ثلاث ناشطات من "فيمن" اخترقن الحاجز الحديدي لدى مرور سيارة ترامب في باريس

إعلان

باريس (أ ف ب) - تمكنت ثلاث ناشطات من حركة "فيمن" من اختراق الحاجز الحديدي والاقتراب من سيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن الموكب الرسمي لقادة الدول بينما كان في الشانزيليزيه للمشاركة في إحياء ذكرى الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى.

وقبل بضع ساعات، تمكنت إحدى الناشطات من الاختلاط مع المصورين المعتمدين لاحتفالات إحياء الذكرى قرب قوس النصر.

وتم إبلاغ قوات الأمن من قبل مصورين أدهشهم وجود هذه المرأة المجهولة مع شارة باسم زميلة معروفة، فتم إخراجها من المجموعة.

تم التعرّف إلى هذه المرأة من خلال صورة، كواحدة من ثلاث ناشطات اعتقلن بعد محاولتهن الاقتراب من الموكب. وأكدت الحركة النسوية في اتصال مع وكالة فرانس برس أن لا علاقة لها بهذه المرأة.

كما رفض الإليزيه التعليق على ما جرى.

وتم بث الحادثة مباشرة خلال الحدث العالمي في ظل استمرار التهديدات الإرهابية، في حين انتشر نحو عشرة آلاف من رجال الشرطة والدرك والإطفاء لضمان الأمن في العاصمة.

ومع ذلك، أكّد وزير الداخلية كريستوف كاستانير عدم تعرّض أمن الموكب أو أمن الرئيس الأميركي لأيّ تهديد.

وقال "لقد تم إبعادهنّ على الفور". ووصف ظهورهن المفاجئ "دون سلاح ودون أيّ تهديد" بأنه عملية للفت الأنظار تُمارسها حركة "فيمن" لإبراز نفسها.

وأضاف "خلاصة القول هي إنّ أمن الموكب ورئيس الولايات المتحدة لم يكُن مهدّدًا".

ومع كتابة عبارات "استعراض النفاق" و"حفلة العصابات" و"صنّاع سلام كاذبون" على صدورهن العارية، قفزت الناشطات فوق الحواجز الموضوعة على طول شارع عندما ظهرت سيارة ترامب على جادّة الشانزيليزيه قبيل الساعة 11:00 تحت أنظار مئات المتفرّجين.

وسرعان ما اعترضت قوات الأمن محتجّتين بعد أن قفزتا فوق الحواجز الأمنية. في اللحظة نفسها، تمكّنت ناشطة ثالثة أبعد بقليل من نظيرتَيها، من الجري حتى منتصف الطريق واقتربت من الموكب الرسمي.

وتوقّفت فترة قصيرة رافعةً يديها في الهواء أمام السيارات الرسمية. فقام ثلاثة من أفراد الشرطة باعتقالها بعد عشر ثوان.

وأكّدت الشرطة اعتقال الناشطات الثلاث. وأشار مصدر قضائي الى وضعهنّ قيد الحجز الاحتياطي بتهمة "الاستعراض الجنسي".

بعيد الحادث، قالت لفرانس برس كونستانس لوفيفر الناشطة في الحركة التي كانت بين الحضور دون أن تشارك في هذا العمل، إنّ "فرنسا تحتفل بالسلام في هذه المراسم، لكنّ نصف قادة الدول المدعوين مسؤولون عن معظم النزاعات في العالم. نعترض على مجيء ترامب وبوتين وإردوغان ومحمد بن سلمان ونتانياهو".

-"خطر الارهاب"-

وردًا على سؤال قناة "فرانس 3"، قالت مارلين سكيابا وزيرة الدولة لشؤون المساواة بين النساء والرجال، إنه "في زمن التهديدات الإرهابية، ليست (...) فكرة جيدة خرق الإجراءات الأمنية من باب التسلية".

والسبت، وقفت ثلاث ناشطات من "فيمن" عاريات الصدور فترة وجيزة تحت قوس النصر وهن يهتفن "أهلاً بمجرمي الحرب". وكتبن على صدورهن "صانعو سلام مزيّفون، طغاة حقيقيون".

وبعد وضعهنّ قيد الاحتجاز فترة قصيرة، طلب منهنّ المثول أمام محكمة الجنايات في باريس في 25 آذار/مارس بتهمة "الاستعراض الجنسي"، كما كشف مصدر قضائي بعد ظهر الاحد.

والحركة النسوية التي نشأت قبل 10 سنوات للتنديد بالقمع السياسي والديني تنتهج طريقة كتابة شعارات على الصدور العارية، وأصبحت هؤلاء النساء يخدعن أجهزة الأمن مع التسلل بين الحشود لارسال رسالتهن.

في بيان صدر بعد حادثة الشانزليزيه، أوضحت الحركة أنّ "ترامب وبوتين وإردوغان وبن سلمان وماكرون حولوا 11 تشرين الثاني/نوفمبر إلى مشهد حزين يخلو من الترفيه إلا للمجرمين الذين يشاركون فيه".

وشارك نحو 70 رئيس دولة وحكومة في باريس في مراسم إحياء مئوية توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في تجمع خارج عن المألوف ووسط إجراءات أمنية مشددة، بمشاركة عشرة آلاف عنصر من قوات الأمن.

وجرى احتفال كبير تحت قوس النصر الذي يشرف على جادة الشانزيليزيه الشهيرة حيث قبر الجندي المجهول وشعلة لا تنطفئ للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أسفر عن مقتل 18 مليون شخص.

وبرّرت السلطات الإجراءات المشددة، مشيرةً خصوصا الى "خطر الإرهاب" في بلد تعرض في السنوات الأخيرة لموجة اعتداءات جهادية غير المسبوقة.

وانتهى تجمع مناهض لترامب في باريس بهدوء إثر مشاركة نحو 1500 شخص حسب الشرطة.