زعيم شعبي وقائد حرب سابق في مقدمة الانتخابات العراقية

إعلان

بغداد (أ ف ب) - تصدر نتائج الانتخابات التشريعية العراقية الزعيم الشيعي الشعبي مقتدى الصدر والقيادي المقرب من إيران هادي العامري، اللذان كانا قائدي حرب سابقين، ويتبنيان اليوم خطابا داعيا إلى مكافحة الفساد وتقديم الخدمات.

فالأول، الذي يتحدر من عائلة شيعية بارزة معروفة منذ 40 عاما، كان قائدا سابقا لفصيل قاتل الوجود الأميركي في العراق.

منذ العام 2014، بعد أربعة أعوام من المنفى إثر حل "جيش المهدي" نفسه رسميا، وضع الصدر نفسه في مقدمة مكافحة "الفاسدين"، من أجل دولة مواطنة و"الإصلاح"، الشعار الرئيسي لحلفه غير المسبوق مع الحزب الشيوعي.

الرجل الثاني هو هادي العامري، الرجل القوي في فصائل الحشد الشعبي. هذا القيادي ذو الوجه العبوس، الحائز إجازة في علم الإحصاء من جامعة بغداد، قاد مع مستشارين إيرانيين في الميدان الفصائل الداعمة للقوات الأمنية العراقية التي تشكلت في العام 2014 لوقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية.

ينشر العامري، المتحدر من محافظة ديالي، وحداته الهندسية لإعادة تأهيل البنى التحتية، التي تعاني من العجز إذا لم تكن موجودة أصلا، في بلد يعد من أكثر الدول الغنية بالنفط في العالم.

-الأول قاتل مع إيران-

وإذا ما كان الزعيمان ينتميان إلى الطائفة الشيعية، التي تشكل غالبية سكان العراق، فإنهما يملكان علاقات متضادة تماما مع القوة الإقليمية الشيعية الكبرى، إيران.

العلاقة بين طهران والعامري قديمة وقوية. فقد قاتل الأخير زعيم منظمة بدر المعارضة لنظام صدام حسين، بالزي العسكري الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية التي دامت ثماني سنوات.

تلك الروابط التي نسجت على مدى عقود بين بدر وطهران، جعلت من تلك المنظمة القوية ذات التدريب والتجهيز العالي، رأس حربة قوات الحشد الشعبي التي لعبت دورا حاسما في دحر الجهاديين.

في المقابل، فإن أنصار مقتدى الصدر قالوها علنا بمجرد إعلان النتائج الجزئية للانتخابات. ففي فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، هتف مناصروه في ساحة التحرير بوسط بغداد "بغداد حرة حرة! إيران برا برا!".

هذا الخطاب هو أحد النقاط الأساسية التي يشترك فيها صاحب الوجه المستدير واللحية التي غزاها الشيب، مع الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يوما أبرز الأحزاب العربية قبل أن يسحقه صدام حسين.

ويعارض الحزب الشيوعي توزيع السلطة على أساس الطائفة، ويدعو إلى عراق علماني محايد إقليمياً وغير منحاز دولياً.

-تقارب مع السعودية-

في مؤشر جديد على الاستقلالية عن إيران، زار الصدر ذو العمامة السوداء السعودية، المنافس اللدود لطهران في الشرق الأوسط.

جاءت زيارته تزامنا مع تقارب السلطات في بغداد من الجارة السنية الكبيرة. لكن الزيارة رغم ذلك، أثارت موجات احتجاج خصوصا بين شيعة الجنوب. وسرت شائعات بأن الرياض تميل إلى فتح ممثلية لها في النجف، إحدى أهم المزارات لدى الشيعة، ومقر الصدر.

عموما، فإن الحشد يقف ضد هذه الفكرة، ونظم احتاجات في الجنوب الشيعة، رفعت خلالها صور الزعماء السعوديين باعتبارهم رعاة رئيسيين لتنظيم الدولة الإسلامية.

الصدر، باعتماده على تظاهرات ضد النخبة السياسية، والعامري بالدم الذي سال في قتال الجهاديين، يقود الرجلان حملتين لتصوير نفسيهما على أنهما خارج نظام وطبقة سياسية تحكمها المحسوبية والفساد.

لكن لكليهما، أعضاء في البرلمان ووزراء، سيزداد عددهم بعد هذه الانتخابات التشريعية.