هل تكفي الضربات الجوية لطيران التحالف العربي لحسم الحرب في اليمن؟
لم يتمكن الطيران الحربي للتحالف العربي بقيادة السعودية، بعد ثمانية أيام من القصف الجوي على مواقع الحوثيين، من حسم هذه الحرب، ما أفرز شكوكا حول جدواها ودعوات إلى إرسال قوات برية فيما يشدد البعض على عودة أطراف الطيف السياسي اليمني إلى طاولة الحوار.
نشرت في:
تشير كل المعطيات على الأرض أن الضربات الجوية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، لا يمكن لها أن تحسم هذه الحرب على الأقل على المدى القريب، بدليل أن تقدم الحوثيين على جبهات مختلفة يظل متواصلا خاصة بعد التقدم الكبير الذي أحرزه هؤلاء بسيطرتهم على القصر الرئاسي في عدن قبل أن يطردوا منه بواسطة سلاح جو الائتلاف.
وفي ظل هذا الوضع، ارتفعت أصوات مطالبة بتدخل عسكري بري للتحالف، كان أبرزها دعوة وزير الخارجية اليمني رياض ياسين، الذي يقيم في الرياض، التحالف إلى إرسال قوات برية. وبرر الوزير دعوته بكونه يعتقد أن "الغارات الجوية ستكون غير فاعلة في وقت ما".
وأضاف، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن "إرسال قوات برية سيؤدي إلى إصابات أقل في صفوف اليمنيين"، فيما اعتبر مصدر دبلوماسي غربي في تصريح نشرته بعض وسائل الإعلام أن هجوما بريا "سيكون صعبا جدا ومعقدا"، متحدثا عن ضرورة المرور لأجل ذلك عبر مناطق وعرة في الشمال، الحوثيون وحدهم لهم معرفة جيدة بها.
"الحرب البرية اليمنية الخالصة"
اعتبر الكاتب اليمني حبيب العزي، في مقال له على "العربي الجديد"، أن "اللحظة الراهنة التي تمر بها اليمن لا تقبل أنصاف الحلول مطلقا، وكل من يدعون إلى الحوار بهذا التوقيت، وأعني الحوار مع الحوثي وصالح، هو كمن يحرث في البحر..."، داعيا إلى "حرب يمنية خالصة".
ويفسر تصوره لهذه الحرب بأن اليمنيين "ليسوا مع دخول قوات برية من دول التحالف إلى الأراضي اليمنية مطلقا، لكنهم مع حرب برية يمنية خالصة، تقتضيها ظروف الحال وطبيعة المرحلة، يقودها الرجال المخلصون والشجعان من أبناء هذا البلد...".
ويتابع مبسطا رؤيته "للحرب البرية اليمنية الخالصة" أنه "يجب أن يقتصر دور دول التحالف فيها على الدعم العسكري واللوجستي فقط، إضافة إلى استخدام سلاح الطيران، كلما دعت الحاجة لذلك".
ودعوته لمواجهة الحوثيين على الأرض يرجعها إلى كون الحوثيين يملكون كهوفا ومغارات ممتلئة بالسلاح بأنواعه كافة، الثقيل والمتوسط والخفيف، والممتدة تحت الجبال الشاهقة في صعدة، وهو ما لا يمكن تدميره عبر سلاح الجو مطلقا".
"لا بديل عن الحوار"
يعتبر هشام الهاشمي الخبير العراقي في الشؤون الأمنية والإستراتيجية أن "قواعد الاشتباك في اليمن غير واضحة إذ لم يخسر الحوثيون والرئيس السابق علي عبد الله صالح كل البنى العسكرية التحتية، قد تحدد ربما في 25٪ ".
ويضيف بشأن الضربات أنها "تعرقل حركاتهم وتقدمهم فقط علما أن القوات والعشائر اليمنية الموالية للتحالف العربي ضعيفة لا تستطيع أن تحقق توازنا حتى بالدفع والصد إلى حد الآن".
وتابع موضحا، في تصريح لفرانس 24 دور الضربات الجوية للائتلاف العربي، أنه بالأساس "للعرقلة والاحتواء ولا يحسم المعارك إلا القوات البرية"، مشيرا إلى أن التدخل البري لقوات سعودية في اليمن سيوقعها في مأزق"، وشدد على تبني لغة الحوار لحلحلة الوضع.
يرى في نفس السياق أن إيران لا يمكن أن تقبل بهزيمة الحوثيين، لافتا إلى أن طهران سبق لها قبل إطلاق "عاصفة الحزم" أن نظمت رحلات جوية إلى صنعاء شملت مستشارين ومساعدات عسكرية مهمة.
بوعلام غبشي
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك