إيران: قائد الحرس الثوري يعلن "انتهاء العصيان" بعد حوالي أسبوع من الاحتجاجات
أكد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري الأربعاء "انتهاء العصيان"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها إيران في الأيام الأخيرة. وأكد جعفري في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني للحرس الثوري أن "عدد مثيري الاضطرابات بلغ 15 ألف شخص في كل أنحاء البلاد".
نشرت في: آخر تحديث:
قال قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري الأربعاء إنه يستطيع إعلان "انتهاء العصيان"، في إشارة إلى الاحتجاجات ضد السلطة والصعوبات الاقتصادية التي تشهدها إيران منذ نحو أسبوع.
وجاء في تصريحات لجعفري، نشرها الموقع الإلكتروني للحرس الثوري "في حركة العصيان هذه، لم يتجاوز عدد الذين تجمعوا في مكان واحد 1500 شخص، ولم يتجاوز عدد مثيري الاضطرابات 15 ألف شخص في كل أنحاء البلاد".
وشهدت مدن إيرانية عدة الأربعاء تظاهرات شارك فيها عشرات الآلاف عبروا عن دعمهم للنظام، ودانوا "الاضطرابات".
للمزيد: عشرات الآلاف يتظاهرون في عدد من المدن الإيرانية دعما للنظام بعد مظاهرات احتجاجية
وكانت طهران قد شهدت ليلة هادئة. وأظهرت أشرطة مصورة لا يمكن التحقق من صحتها تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حصول تجمعات صغيرة ومتفرقة في بعض المناطق في المحافظات.
وأجمعت الطبقة السياسية، من محافظين وإصلاحيين، على رفض الاضطرابات التي انطلقت من مشهد، ثاني أكبر مدن البلاد، في 28 كانون الأول/ديسمبر، من حركة احتجاج على الوضع الاقتصادي وسياسات الحكومة. واتهمت الحكومة "معادين للثورة" مقيمين في الخارج بالوقوف وراءها.
ورفع المتظاهرون المؤيدون للحكومة الأربعاء لافتات تدين "مثيري الشغب"، ورددوا هتافات مؤيدة لمرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، وأخرى من بينها "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" و"الموت للمنافقين"، في إشارة إلى حركة مجاهدي خلق التي تتهمها السلطات الإيرانية بتأجيج أعمال العنف.
وبث التلفزيون الحكومي لقطات مباشرة لمسيرات خصوصا في الأحواز (جنوب غرب) وأراك (وسط) وإيلام (غرب) وكرمنشاه (غرب) وغرغان (غرب).
وهتف بعض المتظاهرين "بالدم، بالروح، نفديك مرشدنا"، ورفع كثيرون الأعلام الإيرانية.
اتهام الولايات المتحدة و"مجاهدي خلق"
وأكد قائد الحرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري أنه يستطيع إعلان "انتهاء الفتنة".
وتابع أن "عددا كبيرا من مثيري الاضطرابات في وسط الفتنة، ممن تلقوا تدريبا من أعداء للثورة... تم اعتقالهم وستتخذ بحقهم تدابير صارمة"، مشيرا إلى أن "أعداء الثورة تدخلوا بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي".
وقال إن آلافا من هؤلاء يقيمون في الخارج وتدربوا على أيدي الولايات المتحدة، فيما "أنصار عودة حكم الشاه" في الداخل ومؤيدو منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة متورطون أيضا.
وأعلنت السلطات توقيف عدد من "مثيري" الاضطرابات في مناطق مختلفة. وتفيد أرقام نشرتها السلطات أن 450 شخصا أوقفوا في طهران منذ مساء السبت 30 كانون الأول/ديسمبر 2017، ومئات آخرين في المحافظات الأخرى.
وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد اتهم "أقلية صغيرة" بإثارة الاضطرابات.
وذكر التلفزيون الإيراني أن روحاني طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتخاذ اجراءات ضد أنشطة "مجموعة إرهابية" إيرانية موجودة في فرنسا، وضالعة في رأيه في التظاهرات الأخيرة، في إشارة واضحة إلى مجموعة "مجاهدي خلق".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأربعاء عن الأسف لخسارة أرواح في إيران، ودعا في بيان إلى "تجنب المزيد من أعمال العنف".
ونقلت الرئاسة التركية عن روحاني قوله خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان إنه يأمل بأن تنتهي التظاهرات التي تهز إيران منذ الأسبوع الماضي "خلال أيام".
وقال بيان الرئاسة التركية إن أردوغان أكد من جهته ضرورة حماية "السلم والاستقرار" في المجتمع الإيراني، مشيرا إلى أنه يشاطر نظيره الإيراني رأيه بأن الحق في التظاهر يجب ألا يؤدي إلى "انتهاكات القانون".
"اجتماعات طارئة"
ومنذ انطلاق الاحتجاجات، لم يتوقف دونالد ترامب عن إعلان تأييده للمتظاهرين، وانتقاد السلطات، وصولا إلى وصف النظام بـ"الوحشي والفاسد". وتعمل واشنطن على استغلال التطورات لزيادة الضغط على الجمهورية الإسلامية.
وطلبت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هايلي الثلاثاء عقد "اجتماعات طارئة لمجلس الأمن في نيويورك ومجلس حقوق الإنسان في جنيف" لبحث التطورات في إيران و"الحرية" التي يطالب بها الشعب الإيراني.
وقالت هايلي "علينا ألا نبقى صامتين. الشعب الإيراني يطالب بحريته"، من دون أن تحدد مواعيد لهذه الاجتماعات.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز الثلاثاء إن النظام الإيراني "يصرف ثروات بلاده على الأنشطة والإرهاب في الخارج، بدلا من تأمين الرخاء في الداخل".
وأضافت أن "أسعار السلع الأساسية والنفط ترتفع، فيما الحرس الثوري يصرف ثروات البلاد على المجموعات المقاتلة الأجنبية ويجمع ثروة على الطريق".
ضغوطات اجتماعية
وفي شوارع طهران، عبر عدد من المواطنين عن تفهمهم للأسباب الاقتصادية والاجتماعية الكامنة وراء الاحتجاجات غير المسبوقة منذ 2009، في وقت ترتفع نسبة البطالة بين الشباب إلى 40 بالمئة، لكنهم شجبوا بقوة أعمال العنف.
وقالت سكينة عيدي وهي صيدلانية في السابعة والثلاثين إن "الشريحة الأكثر فقرا تعاني من ضغط كبير، لكنني لا أعتقد أن الذين نهبوا وأحرقوا ممتلكات عامة (...) يعرفون أن انعدام الأمن في البلاد لا يصبّ في مصلحة أحد".
وقالت ثريّا سعدات (54 عاما) إنها لا توافق على مقولة إن هناك جهات أجنبية وراء الاضطرابات، مضيفة "الناس وصلوا إلى نقطة لم يعودوا قادرين فيها على تحمّل ضغط السلطات، فخرجوا إلى الشارع".
وأعلن وزير الاتصالات الإيراني الأربعاء أن بلاده لن ترفع الحجب الذي فرضته على تطبيق "تلغرام" للرسائل النصية إثر الاحتجاجات، إلا إذا تمت إزالة المحتوى "الإرهابي" منه.
وقال محمد جواد آذري جهرمي للتلفزيون الرسمي الإيراني إن "أجهزة السلطة ترحب بالنقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي (...) لكن في المناخ الحالي وتحديدا على +تلغرام+ هناك دعاية من أجل العنف والأعمال الإرهابية".
وبات التطبيق بالنسبة لكثيرين مصدرا رئيسيا للأخبار ووسيلة للالتفاف على البيئة الإعلامية المقيدة بشكل كبير في إيران.
فرانس24/أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك