مصر

اليوم الثاني والأخير لانتخابات الرئاسة المصرية والمشاركة الرهان الرئيسي

أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة 21,00 بتوقيت القاهرة يوم أمس الاثنين، على أن تعاود استقبال الناخبين الساعة 9,00 بتوقيت القاهرة من صباح اليوم الثلاثاء، لاختيار رئيس جديد للبلاد. ومن المتوقع أن يفوز في هذه الانتخابات القائد العام السابق للجيش عبد الفتاح السيسي.

أ ف ب / أرشيف
إعلان

أغلقت مكاتب الاقتراع في مصر أبوابها مساء أمس الاثنين مسدلة بذلك الستار على اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية التي تجري على مدار يومين آخرهما اليوم الثلاثاء.

وأدلى المصريون بأصواتهم الاثنين في الانتخابات الرئاسية المصرية التي تجري على يومين ويتوقع أن يفوز فيها القائد العام السابق للجيش عبد الفتاح السيسي.

ويواجه السيسي الذي أطاح الرئيس الإسلامي محمد مرسي قبل 11 شهرا وشن حملة قمع واسعة ضد جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مكتسبا بذلك شعبية كبيرة، منافسا وحيدا هو القيادي اليساري حمدين صباحي.

وتشكلت طوابير طويلة من الرجال والنساء وخصوصا كبار السن، منذ الصباح الباكر أمام العديد من مكاتب الاقتراع في القاهرة، بحسب صحافيين من فرانس برس.

وأدلى السيسي بصوته في مركز في منطقة مصر الجديدة (شمال شرق القاهرة). وداخل المركز قال للصحافيين "الدنيا كلها تشاهدنا لترى كيف سيصنع المصريون التاريخ والمستقبل اليوم وغدا"، مضيفا "المستقبل سيكون جميلا وعظيما".

وقالت له مسنة كانت تدلي بصوتها "كنا نعتزم ترك البلد ولكنك أنقذتنا من الدمار الشامل"، فرد عليها السيسي "ستظلون في البلد وستعيشون في أمان".

واتخذت إجراءات أمنية مشددة حول مركز الاقتراع هذا إذ أغلقت الطرق المؤدية إليه بالأسلاك الشائكة وكان هناك كلاب بوليسية تطوف حوله كما حلقت مروحية فوق المدرسة التي أقيم فيها مركز الاقتراع.

إلا أن أجواء احتفالية سادت في الوقت نفسه حول المركز حيث كانت نسوة يزغردن وأخريين يصفقن ويلوحن بإعلام مصر.

وأكد العديد من الناخبين أنهم جاؤوا ليعطوا أصواتهم للسيسي. وقال ميلاد يوسف (29 عاما) وهو محام مسيحي أعطى صوته لصباحي في انتخابات 2012 وشارك في ثورة كانون الثاني/يناير 2011 وفي تظاهرات 30 حزيران/يونيو ضد مرسي "نحن بحاجة إلى رجل قوي رجل عسكري".

أما عمر عبد الحليم وهو مهندس متقاعد في الرابعة والسبعين من عمره فقال "السيسي رجل المرحلة المقبلة فقد أنقذ البلد من عصابة الإخوان ووقف موقفا بطوليا إلى جانب الشعب".

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 21,00 بتوقيت القاهرة (18,00 تغ)، على أن تعاود استقبال الناخبين الساعة 9,00 بتوقيت القاهرة من صباح غد الثلاثاء.

ولم تكن اللجان مكتظة بالناخبين مساء في نهاية اليوم الأول للاقتراع، بحسب مراسل لفرانس برس زار مركزين في حي المعادي جنوب القاهرة.

وقال مسؤولون إن الثلاثاء سيتم اعتباره يوم عطلة رسمية لتسهيل "المشاركة في الانتخابات"، كما جرى تمديد الاقتراع يوم الثلاثاء ساعة إضافية لينتهي الساعة 22,00 بتوقيت القاهرة (19,00 ت غ).

وتغطي صور السيسي جدران العاصمة منذ أشهر عدة. وهو يعد بالنسبة لغالبية من المصريين الرجل القوي القادر على إعادة الأمن والاستقرار للبلاد بعد ثلاث سنوات من الفوضى والاضطرابات أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار وارتفاع نسبة البطالة.

لكن خصومه يقولون إنه مع انتخابه المتوقع سيكرس الجيش سيطرته على السلطة التي استعادها مع إطاحة مرسي بعد عام على توليه الرئاسة ارتكبت خلاله جماعة الإخوان أخطاء أثارت غضب المصريين ضده.

وتعد نسبة المشاركة الرهان الرئيسي في هذه الانتخابات التي يريد السيسي أن يجعل منها دليلا على شعبيته الكبيرة وعلى شرعيته التي تشكك فيها جماعة الإخوان المسلمين.

ويقوم الاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوقية مصرية بمراقبة الانتخابات التي تعد الاستحقاق الثاني في خريطة الطريق التي أعلنها الجيش مع عزل مرسي في تموز/يوليو الفائت.

ودعا الإخوان إلى مقاطعة الانتخابات التي يعتبرونها باطلة لأنها جاءت نتيجة "انقلاب" السيسي على مرسي المنتخب ديمقراطيا.

وطلب السيسي نفسه الجمعة من المصريين التصويت بكثافة. وقال في مقابلة تلفزيونية "عليكم النزول الآن أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البلاد. انزلوا واظهروا للعالم كله أنكم 40 أو 45 (مليونا) وحتى أكثر" في حين يبلغ إجمالي عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية في مصر 53 مليونا.

وتشهد البلاد حملة تعبئة واسعة من أجل تحفيز الناخبين على المشاركة. وتذيع التلفزيونات الخاصة والعامة منذ أيام أغاني وكليبات قصيرة تدعو المصريين إلى "النزول" يومي الانتخابات.

وانضمت مؤسسة الأزهر إلى هذه الدعوة. وقال الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب إن "التقاعس عن المشاركة في التصويت عقوق للوطن". وأضاف في ما سماه "نداء الأزهر الشريف إلى الشعب المصري" انه يدعو "كل مصري ومصرية إلى تلبية نداء الوطن بالمشاركة والنزول للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات".

وفي إشارة إلى دعوات لمقاطعة الانتخابات صدرت عن شيوخ مقربين من الإخوان المسلمين، ومن بينهم الشيخ يوسف القرضاوي، قال الأزهر إن "ما يصدر عن بعض المغرضين بالداخل والخارج من آراء مضللة واستدلال خاطئ بنصوص القرآن والسنة لتحريم المشاركة في الانتخابات الرئاسية إنما هي آراء شاذة ومضلة".
 

فرانس24/أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24