فرنسا

فنانون فرنسيون "يمدون اليد" للاجئين

بعد مظاهرات مساندة للمهاجرين، بدأت فرنسا تشهد إطلاق بعض المبادرات، لا سيما من طرف فنانين، سعيا للتخفيف من حدة أزمة الهجرة في أوروبا. ورغم هذا التحرك، يبقى الرأي العام في البلاد مناهضا عموما لاستقبال هؤلاء المهاجرين.

مظاهرة تضامن مع الاجئين في باريس، 5 أيلول/سبتمبر 2015
مظاهرة تضامن مع الاجئين في باريس، 5 أيلول/سبتمبر 2015 أ ف ب
إعلان

أمام تضاعف المبادرات لاستقبال اللاجئين السوريين في ألمانيا، وسط تنسيق محكم لمختلف عمليات المساعدة، بدأت فرنسا في التحرك من أجل مساعدتهم كذلك، حيث شهدت السبت مظاهرات شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص في باريس وفي مدن أخرى.

يد ممدودة: تبرعات الفنانين تضامنا مع المنكوبين

وقع عشرات الفنانين دعوة أطلقها الممثل الفكاهي "أليكس لوتس" بعنوان "يد ممدودة" نشرت الأحد في صحيفة "جورنال دو ديمانش". وجاء في نص الدعوة "لا أيلان على الشواطئ التركية بعد اليوم"، في إشارة إلى الطفل السوري أيلان كردي الذي هزت صورة جثته الصغيرة التي لفظتها المياه الرأي العام العالمي.

وتعهد الفنانون بالتبرع بالمال لجمعية تساعد اللاجئين. ويقول الموقعون "لأننا لا نريد، من موقعنا المرتاح، فقط لفت انتباه السلطات بل نريد التحرك فعلا. فلا نريد في أي حال من الأحوال إعطاء الدروس بل التعهد بأن يهدي كل واحد منا مداخيل عرض تضامن لصالح إحدى الجمعيات التي تنشط في بلدان يأتي منها اللاجئون أو في بلدان الاستقبال من أجل مساعدة اللاجئين". وشمل نص الدعوة قائمة ببعض المنظمات غير الحكومية التي تتكلف بمساعدة اللاجئين (يونيسف، أطباء بلا حدود، جمعية حقوق الإنسان، فرنسا أرض لجوء...).

واجب الذاكرة

ويتابع الموقعون ومنهم إيزابيل أدجاني وكارول بوكيه وماتيو شديد وغيوم كانيه وداني بون وفرقة "دافت بونك" "لا يمكن أن نبقى ساكنين في وضع اللامبالاة والصمت أمام مأساة هؤلاء الرجال والنساء والأطفال الذين يموتون بسبب غياب الاستقبال، فيذهبون ضحايا الوحشية والحرب السائدة في بلدانهم والانزواء على النفس السائد في بلداننا".

وأكدت الممثلة والمطربة لين رونو في نشرة أخبار قناة "تي أف 1" مساء الأحد "عندما اتصل بي آليكس لوتس ليطلب مني توقيع هذا النداء، ذكرتني فورا هذه المأساة بما عشته خلال الحرب العالمية الثانية. كنت طفلة وعشنا عذاب الهجرة. كنت برفقة عائلتي، ومشينا في طريق الهجرة تاركين وراءنا كل شيء. لم نحمل أي شيء، سوى الخوف وحقيبة صغيرة. كنا آلافا وآلافا على الطريق". وأكدت لين رونو أن مساعدة اللاجئين اليوم هو بمثابة "واجب للذاكرة".

وأطلق من جانبه المطرب والممثل مارك لافوان، والذي وقع أيضا نداء "جورنال دو ديمانش"، دعوة جديدة مماثلة الأحد على أثير إذاعة "إر تي أل". فقال لافوان "لست سوى فنانا، ودوري لا يتمثل في أن أملي على السياسيين ما يجب فعله. لكن على غرار أي إنسان، هز الظلم والوجع مشاعري. وهذه الدعوة هي إرادة أن لا أبقى ساكنا".

الرأي العام ضد "التقاليد الفرنسية" لاستقبال اللاجئين

على المستوى السياسي، أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الإثنين أن فرنسا ستستقبل 24 ألف لاجئ وفق خطة للاتحاد الأوروبي. وقرر وزير الداخلية برنار كازنوف عقد اجتماع في 12 سبتمبر/أيلول الجاري يضم رؤساء البلديات بهدف التنسيق بين مختلف المبادرات التي اقترحها العديد من النواب وخصوصا الاشتراكيون منهم. ووجه كازنوف رسالة لكل رؤساء البلديات في فرنسا مؤكدا أنه سيستجيب "للإرادة التي عبر عنها العشرات من بينكم لاستقبال اللاجئين الذين يفرون الحروب في بلدانهم معرضين حياتهم للخطر". وحيا وزير الداخلية هذه الإرادة التي "تتجذر في التقاليد الفرنسية"، حسب صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" التي نشرت مقاطع من الرسالة.

ورغم أن الآلاف خرجوا في مظاهرات السبت، لكن غالبية الفرنسيين (55 بالمئة) يناهضون تسهيل منح اللجوء للمهاجرين الوافدين على بلادهم، حسب سبر للآراء أجرته "أوداكسا" ونشر الأحد في صحيفة "لوباريزيان- أوجوردوي أون فرانس".

 

مها بن عبد العظيم

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24