حزب النور "دعمنا الإخوان كثيرا ولكن عندما خالفوا الوعود نقدناهم وابتعدنا عنهم"
موفد خاص للقاهرة – حزب "النور" السلفي المصري يمثل غموضا في المعادلة السياسية المصرية، فهو لا يسلم من توجيه الاتهامات إليه من جميع التيارات سواء أكانت إسلامية تتفق معه في الأيديولوجية أو ليبرالية علمانية تخالفه إياها. قام الحزب مؤخرا بدعم المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، فالتقينا بوكيل أمانة الحزب في الإسكندرية، ياسر العدل محمد، وطرحنا عليه مجموعة من الأسئلة.
نشرت في: آخر تحديث:
حزب النور أعلن تأييده للسيسي رئيسا للجمهورية فما هي الأسباب التي دعته إلى اتخاذ هذا الموقف ورفض المرشح الآخر حمدين صباحي ؟
حزب النور له رؤية وأيديولوجية واضحة ومعلنة وأعلنا هذا في مواقف كثيرة في السابق. ونحن نتخذ القرارت المتفقة مع أفكارنا. وفي هذه الأيام نحن نفاضل بين اثنين من المرشحين، والحزب أرسل وفدا لمقابلة كلا المرشحين المشير وصباحي، تم توجيه أسئلة محددة واضحة حول قضايا الدولة والأمة والأزمات الاقتصادية والأوضاع السياسية، بعد لقاء المرشحين تم اعداد تقارير وتصويت على مستوى الهيئة العليا، ومن خلال التقارير تم التصويت بأغلبية تجاوزت 90 % لصالح المشير.
أما الاسباب التى دعمت الاختيار انه رجل له خلفية دينية، وهذا بالاحتكاك وبشهادة المقربين وبشهادته عن نفسه خلال الحوار التلفزيوني وقال " أنا مصري مسلم متدين".
بالإضافة إلى أنه ملم بجوانب الإدارة، ومؤسسات الدولة قد تكون معه "اطوع"، قادر على حكم القيادة العسكرية ، قادر على وضع مصر على مصاف امني دولي محترم، لانه بالنسبة لنا نحن متحسبين للمخاطر عبر الحدود، فضلا عن أنه ليس لديه عداء مع اصحاب رؤوس الاموال مما يتيح الانتعاش الاقتصادي. بالنسبة لحمدين ، بما اننا نفاضل بين اثنين فالاختيار سيكون بالتالي لواحد فقط، ونحن نرى الاخر وفق الظروف المحيطة غير قادر على ادارة الدولة وهذه رؤيتنا الخاصة.
من ضمن الايدولوجية التى نتبناها تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة وعندما تتعارض مصلحة العامة مع المصلحة الخاصة نقدم العامة، ونحن لا نطمع في حقائب وزارية معينة، مش فارقة نكون في الحكومة او لا، نحن ننظر لمصلحة الدولة اهم من المصلحة الشخصية.
السيسي لم يتحدث مطلقا عن تطبيق الشريعة، وهو هدف أعلنتم أنكم تسعون إلى تحقيقه، فما الفائدة من تأييده؟
المشير لم يتكلم عن تطبيق الشريعة أو عدم تطبيقها ، لذا ليس هناك داع لافتعال مشكلة ليست موجودة، وعندما سألناه مباشرة بخصوص تطبيق الشريعة وجدنا الاجابة مرضية ونعتقد انها حقيقية : يرى المشير ان تطبيق الشريعة يكون من خلال اصلاح المنظومة التعليمية والاخلاقية وهذا يحتاج الى تدرج ووقت، وهو يتمنى تطبيقها في كل الدول العربية، لكن الشريعة السمحة الموافقة للفطرة السليمة، ونحن نتفق معه فليس بالجبر والعنف ولكن بعودة التعاليم الدينية الحقيقية ستصبح الناس طيعة ومحفزة لتطبيق الشريعة .
الجبهة السلفية نشرت فتوى منذ أيام بتحريم انتخاب السيسي ووصفتها بإجماع علماء الأمة فما رأيكم في هذه الفتوى؟
هذه الجبهة تنشر كيفما شاءت وتنقل الاجماع كيفما شاءت لكن لتقل لنا من هم العلماء الذين أفتوا بذلك، ومحتاجين تعريف الاجماع عند الجبهة السلفية، وارفض الفتوى ، وإن كنت اراها طبيعية نتيجة المواقف المتخذة من الجبهة ورؤيتهم للواقع والاحداث التي تختلف مع رؤيتنا.
أعضاء في الحزب نشروا أغنية لتأييد السيسي فهل يوافق الحزب فعلا على هذه الأغنية أم أن قياداته لها موقف آخر؟
هو نشيد بعيد عن الموسيقى لان لدينا حكم شرعي بتحريم الموسيقى، والنشيد هو اجتهاد من اعضاء الحزب يشكرون عليه واثبات لتفاعل القواعد مع القادة.
هل سيواصل الحزب نشاطه السياسي بعد انتخاب رئيس الجمهورية أم سينحو أكثر إلى الدعوة؟
الحزب خطابه مختلف عن الدعوة فهو يمارس الاداة السياسية ومشارك في العملية السياسية ، اما الدعوة فيقوم بها اصحاب الدعوة، لا ارى ان من يمارس السياسة لابد ان ينفصل عن الدعوة ، اكثر الناس اهلية لممارسة السياسة هم اهل الدعوة، لأن اصحاب الدعوة يدرسون كيفية السياسة الشرعية القائمة على المصداقية والوضوح والشفافية، وهم يجتهدون في تنقية السياسة مما علق بها من الموروثات الغربية من الميكافيلية والبراغماتية.
توظيف الدين في السياسة نحن نمنعه ، لكن تعديل الخطاب السياسي من خلال المعرفة الدينية هو المطلوب، فالشخص السياسي يتكلم في الدعوة لكن بشرط فى انه لا يوظف الدعوة في السياسة، وأن يكون أهل للكلام في الدعوة ، مثال لو ان هناك رجل سياسي وطبيب بشري في الوقت نفسه يذهب ساعتين يوميا إلى العيادة فنقول له لا تمارس الطب ؟؟!!"
وصلتم إلى المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية السابقة فما الذي تطمحون إلى تحقيقه في الانتخابات القادمة؟
نطمح الى الوصول للمركز الاول، وبما اننا نمارس سياسة فمن الاكيد ان يحاول كل منا ان يصل الى المركز الاول،
قانون الانتخابات بالنظام الفردي بلا شك سيؤثر على النسبة بالسلب على الاحزاب عامة ، لانه محتاج نفوذ ورؤوس اموال، وامكانيات الحزب ضعيفة، لكن مقابل النقطة المادية ستكون نقطة القواعد والوجود على الارض، وننوي النزول على 100 % من المقاعد.
لم نسمع تعليقا من الحزب عن اتهام جماعة الإخوان بالإرهاب فما أسباب صمت الحزب بشأن هذا الموضوع رغم التقارب الذي كان موجودا بينكم وبين هذه الجماعة عندما كانت الأغلبية؟
محتاجين تعريف للارهاب حتى الان ممن صاغوا قانون الارهاب ، لأن القانون به ضبابية، وفي أثناء وضع قانون الارهاب حصلت تصريحات اعلامية تفيد بأن هناك ضبابية في تعريف الارهاب ونحن نحتاج لتوضيح المصطلح.
ونحن الآن في فترة مؤقتة نحتاج إلى تجاوزها، بها بعض الاخطاء منها تحفظات على قانون الارهاب ، لكن عندما يوجد برلمان قوي يمكن تعديل القوانين التى بها ثغرات . لكن هذا لا يعني اننا نتفق مع ما يمارسه بعض الافراد من المتظاهرين في المظاهرات المؤيدة لجماعة الاخوان من صدام مع الدولة، ونحن نقول إن كل من تورط بعنف او ثبت ادانته باستخدام العنف فينبغي محاسبته.
لكل حدث حديث ، وفي الوقت الذي كنا فيه داعمين لجماعة الاخوان - ولذلك نالت الاغلبية - كنا مع الشعب نطمح الى ادارتها للدولة بالطريقة التي تجعل مصر في استقرار وانتعاش اقتصادي، لكن عندما حادت عن الطريق وخالفت الوعود كنا من اوائل من نقد جماعة الاخوان وقمنا بمبادرة مبكرة لمؤسسة الرئاسة بخصوص تعديل بعض الازمات السياسية، والتباعد حدث من فترة طويلة .
حسين عمارة ونهلة النمر
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك