"مسلمو فرنسا" يؤكدون على ثقل وأهمية أصواتهم في الانتخابات الرئاسية
أكد اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، والذي سيتحول اسمه رسميا إلى "مسلمو فرنسا" اعتبارا من أيار/مايو المقبل، على ثقل وأهمية أصوات المسلمين في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري دورتها الأولى في 23 نيسان/أبريل. وأعرب رئيس الاتحاد عمار لصفر لفرانس24 عن استيائه من موقف بعض المرشحين من الإسلام والمسلمين الفرنسيين.
نشرت في:
نحن فرنسيون ومسلمون، نحن مواطنون يشددون على احترام قوانين الجمهورية وعلى أهمية أصواتهم في الانتخابات الرئاسية". هذا ما أكده رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، عمار لصفر، لفرانس24 مساء الخميس خلال لقاء جمعه بوسائل الإعلام في باريس.
وأكد لصفر (57 عاما) أن الاتحاد سيغير اسمه إلى "مسلمو فرنسا" خلال جمعية عامة ستعقد في 13 أيار/مايو المقبل، أي نحو أسبوع بعد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية. وأشار إلى أن تغيير التسمية يدخل في سياق إصلاحات عامة عكفت عليها لجنة خاصة منذ 2013 وتطال فلسفة ومؤسسات هذه المنظمة التي اتهمها كثيرون، في فرنسا وغيرها، بأنها منبثقة من حركة "الإخوان المسلمون".
"ليس لدينا أي علاقة مع حركة ‘الإخوان المسلمون‘"
ولكن عمار لصفر، والذي كان محاطا بنائب الرئيس مخلوف ماميش والأمين العام عكاشة بن أحمد دو، نفى الاتهام، قائلا إن الاتحاد لا علاقة له "عضوية كانت أم إدارية" مع "الإخوان". وأوضح بأنه قد أجاب بذلك لمرشح اليمين إلى السباق الرئاسي فرانسوا فيون، الذي صرح في وقت سابق أنه في حال انتخباه رئيسا سيطلب من "مسلمو فرنسا" تحديد موقفهم من "الإخوان المسلمون".
وأضاف قائلا إن مرشحة اليمين المتطرف ورئيسة حزب "الجبهة الوطنية" مارين لوبان هي وحدها من تريد حل المنظمة التي يرأسها، مشددا على أن (لوبان) لن تنال أبدا شرف الفوز بالرئاسة.
وفي سياق حديثه عن السباق إلى الإليزيه، استاء عمار لصفر لعدم اكتراث المرشحين بالجالية المسلمة التي تعيش في فرنسا، بمشاكلها وتطلعاتها. وقال: "نحن مستاؤون من مواقفهم، فهم لا يفهمون شيئا من الإسلام والمسلمين وليسوا على مستوى من يسعى لتقلد منصب رئيس الجمهورية". ومحذرا في الوقت ذاته من أهمية وثقل أصوات المسلمين الذين يفوق عددهم 8 ملايين في فرنسا، مذكرا بأن التصويت الإسلامي ليس غريبا عن خسارة [الرئيس اليميني السابق] نيكولا ساركوزي في 2012 أمام الاشتراكي فرانسوا هولاند.
المرشحون للرئاسة الفرنسية رفضوا لقاء عمار لصفر
دعا مسؤولو اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا مسلمي بلادهم إلى الاهتمام أكثر بالانتخابات الرئاسية والتعاطي معها "كمواطنين أولا وقبل كل شيء"، وقالوا إن مواضيع مثل التربية والأسرة، إضافة للاقتصاد، تأتي في صدارة أولوياتهم.
وكشف عمار لصفر لفرانس24 بأنه طلب من جميع المرشحين لقاء من أجل إيفادهم بإيضاحات حول برنامج وأهداف المنظمة، إلى أنه لم يتلق ردا من أي أحد. وتساءل ساخرا: "هل نسيتم (أيها المرشحون) أن المسلمين مواطنين وناخبين؟ هل نسيتم خسارة ساركوزي، الذي تهجم على الإسلام والمسلمين، في انتخابات 2012".
ما السر وراء تغيير التسمية؟
وكان هذ اللقاء مع الصحافة فرصة لمسؤولي اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا للحديث عن التجمع السنوي الذي سيقام في ضاحية لوبورجيه الباريسية من 14 لغاية 17 نيسان/أبريل المقبل. فأكدوا على أهمية التجمع، الذي حضره في 2016 نحو 170 ألف شخص بحسب إحصاءات المنظمة.
للمزيد: الملتقى 29 لمسلمي فرنسا ينطلق وسط حملة اعتقالات في الأوساط الإسلامية
وقال عمار لصفر في رد على سؤال حول الصعوبات التي تواجهها منظمته في استقطاب الشباب، إن الغالبية الساحقة من زائري التجمع السنوي هم من الشباب. وأضاف رئيس مسجد ليل (شمال فرنسا) إن 90 بالمئة ضمن الألف وخمسة مئة شخص الذين يؤدون صلاة الجمعة أسبوعيا في مسجده هم من الشباب.
وكان الحديث أيضا عن دوافع تغيير التسمية. فكان رد لصفر سريعا: "نحن نريد التكيف مع واقع فرنسا الحالي ومع تحديات المسلمين الجديدة وتطلعاتهم، فلم نعد في ثمانينيات القرن الماضي [عندما تأسست المنظمة] ولم يعد المسلمون من المهاجرين القدامى، ولكن الحال تبدل والذهنيات أيضا". وتابع: "فكان لزاما أن نغير التسمية بما يتناسب مع الوضع الراهن، وكان لزاما أن نركز على المسلمين أنفسهم أكثر من المنظمات، لذلك اخترنا تسمية مسلمو فرنسا. فنحن من أسسنا ما يسمى اليوم إسلام فرنسا".
"لا نمثل لا المغرب ولا الجزائر ولا تركيا... بل فرنسا"
وشدد لصفر من جهة أخرى على أن المنظمة التي يرأسها لا تمثل أي بلد غير فرنسا، فلا تمثل لا المغرب ولا الجزائر ولا تونس ولا تركيا!. وقال إن الناس مخطئون عندما يربطون اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا بالبلدان الأصلية للمسلمين المنضوين تحت لوائه.
واعتبر بأن "ارتباط المنظمة بالحداثة والعصرنة والتجدد" كان دافعا قويا لتغيير التسمية، مقرا بأن الاتحاد "حريص على ضمان التوازن في المراكز والمؤسسات القيادية، فهناك حساسيات مختلفة وأصول متباينة على أساس التكامل والتجانس وتظافر الجهود".
وقال أيضا إن التمويل الأجنبي في ما يسمى إسلام فرنسا لا يمثل سوى 15 بالمئة، فيما الـ 85 بالمئة الباقية هي من تبرعات المسلمين أنفسهم.
والفائز هو...
وعندما سألنا عمار لصفر هل يدعم مرشحا ما في انتخابات الرئاسة الفرنسية، ومن يرشحه أصلا للفوز بخلافة فرانسوا هولاند، رد قائلا: "نحن لسنا حزبا سياسيا وليس لدينا مشروع سياسي.. نحن مواطنون، نحن فرنسيون نحن مسلمون".
علاوة مزياني
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك