم حيث اكتشف معنى العدالة الاجتماعية ومعنى الكرامة والقيم الإنسانية حسب تعبيره.
اعترف أنه لم يكن متحمسا كثيرا في البداية لترشيح نفسه لخوض غمار الانتخابات الأوروبية، لكن مع مرور الوقت غير رأيه تحت تأثير أصدقائه في السياسة وبعض أقاربه.
وبالرغم من أن منافسيه يصفونه بالمدافع عن سياسة التقشف ويقولون أنه لعب دورا سلبيا خلال الأزمة الاقتصادية التي مرت بها اليونان في 2010، حيث كان يترأس مؤسسة أوروبية تضم جميع وزراء المالية الأوروبيين (أوروغورب)، إلا أن يونكر دافع في حملته الانتخابية عن مواضيع أقل ما يقال عنها أنها ليس لها بعد ليبرالي.
جان كلود يونكر يحظى بمساندة أنغيلا ميركل
وهو يناضل من أجل فرض حد أدنى للأجور في جميع دول الاتحاد وتوحيد قوانين العمل وتنظيم تسريح العمال، إضافة إلى منح رواتب "محترمة" للعمال. ويبدو أن اللقاءات التي كان ينظمها والده في المنزل برفقة عمال ونقابيين أثرت على حياته الشخصية ثم السياسية.
تم تعيين جان كلود يونكر مرشحا رسميا للحزب الشعبي الأوروبي (اليمين) في مارس/آذار 2014 خلال مؤتمر نظمه الحزب في دبلن. وكان الصراع قد احتدم بينه وبين الفرنسي ميشال برنيي لكن يونكر فاز في النهاية بغالبية الأصوات.
سياسيا، يعد يونكر من المقربين من التيار الاجتماعي المسيحي أكثر من أنه ليبرالي وهو من دعاة التوازن بين سياسة التقشف وإطلاق برامج اقتصادية تنموية داخل الاتحاد الأوروبي.
كل التوقعات تشير إلى أن يونكر هو الذي سيتولى رئاسة المفوضية الأوروبية. وهو يستفيد من دعم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي ترى فيه الرجل المناسب لهذا المنصب واعتقادا منها أنه أدار بشكل جدي الأزمة الاقتصادية والمالية التي عصفت بالاتحاد الأوروبي منذ 2010.
طاهر هاني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك