مبعوث الأمم المتحدة لليمن يصل الحديدة في إطار جهوده لعقد مفاوضات سلام

إعلان

الحديدة (اليمن) (أ ف ب) - وصل مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الجمعة إلى مدينة الحديدة اليمنية التي تضم ميناء حيويا في إطار جهوده لعقد مفاوضات سلام الشهر المقبل في السويد.

وتوجه غريفيث إلى الحديدة من صنعاء التي وصلها الأربعاء، وناقش مع زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك بدر الدين الحوثي "التسهيلات" لعقد مفاوضات السلام، بحسب ما أعلن المتحدث باسم "أنصار الله" الجناح السياسي للمتمردين الخميس.

وأكد مراسل لفرانس برس أن غريفيث زار ميناء الحديدة- الذي يعد الشريان الرئيسي للبلاد، بينما تم سماع أصوات القتال من بعيد.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس إن الهدف من زيارة غريفيث هو "الإطلاع عن قرب على الوضع في الحديدة وبعث رسالة لجميع الاطراف على أهمية التهدئة بينما نقوم بالتحضير لاستئناف المفاوضات السياسية".

ويعمل مبعوث الأمم المتحدة على تهيئة الأرضية لمفاوضات سلام أعلنت واشنطن مساء الأربعاء أنها ستعقد مطلع كانون الأول/ديسمبر في السويد.

واشتدّت المعارك في مدينة الحديدة غرب اليمن في بداية تشرين الثاني/نوفمبر، قبل أن توقف القوات الحكومية، بحسب قادة ميدانيين على الأرض، محاولة تقدّمها في المدينة الأربعاء الماضي، في ظلّ دعوات دولية لوقف إطلاق النار.

وقتل نحو عشرة آلاف شخص في اليمن منذ التدخل السعودي على رأس التحالف العسكري في 2015. وتتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع بارتكاب "جرائم حرب" في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

- تعزيزات للمتمردين-

وقال سكان محليون في الحديدة أن المتمردين يستقدمون قوات جديدة إلى معقلهم حي سبعة يوليو ما يؤدي إلى فرار عشرات الأسر، حسبما أفاد مصدر في القوات الموالية للحكومة وسكان محليون.

وقال سكان إن المتمردين قاموا بتعزيز قواتهم ووضعوا قناصة على أسطح المنازل في الحي الواقع في وسط الحديدة مع اقتراب القوات الموالية للحكومة منه.

وشهدت المدينة الأسبوع الماضي ليلتين من المواجهات، ولكن الهدوء عاد الخميس.

وتحاول القوات الموالية للحكومة منذ حزيران/يونيو الماضي استعادة الحُديدة التي تضم ميناءً حيوياً تمرّ عبره غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان.

وتهدّد المعارك في الحديدة إمدادات الغذاء التي تأتي عبر ميناء المدينة ويعتمد عليها ملايين السكان للبقاء على قيد الحياة في بلد فقير تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكانه، نصفهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة.

وأكد التحالف العسكري في اليمن الجمعة مرة أخرى التزامه بجهود الأمم المتحدة.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي تشارك بلاده في التحالف، في تغريدة على حسابه على موقع تويتر باللغة الإنكليزية أن "السبيل الأفضل للتقدم نحو عملية سياسية مستدامة هي دعم محادثات السويد وعمل المبعوث الخاص للامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث دون الحكم مسبقا على هذه المفاوضات".

وأعلنت حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي مشاركتها في المفاوضات التي لم يتم تحديد تاريخها حتى الان.

وكانت المفاوضات الأخيرة التي نظمت برعاية الأمم المتحدة بجنيف في أيلول/سبتمبر 2018 فشلت، إذ لم يشارك المتمردون بداعي عدم حصولهم على تطمينات بإمكان العودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم. كما منعوا من اصطحاب جرحى معهم انطلاقا من مطار صنعاء الذي يتحكم التحالف العسكري بالحركة فيه.

وعرض غريفيث قبل أيام أن يرافق المتمردين في الطائرة الشهر المقبل.

- مساعدات غذائية-

وبالتزامن مع زيارة المبعوث الأممي إلى الحديدة، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أنه قام بتوزيع 30 ألف سلة غذائية، قادرة على توفير الغذاء لعائلة مؤلفة من ستة أشخاص لشهر كامل، على 180 ألف شخص في الحديدة.

وأكد البرنامج الذي يقدم مساعدات غذائية إلى 8 ملايين يمني شهريا، في بان قيامه بتحضير مخزون من الدقيق والزيت "لتغطية احتياجات 240 ألف شخص".

ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك ومديرة صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) هنرييتا فوري، الخميس في بيان مشترك أطراف النزاع في اليمن إلى عدم استهداف مستشفى الثورة في الحديدة.

وقالا في بيان مشترك "نحن قلقان جدا على مستشفى الثورة (..) المهم لملايين الأشخاص في منطقة الحديدة".

وبدأت حرب اليمن في 2014 بين المتمرّدين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، ثم تصاعدت مع تدخّل السعودية على رأس التحالف العسكري في آذار/مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء.