سوريا

سوريا: الأكراد يتصدون لتنظيم "الدولة الإسلامية" بدعم حاسم من الائتلاف الدولي

تدور معارك طاحنة في شمال سوريا بين تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة، والمقاتلين الأكراد الذين يسعون إلى التصدي للمتطرفين بدعم حاسم من الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، في حين تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتكثيف الحملة ضد الجهاديين.

علم وحدات حماية الشعب الكردية يرفرف فوق تل أبيض في 25 حزيران/ يونيو 2015
علم وحدات حماية الشعب الكردية يرفرف فوق تل أبيض في 25 حزيران/ يونيو 2015 أ ف ب
إعلان

تدور مواجهات ضارية في شمال سوريا بين تنظيم "الدولة الإسلامية" والمقاتلين الأكراد الذين يحظون بدعم فعال من الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، في حين تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتكثيف الحملة ضد الجهاديين ولو استغرقت وقتا.

للمزيد << أوباما يؤكد أن الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ستستغرق وقتا

 وشن تنظيم "الدولة الإسلامية" هجوما واسع النطاق الاثنين شمل عددا من القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرة الأكراد بين محافظتي الحسكة والرقة، تلتها معارك عنيفة بين الطرفين، فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل حوالى ثمانين عنصرا من التنظيم منذ فجر الأحد غالبيتهم بسبب عشرات الغارات التي نفذها الائتلاف الدولي.

وأكد أوباما الاثنين في مقر وزارة الدفاع الأمريكية، حيث أجرى تقييما مع القادة العسكريين للعمليات التي ينفذها الائتلاف منذ أيلول/ سبتمبر "نكثف جهودنا ضد قواعد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا"، مضيفا "ستواصل ضرباتنا الجوية استهداف منشآت النفط والغاز التي تمول الكثير من عملياتهم. نحن نستهدف قيادة تنظيم الدولة الإسلامية وبناها التحتية في سوريا، مركز ثقل التنظيم الذي يضخ الأموال والدعاية حول العالم".

لكنه حذر من أن هذه الضربات ستستغرق وقتا.

وتابع "لن يكون الأمر سريعا. إنها حملة طويلة الأمد"، مضيفا "في أماكن عدة في سوريا والعراق، التنظيم مستقر بين مدنيين أبرياء، وسيستغرق اقتلاعه وقتا. وكما في كل عمل عسكري، ستكون هناك مراحل من التقدم، لكن ستكون هناك انتكاسات أيضا".

ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن التحالف نفذ أكثر من خمسة آلاف غارة جوية في العراق وسوريا نجحت في القضاء على "آلاف المقاتلين بينهم قادة كبار في تنظيم الدولة الإسلامية".

غارات جوية لدعم تقدم القوات الكردية

ونفذ الائتلاف الدولي في الأيام الأخيرة غارات جوية غير مسبوقة على محافظة الرقة ملحقا أضرارا بالبنى التحتية والجسور التي يستخدمها تنظيم "الدولة الإسلامية".

وصرح وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر الاثنين أن هذه العمليات هدفت خصوصا إلى دعم تقدم القوات الكردية، مضيفا "إن نجاح الأكراد على الأرض" هو ما يبررها.

في الوقت نفسه، كان الأكراد يتصدون لهجوم واسع من تنظيم "الدولة الإسلامية" على خط ممتد من الريف الغربي لمحافظة الحسكة (شمال شرق) وصولا إلى مدينة عين عيسى في الريف الشمالي الغربي لمحافظة الرقة.

وقال الناشط الكردي مصطفى عبدي "غارات التحالف لها الدور الأهم والمحوري في المعارك".

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أن تنظيم "الدولة الإسلامية" تمكن من الاستيلاء على مناطق عدة خلال "هجومه المباغت" أمس، لكن وحدات حماية الشعب الكردية مدعومة بغارات الائتلاف استعادت السيطرة عليها بعد ساعات.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "طائرات التحالف لعبت دوراً فعالاً في عملية استعادة السيطرة على بلدة وعشر قرى" كان دخلها التنظيم.

وأضاف "الغارات لم تهدأ على مناطق عدة في الرقة منذ صباح أمس"، موضحا أن "المعارك العنيفة مستمرة اليوم على طول الخط الذي استهدفه الهجوم".

وفي حين يؤكد المرصد أن التنظيم سيطر على عين عيسى أمس، وأن المعارك تدور الثلاثاء عند أطرافها، يؤكد الأكراد أن أعدادا من الجهاديين تمكنوا أمس من دخول المدينة، لكن وحدات حماية الشعب مدعومة بمقاتلين من فصائل عربية تمكنت من طرد عدد كبير منهم.

وقال عبدي الثلاثاء "لا تزال هناك جيوب يتحصن فيها التنظيم جنوبا" وتعمل قوات "بركان الفرات" على القضاء عليها.

وأفاد المرصد السوري عن مقتل 78 عنصرا من تنظيم "الدولة الإسلامية" منذ فجر الأحد في شمال سوريا في المعارك والغارات الجوية.

وفي حلب (شمال)، تتواصل المعارك بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة على جبهتين غرب المدينة، اشتعلتا الأسبوع الماضي بعد هجمات بدأتها فصائل مقاتلة ضد قوات النظام.

قوات النظام تحاول استعادة مواقعها مدعومة بحزب الله اللبناني

وقال المرصد السوري الثلاثاء إن قوات النظام مدعومة بحزب الله اللبناني قامت اليوم بهجوم مضاد على مركز البحوث العلمية الذي استولى عليه تجمع فصائل باسم "غرفة عمليات فتح حلب" الجمعة، دون أن تنجح في استعادته.

وكان مركز البحوث العلمية بمثابة ثكنة عسكرية لقوات النظام، ومن شأن السيطرة عليه أن يزيل عائقا مهما أمام مقاتلي المعارضة في محاولة التقدم نحو الأحياء الغربية من حلب.

ومن أبرز الفصائل المقاتلة ضمن "غرفة عمليات فتح حلب" حركة نور الدين الزنكي ولواء الحرية ولواء صقور الجبل.

وانضم هذا التجمع خلال الساعات الماضية إلى "غرفة عمليات أنصار الشريعة" التي تقاتل منذ الخميس الماضي إلى شمال مركز البحوث العلمية ضد قوات النظام في محاولة للسيطرة على حي جمعية الزهراء حيث فرع المخابرات الجوية.

وأفاد المرصد بتجدد المعارك الليلة الماضية على هذا المحور بعد قتل 25 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في تفجير انتحاري نفذه مقاتل من جبهة النصرة قرب دار للأيتام في الحي تتمركز فيه قوات النظام.

وكانت غرفة عمليات أنصار الشريعة المؤلفة من جبهة النصرة وفصائل أخرى غالبيتها إسلامية، تمكنت من السيطرة على بعض المباني في الحي الأسبوع الماضي قبل أن تنسحب تحت وطأة القصف الجوي لقوات النظام.

ومن شأن سيطرة مقاتلي المعارضة على جمعية الزهراء أن يجنب الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرتهم قصفا مصدره فرع المخابرات الجوية ومحيطه، بالإضافة إلى تأمين الطريق الدولي الواصل بين حلب ومدينة غازي عنتاب التركية الذي تستخدمه فصائل المعارضة للتنقل والإمداد.

 

فرانس 24 / أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24