سوريا: مقتل عشرات المدنيين في غارات لقوات النظام على منطقة الغوطة
قتل 29 مدنيا على الأقل الاثنين، في غارات عنيفة لقوات النظام استهدفت مدنا وبلدات عديدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق. على جبهة أخرى في سوريا، لا تزال مناطق مختلفة في محافظة إدلب تتعرض لقصف جوي خلف الأحد مقتل 16 مدنيا وسجلت حالات اختناق.
نشرت في: آخر تحديث:
لقي 29 مدنيا على الأقل الاثنين بينهم سبعة أطفال حتفهم، كما أصيب العشرات بجروح في غارات عنيفة لقوات النظام على مدن وبلدات عديدة في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق.
وجاءت هذه الغارات غداة غارات مماثلة على محافظة إدلب (شمال غرب)، تسببت ليل الأحد بمقتل 16 مدنيا على الأقل، تزامنا مع إصابة ستة مدنيين بحالات اختناق في مدينة سراقب.
وصرح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية "استهدفت عشرات الغارات الاثنين مناطق عدة في الغوطة الشرقية، متسببة بمقتل 29 مدنيا، بينهم سبعة أطفال".
ويتوزع الضحايا بين عشرة مدنيين قتلوا جراء الغارات التي استهدفت سوقا شعبيا في بلدة بيت سوى، وتسعة آخرين بينهم طفلتان وعنصر من الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في مدينة عربين، إضافة إلى ستة آخرين بينهم طفلان في بلدة حزة، ومدنيين اثنين بينهم طفل في مدينة زملكا، ومدني في بلدة حمورية، ومدني قتل بقصف مدفعي في مدينة دوما.
وأفاد مصور وكالة الأنباء الفرنسية باستهداف الغارات لسوق ومنطقة شعبية في عربين. ونقل مشاهدته لشخص يبكي فوق ركام أحد الأبنية. كما شاهد في مستشفى عربين جرحى بينهم أطفال يتلقون العلاج. وتجمع عناصر من الدفاع المدني في مركزهم بالمدينة وكان بعضهم يبكي حزنا على مقتل زملاء لهم.
وتسببت الغارات بإصابة أكثر من 70 شخصا آخرين بجروح، وفق المرصد الذي رجح ارتفاع الحصيلة نتيجة الإصابات الخطيرة.
وأفاد مراسل وكالة الأنباء الفرنسية عن تحليق كثيف للطائرات في أجواء مدينة دوما التي خلت شوارعها من المارة خوفا من القصف الذي استهدفها أيضا.
وتستهدف قوات النظام بعشرات الغارات مناطق عدة في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، رغم كونها منطقة خفض توتر بموجب اتفاق بين روسيا وإيران وتركيا.
وتتعرض هذه المنطقة بشكل شبه يومي للقصف والغارات، تسبب آخرها قبل ثلاثة أيام بمقتل 11 مدنيا. كما أفادت مصادر طبية عن إصابة نحو 21 مدنيا بعوارض اختناق وضيق تنفس يرجح أن تكون ناتجة عن قصف بغازات سامة.
في دمشق، نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر في قيادة الشرطة أن "مجموعات مسلحة تنتشر في بعض مناطق الغوطة الشرقية استهدفت ظهر اليوم حي باب توما والكنيسة المريمية بقذائف هاون، ما تسبب باستشهاد امرأة وإصابة أربعة مدنيين بجروح متفاوتة".
قتل أيضا شخص وأصيب تسعة بجروح جراء سقوط قذيفة هاون في محيط مستشفى الشرطة في حرستا، وفق سانا.
وكثفت الفصائل المقاتلة قصفها لأحياء في العاصمة بالقذائف في الأسبوعين الأخيرين.
وتشهد سوريا نزاعا داميا خلف منذ اندلاعه في العام 2011 مقتل أكثر من 340 ألف شخص ودمار كبيرا في البنى التحتية وفرار وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان الاثنين أن شهر كانون الثاني/يناير شهد مقتل 83 طفلا خلال نزاعات متفرقة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، 59 منهم في سوريا.
الموقف الأمريكي ضد روسيا من السلاح الكيميائي
من جهة أخرى، وفي مقر الأمم المتحدة في نيويورك اتهمت الولايات المتحدة الاثنين روسيا بتأخير إصدار إعلان عن مجلس الأمن الدولي يندد بهجمات كيميائية مفترضة وقعت خلال الفترة الأخيرة في سوريا.
وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي خلال اجتماع لمجلس الأمن حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا "هناك أدلة واضحة" تؤكد استخدام الكلور في هذه الهجمات على الغوطة الشرقية في ضواحي دمشق.
وتابعت "لدينا معلومات حول استخدام نظام الأسد للكلور ضد شعبه مرارا في الأسابيع الأخيرة، وكان آخرها بالأمس".
كما سلمت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) الاثنين السلطات التركية كنديين اثنين احتجزتهما لبضعة أسابيع في مناطق سيطرتها في شمال غرب سوريا، وفق ما أكد الثنائي ومسؤول محلي لوكالة الأنباء الفرنسية.
قتلى واختناق في إدلب
على جبهة أخرى في سوريا، لا تزال مناطق عدة في محافظة إدلب، التي تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقا) على الجزء الأكبر منها، تتعرض لقصف جوي.
ولقي الأحد 16 مدنيا حتفهم، بينهم تسعة في بلدة كفرنبل، جراء غارات على مناطق عدة في ريف إدلب الجنوبي الذي يشهد أيضا مواجهات بين قوات النظام مدعومة بغطاء جوي روسي من جهة، وهيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من جهة ثانية.
ومنذ 25 كانون الأول/ديسمبر، تنفذ قوات النظام بدعم روسي هجوما في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث تمكنت من السيطرة على عشرات القرى والبلدات إلى جانب مطار أبو الضهور العسكري.
وتقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 272 ألف شخص فروا من المعارك في محافظة إدلب.
وفي مدينة سراقب في محافظة إدلب، أصيب 11 شخصا بحالات اختناق بعد قصف جوي شنته قوات النظام السوري، وفق المرصد السوري ومصدر طبي.
وقال الطبيب محمد تناري من مستشفى نقل إليه المصابون لوكالة الأنباء الفرنسية "جميع الحالات التي وردت إلى المستشفى لديها أعراض تنشق غازات سامة -كلور- كالأعياء وضيق التنفس والسعال".
وشاهد مراسل الوكالة مصابين يتنفسون من خلال أقنعة أوكسيجين.
وتأتي هذه الغارات بعد اتهام واشنطن قوات النظام بشن هجمات عدة مستخدمة غاز الكلور أو السارين خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي نفته دمشق ووصفته السبت بـ"الأكاذيب".
وحذر مسؤول أمريكي الأسبوع الفائت من أن واشنطن لا تستبعد شن ضربات عسكرية في سوريا نتيجة تلك الاتهامات.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، اتهم محققو الأمم المتحدة مرارا النظام السوري باستخدام غاز الكلور أو غاز السارين في هجماته على المدنيين.
وفي نيسان/أبريل، استهدف هجوم كيميائي مدينة خان شيخون في إدلب، ما أسفر عن مقتل 87 شخصا. واتهمت الأمم المتحدة النظام بشن الهجوم، لكن دمشق نفت ذلك مؤكدة تدمير ترسانتها الكيميائية.
ودفع هذا الهجوم الولايات المتحدة إلى الرد بقصف قاعدة عسكرية سورية لاحقا.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك