بارلي مع جنود بلادها في رأس السنة ورغبة فرنسية في "إنهاء المهمة" ضد الجهاديين

إعلان

عمان (أ ف ب) - وصلت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي الاثنين إلى الأردن للاحتفال بالعام الجديد مع القوات الفرنسية المشاركة في التصدي لتنظيم الدولة الاسلامية، ما يعكس رغبة باريس في "إنهاء هذه المهمة" قبل الانسحاب المعلن للحليف الأميركي من سوريا.

وبعد زيارة لعمان، حيث التقت رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، تصل بارلي في آخر النهار الى قاعدة "اتش 5" الجوية الاردنية التي تنطلق منها مقاتلات فرنسية تتصدى لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا المجاورة، كجزء من عملية شامال، العملية العسكرية الفرنسية ضد التنظيم في العراق وسوريا.

وذكرت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان الرزاز وبارلي بحثا "جهود محاربة الإرهاب والدور الذي يقوم به البلدان ضمن التحالف الدولي" ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

واضافت أن الجانبين أكدا أن "جهود محاربة" التنظيم "يجب أن تستمر لحين القضاء عليه نهائيا"ً، على الرغم من الخسائر التي مني بها في سوريا والعراق.

ونقلت عن بارلي أن "فرنسا مستمرة بحربها ضد عصابة داعش الإرهابية".

وبحث الجانبان ايضا "العلاقات الثنائية بين الأردن وفرنسا وسبل تعزيزها خاصة في المجالات العسكرية والأمنية والتدريب وتبادل الخبرات المشتركة، فضلاً عن التعاون في مجال الصناعات العسكرية والدفاعية".

وكانت بارلي قالت للصحافيين قبل أن تهبط طائرتها في عمان "إعلان الانسحاب الاميركي من بلاد الشام في شكل مرتجل تسبب بكثير من الاسئلة".

وتغيرت وجهة الوزيرة ليوم رأس السنة الجديدة فجأة عندما أمر الرئيس الاميركي دونالد ترامب منتصف كانون الاول/ديسمبر بسحب ألفي جندي أميركي متمركزين في سوريا، ما جعل حلفاءه في حيرة.

واضافت الوزيرة "أود أن أكرر لجنودنا أن فرنسا تشارك منذ وقت طويل في الحرب ضد الإرهاب وأننا لا نشاطر بشكل كامل الرئيس ترامب وجهة نظره. نحن نعتبر أن المعركة ضد داعش لم تنته بعد، وأولويتنا هي الاستمرار في إكمالها".

وتابعت "أنا متفائلة بأن هذا العمل يمكن أن ينجز، ونحن بحاجة إلى استخدام فعال للوقت الذي يفصل بيننا وبين الانسحاب الفعلي، وهو التاريخ الذي لا نعرف عنه شيئا حتى الآن".

وبعدما سيطر على أراض واسعة في سوريا في عام 2014، تعرض تنظيم الدولة الاسلامية للعديد من الانتكاسات في العامين الماضيين نتيجة الهجمات التي نفذها الجيش السوري وحلفاؤه وكذلك قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف كردي عربي مدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

ولا يزال التنظيم يحتفظ بوجود في شرق سوريا وبعض الجيوب في الصحراء.

- جدول غير مؤكد -

لكن يبدو من الصعب القضاء نهائياً على التنظيم المتطرف بدون مساعدة من الولايات المتحدة التي شنت وحدها نحو 90 في المئة من الضربات الجوية على التنظيم، بحسب باريس، التي تحشد من جانبها 1200 عسكري الى جانب قوات التحالف، حيث تشارك في العمليات الجوية (5 إلى 10 في المئة من الضربات)، والقصف المدفعي اضافة الى الدورات التدريبية للجيش العراقي.

واكدت بارلي أن "الولايات المتحدة تلعب دورًا مهمًا جدًا كقائد للتحالف الدولي (...) وليس واضحا على الإطلاق اذا كان واقعيا او فاعلا الاستمرار بدونها".

وقالت مصادر مقربة من الوزيرة ان "الأميركيين شاركوا في شكل كبير في استخدام وسائل حاسمة مثل الاستخبارات والقدرة على الاستهداف والتزود بالوقود جوا".

ولاحظ ضابط فرنسي كبير "ربما لا يتعارض جدول الانسحاب الأميركي مع امكان الاستيلاء على الأراضي الأخيرة لداعش في جيب هجين، حيث يستمر القتال اليوم بدعم من التحالف الدولي".

واضاف "إذا كان جدول الانسحاب طويلا فإنه قد يتوافق بما فيه الكفاية مع التقدم السريع للقوات الكردية-العربية".

ولكن تبقى مسألة أخرى شائكة تتعلق بمصير الجهاديين الفرنسيين الذين أسرتهم القوات الكردية في سوريا، وتهدد بإطلاق سراحهم في حال خذلها حلفاؤها.

وقالت بارلي "لقد اعتمد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل كبير على الأكراد الفعالين على الارض، ونحن نرى أن مصيرهم مصدر قلق كبير، ثم هناك أسئلة أخرى تطرح حول مصير عدد من الناس، مثل السجناء الموجودين عندهم".

وكان رئيس مركز تحليل الارهاب (كات) ومقره في باريس، جون- شارل بريسار صرح لوكالة فرانس برس مؤخرا بان "بين هؤلاء السجناء من هدد في الماضي فرنسا ويحتمل أن يعود إلى أوروبا لشن هجمات".

داب/كط/ب ق