بريطانيا

اعتداء لندن يلقي بظلاله على اليوم الأخير من الحملة الانتخابية البريطانية

سلط هجوما مانشستر ولندن الضوء على مسألة الأمن في الحملة الانتخابية البريطانية التي دخلت الأربعاء يومها الأخير. وتشير الاستطلاعات إلى تقدم حزب المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ولكن شعبيتها قد تراجعت بشكل ملحوظ خلال الحملة مع ازدياد واضح في شعبية المعارضة العمالية.

رئسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي
رئسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أ ف ب
إعلان

دخلت حملة الدعاية الانتخابية في بريطانيا يومها الأخير قبل الانتخابات البرلمانية التي ستحدد مسار خروجها من الاتحاد الأوروبي رغم أن هجومين شنهما متشددون خلال أسبوعين ألقيا بظلالهما على الانتخابات.

وقبل سبعة أسابيع أعلنت رئيسة الوزراء تيريزا ماي على نحو مفاجئ إجراء الانتخابات في الثامن من حزيران/يونيو بهدف زيادة كتلتها البرلمانية قبل بدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ولكسب مزيد من الوقت للتعامل مع أثر قرار الانفصال.

لكن الحملة الانتخابية شهدت عددا من الانعطافات غير المتوقعة من بينها أكبر هجوم دموي في بريطانيا منذ عام 2005، والتراجع الحاد لشعبية ماي وفق نتائج استطلاعات الرأي التي كانت تتفوق فيها بأكثر من 20 نقطة مئوية.

صيحات استهجان

واستقبلت صيحات الاستهجان ماي أثناء زيارتها أكبر سوق للحوم في لندن في ساعات النهار الأولى من اليوم.

وكانت ماي تزور سميثفيلد ماركت للحوم في وسط لندن برفقة زوجها فيليب عندما بدأ عدد من القصابين بإطلاق صيحات الاستهجان والتهكم ويصيحون "صوتوا للعمال".

واستمرت ماي بالابتسام بينما كانت تصافح قصابين آخرين كانوا يرتدون الأبيض ويقفون عند واحدة من منصات البيع الكثيرة في السوق.

وسلط هجوما مانشستر ولندن من جانب متشددين إسلاميين الضوء على مسألة الأمن في الوقت الذي اضطرت فيه ماي للتراجع عن تعهد مرتبط بسياسة الرعاية الاجتماعية في خطوة قال خبراء إنها لم يسبق لها مثيل في تاريخ الحملات الانتخابية البريطانية.

وقالت ماي "امنحوني دعمكم في مراكز الاقتراع غدا حتى أخوض معركة بريطانيا في بروكسل... إذا سارت المفاوضات على نحو خاطئ ستكون العواقب وخيمة".

وقالت ماي مرارا إنها الوحيدة القادرة على إبرام صفقة ناجحة لبريطانيا، وإن خصومها سيلحقون أضرارا كبيرة باقتصاد البلاد الذي تبلغ قيمته 2,5 تريليون دولار خلال المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.

وتتوقع مؤسسات استطلاع الرأي فوز ماي بغالبية الأصوات.

لكن إذا لم تستطع ماي تأمين الاثني عشر مقعدا التي فاز بها سلفها ديفيد كاميرون عام 2015 ستكون قد خسرت مقامرتها الانتخابية وستضعف سلطتها سواء داخل حزب المحافظين أو خلال المحادثات مع باقي زعماء الاتحاد الأوروبي.

وعندما أذهلت ماي خصومها السياسيين وأسواق المال بدعوتها لانتخابات مبكرة أظهرت نتائج استطلاعات الرأي أنها ربما تحقق فوزا كاسحا يشبه ذلك الذي حصلت عليه مارغريت تاتشر عام 1983 بأغلبية بلغت 144 مقعدا.

لكن نتائج استطلاعات الرأي أظهرت تقلص شعبيتها على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية. وأظهرت أحدث الاستطلاعات أن حزبها متقدم بما يتراوح بين نقطة واحدة و12 نقطة مئوية. وأشار أحد التقديرات إلى فوزها بغالبية 64 مقعدا.

ومن المقرر إعلان نتائج خمسة استطلاعات رأي على الأقل قبل فتح مراكز الاقتراع للتصويت في السادسة من صباح غد الخميس بتوقيت غرينتش.

وقاد جيريمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض حملة قوية.

ظلال الهجمات

وألقى الهجوم الذي نفذه ثلاثة متشددين إسلاميين يوم السبت بظلاله على آخر أسابيع الحملة الانتخابية. وقاد المهاجمون شاحنة صغيرة بسرعة ودهسوا مارة على جسر لندن ثم توجهوا إلى حانات ومطاعم قريبة فذبحوا وطعنوا مرتاديها في حادث أوقع سبعة قتلى وعشرات المصابين.

وهاجم كوربن المحافظين بشدة على خلفية مسألة الأمن منتقدا قرارا أخذته ماي عندما كانت وزيرة للداخلية بخفض عدد أفراد الشرطة. وردت ماي بالتعهد بشن حملة على التطرف الإسلامي والعمل على تعزيز سلطات الشرطة.

وقالت ماي في مقابلة مع صحيفة صن التي تدعم المحافظين "إذا كانت قوانين حقوق الإنسان تعرقل تحقيق ذلك فسوف نغير تلك القوانين".

وكان اثنان من منفذي هجوم جسر لندن معروفين للسلطات قبل تنفيذ الهجوم.

كما تعرضت ماي لهجوم من خصومها الذين قالوا إنها ستقوض حقوق المواطنين لتحقيق مكاسب سياسية.

 

فرانس24/ رويترز
 

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24