هل ستخفف تمنيات ماكرون للفرنسيين بمناسبة العام الجديد من غضب "السترات الصفراء"؟
هل سينجح إيمانويل ماكرون عند تقديمه التمنيات بالعام الجديد مساء الاثنين في إقناع الفرنسيين بأن الهدف من كل ما يقوم به هو تحسين ظروف معيشتهم؟ وهل سترقى كلماته في آخر خطاب له في العام 2018 إلى مستوى طمأنة "السترات الصفراء" وامتصاص احتقانهم وقد قرروا التظاهر بشكل سلمي في جادة الشانزليزيه تزامنا مع الاحتفالات رغم التعزيزات الأمنية المكثفة؟
نشرت في: آخر تحديث:
يلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين عند الساعة الثامنة مساء آخر خطاب له في العام 2018 في جو اجتماعي وسياسي مشحون بسبب مظاهرات "السترات الصفراء" الذين قرروا تنظيم احتجاجات جديدة في جادة الشانزليزيه في باريس والتي يتوقع أن تستقبل في نفس الوقت أكثر من نصف مليون شخص للاحتفالبرأس السنة الجديدة.
ويعود آخر خطاب للرئيس الفرنسي إلى 10 ديسمبر/كانون الأول عندما أعلن عن عدد من الإجراءات الاجتماعية والسياسية استجابة لمطالب "السترات الصفراء"، أبرزها تعليق زيادة أسعار الوقود وعدم فرض ضرائب جديدة على المتقاعدين، وضخ 10 مليارات يورو لتحسين مستوى المعيشة، فضلا عن فتح مشاورات مع جميع الأطراف الاجتماعية والاقتصادية في فرنسا.
كما يأتي خطاب ماكرون في وقت تدنت فيه شعبيته بشكل غير مسبوق، فلم يعد يسانده سوى 27 بالمئة من الفرنسيين، حسب استطلاع للرأي أجراه معهد "بي في يا".
"على ماكرون مخاطبة جميع الفرنسيين"
وفي تصريح لجريدة "لوفيغارو"، يتوقع مسؤولون في الحزب الحاكم لم يكشفوا عن هويتهم، أن "يستغل الرئيس الفرنسي خطابه للدعوة إلى التهدئة وإلى عودة الأمن كما أنه سيعطي الضوء الأخضر لبدء نقاش وطني كبير حول الإصلاحات التي ستشهدها فرنسا في العام 2019، وذلك وفق ما أعلن عنه في بداية ديسمبر/كانون الأول".
لكن سيرجئ ماكرون الإصلاحات الدستورية التي تعتبر من أبرز مشاريعه، حتى نهاية الحوار الوطني، علما وأن هذا الحوار يمكن أن يفرز بدوره خيبات ويواجه معارضة...
من جانبه، نصح سيلفان ميارو، هو نائب في الحزب الحاكم "الجمهورية إلى الأمام" الرئيس ماكرون" ألا يخاطب فقط "السترات الصفراء" بل جميع الفرنسيين". وأضاف " العام المقبل سيشهد تغييرات سياسية كبيرة. "السترات الصفراء" والفرنسيون يضغطون على الحكومة للقيام بإصلاحات في جميع المجالات وفي أسرع وقت ممكن".
تصريحات مثيرة للجدل
من بين هذه الإصلاحات، يمكن ذكر إصلاح نظام الضمان الاجتماعي ونظام التقاعد فضلا عن إصلاحات دستورية وأخرى ترتبطبمؤسسات الدولة. وسيتم التطرق لكل هذه الملفات الجمعة المقبل خلال اجتماع الحكومة برئاسة ماكرون ثم في الندوة الحكومية المقررة في التاسع من شهر يناير/كانون الثاني 2019.
هذا، وسيسعىالرئيس الفرنسي إلى طي صفحة عام 2018 بلهجة التفاؤل وسيحاول تلميع صورته من جديد بعدما تدهورت بشكل كبير بسبب بعض التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها في مناسبات مختلفة، فهز الرأي العام عندما قال لعاطل للعمل " يكفي قطع الطريق لإيجاد شغل" أو حين تحدث عن المبالغ"المجنونة" التي تصرف لصالح المستفيدين من المساعدات الاجتماعية ووصف الفرنسيين بالمناهضين للإصلاح.
هل يتجاوز ماكرون أزمة "السترات الصفراء" وفضيحة بينالا؟
كما واجه أيضا ماكرون سنة صعبة بسبب المظاهرات التي نظمها عمال السكك الحديدية تنديدا بقانون إصلاح هذا القطاع، ثم احتجاجات "السترات الصفراء" التي رافقتها أعمال عنف وتخريب في مختلفأنحاء البلاد، ما أدى إلى مقتل عدة أشخاص وجرح العشرات بسبب هذه المظاهرات.
إلى ذلك، فضيحة ألكسندر بينالا زعزعت عرش ماكرون والحزب الحاكم على حد سواء. ولا تزال تداعيات هذه القضية قائمة لغاية اليوم خاصة بعدما تم الكشف أن المسؤول السابق في جهاز أمن الرئيس يملك جواز سفر دبلوماسي رغم أنه لم يعد يشغل أية وظيفة رسمية أو غير رسمية في الإليزيه.
فبعد سنة 2018 التي ميزتها الأزمات السياسية والفضائح، هل سيكون بمقدرة إيمانويل ماكرون استرجاع النشاط والديناميكية التي كان يتميز بهما، وهل سيستعيد النفس السياسي الطويل لكي يعيد نسج خيوط الثقة التي كانت تربطه بالفرنسيين بعد فوزه بالانتخابات الرئاسية في مايو/أيار 2017؟ السنة الجديدة ستأتي بدون شك بأجوبة.
فرانس24
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك