الانتخابات الرئاسية المصرية 2014

مصر: الإخوان المسلمون "لا تراجع ولا استسلام ولا تفاوض حتى عودة الديمقراطية"

موفد خاص للقاهرة – بعد عزل الرئيس المصري محمد مرسي في 3 يوليو/تموز 2013 أعلنت السلطات المصرية جماعة "الإخوان المسلمون" جماعة إرهابية وشنت على قياداتها وأعضائها حملات أمنية ، دموية في بعض الأحيان، بقصد تصفيتها والقضاء عليها. ولكن بعد مرور عام تقريبا لا تزال الجماعة في مواجهة مع السلطات الجديدة في الشارع وفي الجامعة.

أ ف ب/أرشيف
إعلان

التقينا في مصر عضوا مسؤولا عن الشباب في جماعة "الإخوان المسلمون" بمدينة الأسكندرية، لا نستطيع للأسف الكشف عن هويته لأسباب تتعلق بسلامته وأمنه وأعطيناه اسما مستعارا محمد محمود، وحدثنا عن موقف الجماعة من الانتخابات وإستراتيجيتها في المرحلة المقبلة.

 ما هو الموقف الرسمي للإخوان المسلمين من الانتخابات الحالية مع ذكر الأسباب؟

الموقف الرسمي هو عدم الاعتراف بالانتخابات أو أية إجراءات أخرى تجريها سلطة الانقلاب، لأن هذه السلطة لا تملك الشرعية حيث إنها مبنية على انقلاب على نظام شرعي منتخب، وحتى إذا كان البعض يدعي له الشرعية بسبب نزول الناس في 30 يونيو فإنه قد فقد شرعيته بالدماء التي سالت بعد 30 يونيو. بالإضافة إلى أننا نرى أنها مجرد إجراء إداري أو مسرحية لتنصيب السيسي رئيسًا بشكل رسمي، بناء على ذلك فإننا دعينا الناس لتظاهرات هذا الأسبوع تحت شعار "قاطعوا رئاسة الدم".

 في ظل الموقف الحالي، حبس ومطاردة القيادات بالجماعة، ما هي إستراتيجية الجماعة وهل ستلجأ إلى التفاوض مع السلطات؟

إستراتيجية الجماعة أنه برغم كل الاعتقالات والتشريد والملاحقات فإن الجماعة لا زالت متماسكة وقادرة على الصمود نظرا لعمقها داخل المجتمع المصري. والإستراتيجية هي مواجهة الانقلاب وعدم الخضوع له، وذلك عن طريق الاستمرار في الفعاليات السلمية اليومية. موقفنا من التفاوض كما قال الدكتور مرسي "أنه لا تفاوض مع القتلة". المطالب واضحة وهي عودة المسار الديمقراطي والقصاص والإفراج عن المعتقلين وتطهير المؤسسات الفاسدة.

  كيف ترى الجماعة الموقف على الأرض، في ظل الرفض الشعبي، وهل تبذل جهودا معينة لتغيير الصورة السلبية التي ينشرها الإعلام عنها؟

نحن نرى أنه مع مرور الوقت يزداد الوعي عند شرائح مختلفة من المجتمع – ويتغير موقفهم تدريجيا من معسكر الانقلاب إلى أحد معسكرين إما الحياد أو الانضمام إلى معسكر رافضي الانقلاب، وذلك بسبب أن بطش الانقلاب العسكري والأجهزة الأمنية شمل مختلف الشرائح بغض النظر عن انتماءاتهم وتوجهاتهم، مثال على ذلك "حلاق تحت بيتنا كان أبوه من الحزب الوطني وكان يعلق صور السيسي، وأثناء حملة لمكافحة المخدرات في منطقته السكنية، قاموا بمداهمة البيوت فخرج أبوه لتوبيخ الضابط ، فقام الضابط بضربه فرد أبوه بالمثل فكانت النتيجة أنه يقضي 6 أشهر مدة حبس لمقاومة السلطات ، وهذا أدى إلى تغير موقف الابن وتقطيع صور السيسي" فكل من يذوق الظلم لابد أن يثور مرة أخرى .

مقاومة الصورة السلبية التي ينشرها الإعلام : نعم بالفعل عن طريق توعية الناس في الدوائر المحيطة بأفراد الجماعة مثل دوائر العمل أو دوائر الأصدقاء والجيران ، نوضح لهم الصورة الحقيقية. بالإضافة إلى القنوات الفضائية الداعمة لنا، وعن طريق جهود الشباب لإنتاج حلقات توعية على اليوتيوب والإنترنت، أو عن طريق صفحات شبكات التواصل الاجتماعي .

وعلى سبيل المثال للصورة السلبية الكاذبة التي ينشرها الإعلام: الادعاء بأن جماعة الإخوان جماعة إرهابية. والرد هو لا توجد جماعة إرهابية تتظاهر في الشارع ، فنحن ننزل في وسط الأحياء الشعبية، ونتحدث إلى الناس بأنفسنا ولو كنا نملك سلاحا ما كنت تجدنا نسير وسط الناس وتقف الناس لمشاهدتنا. كما يصور الإعلام انه لا يوجد تظاهرات أو أن أعدادها ضعيفة، والحقيقة أن الأعداد كبيرة لكن متفرقة نظرا لعدم التكتل في مساحة واحدة وللرغبة في الانتشار، وهو ما قيد التجمع في أحد الميادين على سبيل المثال، إلى جانب أن الإعلام المصري لا ينقل معظم التظاهرات التي يقوم بها التحالف طوال الأسبوع.

 كلما مر الوقت كلما ابتعدتم أكثر عن القضية الأساسية التي تدافع عنها الجماعة، عودة الدكتور مرسي، فهل ستظل السياسة الحالية للجماعة قائمة أم سيتم تعديلها وفقا للمتغيرات؟

ما ندافع عنه هو عودة المسار الديمقراطي، ولكي يعود لابد من عودة الدكتور مرسي، وهو ليس دفاعا من أجل شخص الدكتور مرسي، لكن علامة كسر الانقلاب هي عودة حالة ما قبل الانقلاب، وهو موقف التحالف المعلن بالإضافة إلى المطالب الأخرى السابق ذكرها، وكذلك خروج العسكر من المشهد السياسي. المتغيرات القادمة يمكن أن تؤثر بزيادة الإصرار على مطالبانا السابقة، ولا أعتقد أن المطالب ستتغير.

 هل الجماعة مستمرة في ممارسة أنشطتها الاجتماعية والخيرية كما اعتادت أم أن الموقف الحالي من التضييق الأمني يمنعها عن ممارسة هذا الدور؟

مستمرة ولكن بشكل أقل نظرا للضغوط الأمنية، فلجنة البر المسؤولة عن الأعمال الإنسانية تم اعتقال كثير من أعضائها واستشهاد الكثير، بالإضافة إلى قرار تجميد أرصدة الجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى أنه أصبح هناك صعوبة في ممارسة بعض الأنشطة في الشوارع مثل تنظيف الشوارع والتشجير نظرا للضغط الأمني.
كما زاد عبء جديد وهو رعاية أسر الشهداء والمعتقلين ماديا، بالإضافة إلى الرعاية القانونية مثل توفير محامين ومصاريف القضايا، ومع ذلك لا نستطيع تغطية الكل.

 ما هي توقعاتكم للفترة القادمة؟

نحن مستمرون في بناء الوعي وفي التظاهرات السلمية بالإضافة إلى التخطيط ، كما نضم شرائح جديدة لمعسكر رافضي الانقلاب حتى سقوط الانقلاب. وأرى أن السيسي إذا نجح في الرئاسة فإنه يوجد أمامه تحديات كبيرة ورفض شعبي يزداد يوما بعد يوم، كما أنني أرى أن خبرته السياسية ضعيفة نظرا لأن خلفيته الأساسية عسكرية .

على مستوى الأمن أتوقع مزيدا من الضغط والاعتقالات، نظرا لأنه يتوعد من الآن في حواراته الإعلامية بقمع المظاهرات وأي احتجاجات من المتوقع أن تقوم في البلاد بحجة أنها "تخرب الوطن".
 

فرانس 24

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24