ماكرون يجدد التزام فرنسا عسكريا في المشرق ومنطقة الساحل

إعلان

تولوز (فرنسا) (أ ف ب) - شدد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس على أهمية أن تبقى بلاده "ملتزمة عسكريا تجاه بلاد الشام" ضمن التحالف الدولي، ومنطقة الساحل في افريقيا رغم اعلان واشنطن انها ستسحب قواتها من سوريا.

وقال أمام 1600 جندي في قاعدة "فرانكازال" لسلاح البر قرب تولوز بمناسبة تقديم التهاني بالعام الجديد ان "القتال لم ينته".

وتابع أن "الانسحاب المعلن من سوريا لصديقنا الأميركي يجب ألا يحرفنا عن هدفنا الاستراتيجي: القضاء على داعش بحرمان هذه المنظمة الإرهابية من أي موطئ قدم ومنع ظهورها مجددا".

وتابع أن فرنسا ستظل "ملتزمة عسكريا تجاه بلاد الشام في الائتلاف الدولي في العام المقبل" لان "اي تسرع في الانسحاب هو خطأ".

وقد أخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحلفاء على حين غرة منتصف كانون الاول/ديسمبر، بقوله إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة "هزم" تنظيم الدولة الاسلامية وأمر بسحب ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا.

لكن توقيت هذا الانسحاب بات غير واضح بشكل متزايد، فقد وضعت إدارة ترامب شروطا لإتمامه بما في ذلك الدفاع عن حلفاء واشنطن والحاق هزيمة دائمة بالجهاديين.

يبدو من الصعب جداً استئصال التنظيم المتطرف من دون مساعدة الولايات المتحدة التي تشن وحدها قرابة 90% من الضربات ضده كما تقول الحكومة الفرنسية.

وأوضح ماكرون أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة، "سنقوم بتكييف استعداداتنا العسكرية وفقا للعمليات والوضع السياسي، لكن سنبقى مشاركين في تحقيق الاستقرار في منطقة" بلاد الشام التي تضم العديد من دول الشرق الأوسط وضمنها سوريا.

وقد أخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحلفاء على حين غرة منتصف كانون الاول/ديسمبر، بقوله إن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة "هزم" تنظيم الدولة الاسلامية وأمر بسحب ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا.

لكن توقيت هذا الانسحاب بات غير واضح بشكل متزايد، فقد وضعت إدارة ترامب شروطا لإتمامه بما في ذلك الدفاع عن حلفاء واشنطن والحاق هزيمة دائمة بالجهاديين.

وتشارك فرنسا التي تعرضت عام 2015 لعدة اعتداءات في التحالف الدولي مع 1200 عسكري من خلال عمليات جوية (5 إلى 10% من الضربات)، وقوات خاصة في سوريا ومدفعية ودورات تدريبية للجيش العراقي.

كما أشاد ماكرون بضحايا اعتداء منبج في سوريا، وهو الاعنف الذي يستهدف القوات الاميركية منذ 2014 في هذا البلد، معتبرا أنهم "قدموا حياتهم لحماية حريتنا".

وكتب ماكرون على تويتر بالفرنسية والانكليزية، ان "افكاري تتجه الى ضحايا اعتداء منبج الارهابي. قدموا حياتهم لحماية حريتنا. وفي هذه الساعات المؤلمة، تقف فرنسا الى جانب حليفتها، الولايات المتحدة، عاقدة العزم على محاربة داعش حتى النهاية".

وقد قتل ستة عشر شخصا، منهم اربعة اميركيين الاربعاء في اعتداء انتحاري اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه.

-"لن تهون عزيمتنا"-

من جهته، قال مصدر دبلوماسي فرنسي "يجب أن تكون لدينا القدرة على الرد في حالة وقوع اعتداء أو أي محاولة لزعزعة الاستقرار".

وأضاف انه قبل اي انسحاب، "يجب أن التأكد تقريبا من ان قيادة داعش قد هلكت. وهذا يستغرق اشهرا لكن المعركة السرية ضد داعش تستغرق سنوات".

كما أكد ماكرون الحاجة إلى "التزام طويل الأمد" للقوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل.

وشدد على أن "الأمر سيستغرق بعض الوقت لاستعادة السلام" في هذه المنطقة الصحراوية الضخمة حيث تتسلل "الآفة الإسلامية الى كل مكان يعمه البؤس والنقص في التعليم".

وقال ماكرون "لن تهون عزيمتنا منا لان الامر يتعلق بمستقبل افريقيا وبالتالي مستقبلنا".

وتابع أن "النتائج واضحة، فالعديد من القادة وأعضاء الجماعات الإرهابية تم تحييدهم وقطع إمداداتهم اللوجستية، لقد دفعناهم الى مناطق اعتقدوا أنهم أحرار في الذهاب إليها كما يرغبون".

ويشارك 4500 عسكري في عملية "برخان" التي تقودها فرنسا في منطقة الساحل منذ عام 2014 للقيام بعمليات دعم لقوات الدول الخمس في المنطقة (موريتانيا والنيجر ومالي وبوركينا فاسو وتشاد)، وقوة الأمم المتحدة.

قبل إلقاء كلمته، التقى ماكرون مع وزيرة الجيوش فلورانس بارلي جنودا من لواء المظليين الحادي عشر الذي يتكون من عشرة الاف عسكري يتوزعون على عشر ثكنات في الجنوب الغربي وكورسيكا.

وتم نشر نصف هؤلاء الجنود عام 2018 في عمليات خارجية نظرا لسرعة جهوزيتهم في الحالات الطارئة.