أولمبياد 2018: تبدد الغيوم فوق بيونغ تشانغ بعد قرار مشاركة الشمال

إعلان

سيول (أ ف ب) - يدخل منظمو دورة الألعاب الشتوية 2018 المقررة في بيونغ تشانغ الكورية الجنوبية، المرحلة الأخيرة من تحضيراتهم لهذا الحدث وسط أجواء أكثر ايجابية مما كان عليه الوضع قبل أسابيع قليلة، وذلك بعد قرار الجارة الشمالية المشاركة في الألعاب.

وأراح قرار الشمال الجار الجنوبي، وبدد مخاوف سادت خلال معظم فترة التحضير، لاسيما لجهة أمن الألعاب وتأثيره على مبيعات التذاكر.

وقبل شهر على انطلاق الألعاب المقررة بين التاسع من شباط/فبراير و25 منه، تبدو الأجواء أكثر إشراقا وأقرب الى الارتقاء لمستوى تسمية "أولمبياد السلام" التي أطلقت على الألعاب، بعدما كان الموعد الأولمبي المرتقب قد تأثر سلبا بقرار اللجنة الأولمبية الدولية منع الرياضيين الروس من المشاركة على خلفية فضائح التنشط الممنهج التي طالت بلادهم، لاسيما خلال النسخة الأولمبية السابقة في سوتشي 2014.

ووافقت كوريا الشمالية التي قاطعت دورة الالعاب الصيفية في سيول عام 1988، هذا الأسبوع على حضور أول أولمبياد لها في الجار الجنوبي، بعد محادثات أدت الى نزع فيتل التوتر في شبه الجزيرة الكورية، الناجم عن برنامجها النووي واختباراتها الصاروخية.

وكانت فرنسا وألمانيا والنمسا قد أعربت عن مخاوفها من المشاركة في بيونغ تشانغ بسبب العلاقة المتوترة مع كوريا الشمالية، لاسيما وان المواقع المضيفة للألعاب تبعد نحو 80 كلم فقط من حدود البلدين.

ويقول بارك سونغ-باي، الخبير في صناعة الرياضة في جامعة هانيانغ الكورية الجنوبية لوكالة فرانس برس أن "المخاوف الأمنية بشأن التهديدات النووية للشمال خلال اولمبياد بيونغ تشانغ تبخرت تماما. لا أحد يعتقد أن الشمال يمكن ان يلقي قنابل نووية فوق رؤوس رياضييه".

ويعقد مسؤولون من الكوريتين اجتماعا في مقر اللجنة الأولمبية الدولية في 20 كانون الثاني/يناير الحالي، للبحث في تفاصيل مشاركة الشمال في الأولمبياد بحسب ما أعلنت اللجنة الدولية الأربعاء.

وقالت اللجنة، ومقرها مدينة لوزان السويسرية، "يشارك في الاجتماع وفد من اللجنة المنظمة لبيونغ تشانغ 2018، ووفدان من اللجنتين الأولمبيتين الكورية الجنوبية والكورية الشمالية برئاسة رئيس اللجنتين، اضافة الى مسؤولين حكوميين من مستوى عال وأعضاء اللجنة الاولمبية الدولية من البلدين".

واضافت "يتعين على الاجتماع ان يتخذ سلسلة من القرارات المهمة بينها عدد وأسماء الرياضيين والمسؤولين من اللجنة الاولمبية الكورية الشمالية، وذلك لأن كل مهل التسجيل قد انتهت. يتعين على اللجنة الاولمبية اتخاذ القرار بشأن صيغة هذه المشاركة لاسيما الاسئلة المتعلقة بالبروتوكول الرسمي (العلم، النشيد، المراسم، اللباس، الخ...)".

- "جيش الجميلات" حاضر -

ومن المتوقع ان يصل عديد الوفد الكوري الشمالي في الأولمبياد الى مئات الأشخاص، على رغم أن ريوم تاي-أوك وكيم جو-سيك (التزحلق الفني على الجليد) هما الرياضيان الوحيدان اللذان تأهلا للتنافس - لكنهما تأخرا عن الموعد النهائي لتسجيل اسميهما في الألعاب.

وأعلنت الأولمبية الدولية هذا الأسبوع انها ستمدد مهلة تسجيل الرياضيين الشماليين، كما ستنظر في تقديم بطاقات دعوة لهم. ويعتقد أن متزلجي اختراق الضاحية ومتزلجي السرعة سيستفيدون من هذا الإجراء.

ووفقا للتقارير، قد يقيم وفد كوريا الشمالية الذي سيضم فريق المشجعات "جيش الجميلات"، على متن سفينة سياحية قبالة مدينة سوكشو.

وتحدث رئيس اللجنة المنظمة لي هي-بيوم عن مشاركة كوريا الشمالية بحسب ما نقلت عنه وكالة "يونهاب"، قائلا "كان هناك الكثير من التكهنات حول ما إذا كانت كوريا الشمالية ستشارك أم لا، لكن الآن وبعد التأكيد، سيكون علينا أن نكون مستعدين أكثر من ذلك بكثير".

وأشار الى ان "إقامة الرياضيين والمسؤولين الآخرين أصبحت جاهزة تماما. وبما ان فرق التشجيع ستأتي ايضا، فنحن مضطرون الى القيام باستعداداتنا وفقا لذلك".

وشكلت مشاركة كوريا الشمالية نبأ سارا لبيونغ تشانغ، لاسيما بعد القرار بحق الرياضيين الروس. وستتيح اللجنة الأولمبية الدولية مشاركة الرياضيين الذين ثبتت "نظافتهم" من المنشطات، وفقط تحت راية محايدة.

وكشف رئيس اللجنة الأولمبية الروسية الكسندر جوكوف كشف أن قرابة 200 رياضي روسي سيتواجدون في بيونغ تشانغ.

كما يغيب عن بيونغ تشانغ نجوم الهوكي على الجليد، بعدما قررت رابطة الدوري الوطني الأميركي عدم المشاركة نتيجة رفض اللجنة الاولمبية الدولية دفع تكاليف مثل السفر والتأمين.

ووفقا للمنظمين، تم بيع حوالى 703 آلاف تذكرة لحضور الألعاب حتى الآن، أي قرابة 60 بالمئة من 1,18 مليون تذكرة طرحت للبيع. وغالبا ما تابع نصف تذاكر الأولمبياد في الشهرين الاخيرين قبل الحدث.

وتقام الألعاب في زاوية نائية من كوريا الجنوبية، بعيدا عن أسواق الرياضات الشتوية التقليدية في أوروبا وأميركا الشمالية.

الا ان سكوت سنايدر، المحلل في "مجلس العلاقات الخارجية" في الولايات المتحدة، يرى أن مشاركة كوريا الشمالية "ستكون اشارة مطمئنة جدا للرياضيين والمسؤولين والمتفرجين الذين كانوا على الأرجح مترددين في القدوم الى كوريا الجنوبية بسبب ارتفاع حدة التوتر بين الكوريتين".