عندما يلتقي المسلمون واليهود لبحث أسباب التباعد بينهم
نظمت جمعية "العيش سويا" بباريس ندوة حول أسباب انقطاع العلاقات بين المسلمين واليهود بفرنسا وكيفية إعادة ترتيبها من جديد.
نشرت في: آخر تحديث:
كيف يمكن إعادة ترتيب العلاقات بين الجاليتين اليهودية والمسلمة في فرنسا، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التي استهدفت مجلة "شارلي إيبدو" ومتجر يهودي في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وبعد التصريحات المنتقدة للمسلمين التي أدلى بها رئيس الجالية اليهودية بفرنسا روجيه كوكرمان؟.
هذا ما حاولت أن تبحثه ندوة نظمت أمس الخميس في مقر مجلس الشيوخ الفرنسي بمبادرة من جمعية " العيش سويا" بحضور متخصصين في علم الاجتماع، والدين وأئمة، إضافة إلى جامعيين. كلهم حاولوا تحديد الأسباب التي أدت إلى حدوث قطيعة بين الجاليتين في الآونة الأخيرة.
النخبة السياسة والإعلامية وراء الفجوة القائمة بين اليهود والمسلمين
ورجحت سهام أسباغ، ممثلة جمعية " كفى تمييزا عنصريا" أن يكون نظام التعليم في فرنسا من بين الأسباب التي تؤدي إلى حدوث القطيعة بين المسلمين واليهود. وقالت هذه المدرسة السابقة في الضاحية الباريسية:" الشبان المسلمون واليهود لا يلتحقون بنفس المدارس بعد الحضانة. وهذا يؤدي، حسب رأيي، إلى ظهور فوارق بينهم ويخلق نوعا من المسافة لا تساعدهم على التعرف بعضهم على بعض".
واتهمت هذه الناشطة النخبة السياسية والإعلامية الفرنسية بمسؤوليتها عن الفجوة التي حدثت بين الجاليتين. وقالت:"هناك فوارق كثيرة بين المسلمين واليهود، سواء كان في مجال التعليم والصحة وحتى في نظرة الإعلام إلى كل جالية".
فرنسا تشعر بالذنب إزاء اليهود
من ناحيتها، أشارت استير بن باسة، وهي عضو في مجلس الشيوخ، أن الجالية اليهودية تلقى دعما أكثر من قبل الدولة الفرنسية بسبب الأحداث المأسوية التي عاشتها خلال الحرب العالمية الثانية، وكونها تشعر بالذنب إزاء ضحايا اليهود الذين قتلوا خلال نظام "فيشي". وأضافت أن الهدف ليس تقليص أو إعادة النظر في المساعدات التي تقدمها الدولة لليهود بل تقديم مساعدات أكثر للجاليات الأخرى، كالجالية المسلمة".
للمزيد، مانويل فالس ليهود فرنسا: "فرنسا تحبكم وتتضامن معكم، فلا تغادروها"
أما المتخصص في عالم الاجتماع أوميرو مارونجيو بيريا، فيعتقد أن الأفكار المسبقة والخاطئة التي تكونها كل جالية عن الأخرى هي التي أحدثت القطيعة بينهما، وجعلت المسلمين واليهود يعيشون على مسافة بعيدة عن بعضهم.
وقال:" المسلمون يعتقدون أن اليهود خونة وينتمون إلى شبكة كبيرة تتآمر ضدهم. بالمقابل، لدى اليهود نظرة سلبية تجاه المسلمين، فهم يعتقدون أن قلوبهم مملوءة بالكراهية".
قراءة كل صفحات التاريخ
وإلى ذلك، اعتبر مهدي بلعباس، نائب رئيس بلدية "إيفري" بالضاحية الباريسية أن المسلمين غير ممثلين بشكل جيد في مؤسسات الدولة الفرنسية (البرلمان ومجلس الشيوخ ومؤسسات أخرى ) عكس الجالية اليهودية التي نظمت نفسها وأمورها بشكل جيد، ما يجعلها تدافع عن مصالحها بنجاح".
وأضاف الكاتب مارك شيب سان الذي أصدر كتابا عنوانه " هنا وهناك" أن الدولة الفرنسية لم تأخذ بالحسبان المشاكل التي خلفها الاستعمار ولم تقترح حلولا واقعية لها". وأنهى:" إذا لم نقرأ صفحة من التاريخ، يصعب علينا طيها".
شارلوت أوبرتي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك