فرنسا تنهي تحقيقا في اعتداء أشعل الإبادة الجماعية في رواندا
نشرت في:
باريس (أ ف ب) - أوقف قضاة فرنسيون تحقيقا مستمر منذ سنين في اعتداء قتل فيه الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا في العام 2018، ما أشعل حربا أهلية شهدت إبادة جماعية مروعة، على ما قال مصدر قضائي لوكالة فرانس برس الاربعاء.
وشكّل التحقيق مصدرا رئيسيا للتوتر بين البلدين خصوصا مع اتهام سبعة اشخاص قريبين للرئيس الرواندي بول كاغامي في التحقيق.
وأفاد المحام فيليبي ميلهاك فرانس برس أنّ موكلته أغات أرملة هابياريمانا والمدعين في القضية يقدمون طعنا على القرار بإلغاء التحقيقات.
وطلب المحققون الفرنسيون إسقاط التحقيق في تشرين الأول/اكتوبر بسبب عدم وجود أدلة ضد المشتبه بهم السبعة.
واعتبر محامو أغات هابياريمانا، أرملة الرئيس السابق، أن طلب النيابة العامة "لا يمكن القبول به" و"مسيّس إلى حد بعيد".
وأدى الهجوم بصاروخ أصاب طائرة هابياريمانا المنتمي لعرقية الهوتو في مطار كيغالي في 6 نيسان/أبريل 1994 إلى أعمال عنف استمرت مئة يوم أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص، غالبيتهم من أقلية التوتسي.
ويحكم كاغامي البلاد منذ أن أطاحت الجبهة الوطنية الرواندية، حركة التمرد التي كان يقودها، في تموز/يوليو 1994 حكومة المتطرفين الهوتو ووضعت حدا لحملة الإبادة.
ولطالما اتّهمت كيغالي فرنسا بالتواطؤ في الإبادة الجماعية بدعمها نظام الهوتو، وتدريبها جنود وعناصر الميليشيا الذين قاموا بأعمال القتل.
وفتحت فرنسا في العام 1998 التحقيق في الاعتداء بطلب من أقارب ثلاث فرنسيين من طاقم الطائرة قتلوا في الاعتداء.
وكان أول قاض في التحقيق جان لوي بروغيير يدعم نظرية ان متطرفين من التوتسي ينتمون للجبهة الوطنية الرواندية التي كان يقودها كاغامي اسقطوا الطائرة.
لكن التحقيق أغلق لاحقا وتحسّنت العلاقات الفرنسية الرواندية وصولا إلى 2014 حين كرر كاغامي اتهام جنود فرنسيين بالتورط في حمام الدم الذي شهدته البلاد.
وازداد الأمر سوءا عندما قرر القضاء الفرنسي في تشرين الأول/أكتوبر 2016 إعادة فتح التحقيق بالهجوم على الطائرة.
وفي العام 2009، توصلت لجنة تحقيق رواندية إلى أنّ متطرفين من الهوتو مسؤولين عن اغتيال الرئيس السابق هابياريمانا.
وفي العام 2016، اتهمت اللجنة الوطنية لمكافحة الابادة 22 ضابطا فرنسيا كبيرا بالتورط في حملة الابادة.
وبين هؤلاء الجنرال جاك لانكساد رئيس الاركان السابق للجيش الفرنسي والجنرال جان كلود لافوركاد قائد قوة "توركواز" التي نشرت في رواندا بتفويض من الامم المتحدة في 22 حزيران/يونيو 1994.
© 2018 AFP