الشرطة المصرية تحقق في دوافع مرتكب حادث الغردقة وحالة الجرحى مستقرة

إعلان

الغردقة (مصر) (أ ف ب) - تواصل الشرطة المصرية السبت تحقيقاتها مع المتهم بقتل سيدتين ألمانيتين طعنا بالسكين واصابة اربع اخريات حالتهن مستقرة في منتجع على البحر الاحمر، في اعتداء قد يزيد من معاناة قطاع السياحة في مصر.

وقالت نيابة أمن الدولة العليا في بيان السبت إن "الحادث لم تتضح طبيعته أو دوافعه حتى الآن".

وتابعت أن " الشخص مرتكب الحادث، موضع فحص وتحر للوقوف على هويته وانتماءاته، ولم يثبت للنيابة حتى الآن أي توصيف لهذا العمل الذي أقدم الجاني على ارتكابه، سواء أكان عملا فرديا أو حادثا جنائيا أو عملا إرهابيا أو غير ذلك".

لكن مصادر قضائية أفادت وكالة فرانس برس أنه تبين أثناء استجواب المتهم، الذي تم نقله للتحقيق معه في القاهرة، اعتناقه للفكر الجهادي، على الرغم من عدم اعلان تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن الاعتداء.

وتابعت المصادر نفسها أن المتهم يبلغ ال28 من العمر وهو من محافظة كفر الشيخ احدى محافظات دلتا النيل شمال القاهرة.

وأكدت وزارة الخارجية الالمانية السبت ان الامرأتين اللتين قتلتا في هجوم بالسكين في منتجع سياحي في مدينة الغردقة (قرابة 400 كلم جنوب شرق القاهرة) على البحر الاحمر المانيتان.

وقالت متحدثة باسم الوزارة في بيان "نؤكد بأسف شديد أن سائحتين المانيتين قتلتا في هجوم الغردقة".

وأكد بيان لمجلس الوزراء المصري الجمعة نقلا عن محافظ البحر الأحمر أن مدينة الغردقة شهدت حادث اعتداء "أدى إلى وفاة شخصين من الأجانب المقيمين بالمدينة". ولم يحدد البيان جنسيات الأجانب المعتدى عليهم.

وقال مسؤول طبي بمحافظة البحر الاحمر لفرانس برس الجمعة إن هناك أربع حالات اصابة ايضا نتجت عن الحادث جميعها لسيدات بينهن حالتان من أرمينيا وحالة من جمهورية تشيكيا وأخرى من روسيا.

وأشار المسؤول إلى أن الجرحى "حالتهن مستقرة وتم نقلهن إلى القاهرة لاستكمال العلاج".

وشهدت شوارع الغردقة السبت تواجدا امنيا مكثفا خصوصا امام الفنادق.

وقال رفيق رشدي مالك احد المحال التجارية بفندق قريب من مكان وقوع الحادث "لقد كنت اجلس في محلي عندما سمعت الناس يصرخون، فركضنا الى خارج الفندق وسمعنا ان شخصا قدم سباحةً الى الفندق المجاور وقام بمهاجمة الأجانب".

وتابع رشدي "وبعد أن قتل امرأتين، ركض تجاه فندقنا وهو يصيح أنه لا يستهدف المصريين، فيما كان بعض المصريين يحاولون توقيفه".

- جريمة خسيسة -

وأزاحت برلين بإعلانها عن جنسية الضحيتين الغموض الذي كان يحيط بالأمر إذ نقل موقع صحيفة الاهرام المملوكة للدولة عن مصدر امني الجمعة ان اوكرانيتين اثنتين قتلتا في الاعتداء، الأمر الذي نفاه سفير أوكرانيا في القاهرة في تصريحات للقناة الفضائية الأوكرانية الخاصة "112".

وأعرب وزير الخارجية الالماني سيغمار غبريال عن غضبه بسبب هذه "الجريمة الخسيسة"، مقدما تعازيه الى أهالي الضحايا.

واعتداء الغردقة هذا ليس الاول من نوعه الذي يقع في هذه المدينة السياحية الشهيرة.

ففي كانون الثاني/يناير 2016 اصيب ثلاثة سياح اوروبيين بجروح في هجوم بالسكين وقع في منتجع سياحي في المدينة قام به شخصان تبين انهما يتعاطفان مع تنظيم الدولة الاسلامية.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن اعتداء الجمعة حتى الآن.

وتستقبل الغردقة على ساحل البحر الاحمر آلاف السياح خصوصا من الالمان والاوكرانيين، كما يعيش فيها عدد كبير من الأجانب بشكل دائم خاصة من روسيا وأوكرانيا.

ويعاني قطاع السياحة في مصر من انخفاض أعداد السياح في السنوات الأخيرة خصوصا بعد اعتداء تبناه تنظيم الدولة الاسلامية استهدف طائرة روسية في تشرين الاول/اكتوبر 2015 بعيد اقلاعها من شرم الشيخ ما ادى الى مقتل 224 شخصا.

-استهداف الشرطة والاقباط-

ومنذ الإطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في تموز/يوليو 2013، تشهد مصر وخصوصا محافظة شمال سيناء سلسلة هجمات يتبناها الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية ضد قوات الجيش والشرطة والمسيحيين والسياح.

وفي محافظة الجيزة، قتل خمسة شرطيين مصريين صباح الجمعة في اطلاق نار استهدف احدى سيارات الأمن في منطقة البدرشين. ولم تحدد هوية مطلقي النار.

وفيما تستهدف مجموعات اسلامية متطرفة أصغر مثل "حسم" في أغلب الأحيان رجال شرطة ومسؤولين حكوميين، نفذ تنظيم الدولة الإسلامية اعتداءات على سياح أجانب وأفراد الأقلية المسيحية القبطية.

وقتل عشرات المسيحيين في تفجيرات وعمليات إطلاق نار استهدفت كنائس منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي وتبناها تنظيم الدولة الإسلامية.

وتوعد الجهاديون بشن مزيد من الهجمات ضد الاقباط الذين يشكلون زهاء 10% من حجم سكان مصر البالغ 92 مليون نسمة.

وأعلنت كنائس مصرية الخميس تعليق بعض انشطتها مثل المؤتمرات والرحلات الدينية لمدة ثلاثة أسابيع جراء مخاوف أمنية.