فرنسا

هل فات قطار الانتخابات التمهيدية بالنسبة لفرانسوا هولاند؟

ازدادت التساؤلات حول مشاركة فرانسوا هولاند في الانتخابات التمهيدية التي سينظمهما حزب التحالف الشعبي الجميل (معسكر اليسار) في بداية السنة المقبلة، في وقت تشير استطلاعات للرأي إلى تراجع شعبيته إلى 4 بالمئة فقط لدى الفرنسيين، وهي أدنى نسبة يسجلها رئيس فرنسي منذ بداية الجمهورية الخامسة عام 1958.

الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند
الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أ ف ب
إعلان

بين استطلاع للرأي أجراه معهد "إيفوب" لصالح جريدة "لوموند" الفرنسية (بين 14 و19 تشرين الأول/أكتوبر الجاري) نشرته أمس الثلاثاء تراجع شعبية الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى 4 بالمئة، وهي أدنى نسبة يسجلها رئيس فرنسي منذ حوالي 60 سنة، أي منذ بداية الجمهورية الخامسة في 1958.

يأتي هذا التراجع الكبير قبل حوالي شهرين من موعد تنظيم الانتخابات التمهيدية لـ"التحالف الشعبي الجميل" الذي يضم الحزب الإشتراكي وأحزاب يسارية أخرى.

ويرى بعض المراقبين للسياسة الفرنسية أن الوضع الاقتصادي المتدهور ليس السبب الوحيد لانخفاض شعبية هولاند إلى هذه الدرجة، فالكتاب الذي صدر مؤخرا تحت عنوان "من المفترض أن لا يقول الرئيس هذا" زاد الطين بلة وساهم في تدهور صورته أكثر لدى الفرنسيين عامة وفي صفوف الحزب الإشتراكي على وجه الخصوص.

دعوة إلى عدم ترشح فرانسوا هولاند للانتخابات التمهيدية

هذا، وكلما اقترب موعد الانتخابات التمهيدية لدى "التحالف الشعبي الجميل"، كلما ازداد الضغط على فرانسوا هولاند المطالب بالكشف عما إذا كان سيشارك أم لا فيها.

وتشير كل استطلاعات الرأي التي أجريت حتى الآن إلى إقصاء هولاند في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بغض النظر عن المنافس الذي سيواجهه.

للمزيد، الرئيس الفرنسي يلقي خطابا مهما في مؤتمر حول "الديمقراطية في مواجهة الإرهاب"

هذا السيناريو جعل بعض النواب، لا سيما أولائك الذين ينتقدون سياسة الحكومة، يطالبون الرئيس الفرنسي بعدم الترشح لعهدة ثانية خوفا من أن يضعف أكثر من حظوظ "التحالف الشعبي الجميل" في هذه الانتخابات المقرر تنظيمها في 2017.

لكن فرانسوا هولاند لم يخرج عن صمته بعد، ولم يعط ولو معلومة صغيرة عن مصيره السياسي، تاركا هذه المسألة عالقة لدى كل المعلقين السياسيين.

هل مانويل فالس البديل؟

يذكر أن الرئيس الفرنسي ربط فكرة ترشحه لعهدة ثانية بتقليص نسبة البطالة، وهو هدف أصبح من الصعب أن يحققه رغم التراجع الطفيف في أعداد العاطلين عن العمل في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حسب إحصائيات وزارة العمل.

وللحيلولة دون وقوع الحزب الإشتراكي في مأزق سياسي، بدأت بعض الأصوات ترتفع وتطالب بتمثيله بشخصيات بديلة عن فرانسوا هولاند.

للمزيد، فرانسوا هولاند:" المرأة المحجبة هي ’ماريان‘ المستقبل في فرنسا"

في هذا الصدد، أكد جان كريستوف كومبدليس، السكرتير الأول للأمين العام للحزب الإشتراكي، في حوار مع إذاعة فرنسية يوم الإثنين الماضي أن مانويل فالس يمكن أن يشكل بديلا للرئيس الفرنسي، في حال رفض هذا الأخير أن يترشح للانتخابات التمهيدية.

أسماء أخرى ظهرت في الصحافة الفرنسية الأسبوع الماضي على غرار سيغولين روايال وزيرة البيئة في حكومة فالس، ومارتين أوبري رئيسة بلدية "ليل" الشمالية.

القطار فات هولاند

وفي خطوة لتوحيد الصف الإشتراكي، دعا مانويل فالس كل المرشحين للانتخابات التمهيدية والشخصيات البارزة في الحزب إلى نبذ الخلافات الفردية والوقوف كسد منيع أمام اليمين الجمهوري واليمين المتطرف، اللذان يريدان تدمير الاقتصاد الفرنسي عبر إصلاحات عنيفة ستصدم جميع الفرنسيين، حسب فالس.

وذكر فالس على سبيل المثال إلغاء أكثر من 300 ألف وظيفة في القطاع العام وتقليص المساعدات الاجتماعية التي تقدمها الدولة للفرنسيين البسطاء إضافة إلى تقليص النفقات العامة.

للمزيد: أسبوع أسود للرئيس فرانسوا هولاند نتيجة سلسلة فضائح سياسية وأخلاقية

من جهته، يسعى فرانسوا هولاند إلى اغتنام بعض الفرص المتبقية له كالخطاب الذي سيلقيه اليوم بمناسبة الذكرى المئوية للرئيس المتوفي فرانسوا ميتران، ولقاءه مع نقابات الشرطة، وبعض المواعيد السياسية الأخرى، لتلميع صورته من جديد ومحاولة إقناع الفرنسيين بأنه كان رئيسا جيدا بالنسبة لهم. لكن المراقبين السياسيين يعتقدون أن القطار قد فات هذا الرئيس الذي خيب أمال ملايين المواطنين.

 

طاهر هاني

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24