الجزائر: دعوات لمظاهرات حاشدة ضد ولاية خامسة لبوتفليقة
وسط إجراءات أمنية مشددة، تتحضر الجزائر الجمعة لمظاهرات بعد صلاة الجمعة دعي إليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (81 عاما) لولاية خامسة. وتشهد العديد من المدن الجزائرية منذ الأسبوع الماضي مظاهرات شعبية ضد العهدة الخامسة.
نشرت في: آخر تحديث:
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وتحت وسم #حراك_22_فيفري (أي 22 فبراير/شباط) دعوات للتظاهر بعد صلاة الجمعة، ضد ترشح الرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات المقرر إجراؤها في 18 أبريل/نيسان المقبل، وسط مخاوف من وقوع أعمال عنف وصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن الذين كثفت أعدادهم في مداخل العاصمة وكبرى المدن. فيما تشهد حركة النت بطءا كبيرا منذ مساء الخميس.
وجاء في بعض التغريدات المتقاسمة على تويتر " يجب أن يفعلها شباب الآن بإحدات ثورة فكرية ينتج عنها تغيير الكثير من الأفكار والذهنيات السلبية فلا نبقى مستغفلين ويسهل التحكم بنا".
سلمية من اجل الوطن،سلمية من ارتفاع المعيشة و الخدمة ماكانش،سلمية من اجل الحراقا لي ماتو ومازال يموتو في البحر، سلمية ضد السراقين،سلمية ضد مختلسين،سلمية من اجل اكثر من 10 مليون فقير.سلمية ضد الحفر في الطرقات. تعبت يدي من الكتابة فهل تتخيلو نفسينتنا 😞 فهي مدمرة #حراك_22_فيفري
lamia55 🇵🇹 🇩🇿 (@LamiaLamo555) 17 février 2019
وتأتي هذه الدعوات في وقت أعلنت فيه الرئاسة الجزائرية توجه بوتفليقة (81 عاما) الأحد إلى جنيف لإجراء "فحوصات طبية دورية". وأوضح المصدر في بيان نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية، أن رحلة بوتفليقة إلى سويسرا ستكون "لفترة قصيرة".
للمزيد - الجزائر: مظاهرات في عدة ولايات ضد العهدة الخامسة لبوتفليقة
وتدهورت صحة بوتفليقة منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013 أجبرته على استعمال كرسي متحرك في تنقلاته النادرة وأصبح لا يطل على الجزائريين إلا في مناسبات محدودة ما يثير تكهنات ومخاوف عن قدرته على تسيير أمور البلاد والحكم.
من جهتها، دعت حركة "مواطنة" التي أسست في يوليو/تموز 2018 والمعارضة لترشح بوتفليقة إلى عهدة خامسة الجزائريين للخروج إلى الشارع الأحد 24 فبراير/شباط، وذلك تزامنا مع الاحتفالات بذكرى تأسيس المركزية النقابية وتأميم المحروقات.
مخاوف من الدعوات رغم تأكيدها على "السلمية"
وأمام هذه الدعوات التي أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي في البلاد، ورغم أنها تؤكد على ضرورة "السلمية" على غرار هذه التغريدة التي تقول "سلمية من أجل الوطن، سلمية من ارتفاع المعيشة والخدمة ماكانش، سلمية من أجل الحراقا لي ماتو ومازال يموتو في البحر"، ظهرت العديد من النظريات والتساؤلات التي تكشف وجود مخاوف كبيرة. فالبعض كما أورد موقع "كل شيء عن الجزائر قلق " خشية أن يتم تحويل الأحداث واستغلالها لصالح إيديولوجي، بما في ذلك أنصار الجبهة الإسلامية للإنقاذ" المنحلة.
هل تعلم من أين التقطت الصورة؟ انها سوريا في بداية المظاهرات
محمد أمين صحراوي الجزائري (@sa7raou1amine) 17 février 2019
هكذا بدأت المظاهرات في سوريا بالزهور مقدمة للحاكم تعبيرا عن سلمية الاحتجاجات ثم ذبلت هذه الزهور وذبلت معها البلاد وسقط بعدها العباد
"#حراك_22_فيفري pic.twitter.com/swGKRdL8Ob
أما جهات أخرى ويرجح مراقبون أنها محسوبة على أنصار بوتفليقة فيدعون إلى التحلي بـ"الوعي والمسؤولية" بتعلة عدم الاستقرار في المنطقة والخوف من أن تعم الفوضى البلاد، بل ويشير البعض إلى إمكانية تدخل جهات خارجية.
ولم يتردد البعض من رواد مواقع التواصل من الإشارة إلى أحداث "الربيع العربي" معبرين عن خشيتهم من أن تبدأ التظاهرات بطريقة سلمية وتنتهي بحمام دماء، فيما بقيت الجزائر بمنأى عن حركات التغيير والثورات التي عرفتها العديد من الدول العربية قبل سبع سنوات.
وسبق أن قالت زبيدة عسول رئيسة حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي في الجزائر والناطقة باسم حركة "مواطنة" لفرانس24، إن إعلان حزب جبهة التحرير الوطني عن ترشيح بوتفليقة لانتخابات الرئاسة المقبلة غير دستوري.
التعبير عن الرأي دون التظاهر؟
وكان العديد من مسؤولي المعارضة الجزائرية قد التقوا الأربعاء في العاصمة لبحث تقديم مرشح واحد للانتخابات الرئاسية، لكن اجتماعهم انتهى مساء دون تحقيق أي تقدم بهذا الشأن.
واكتفى مسؤولو المعارضة وبينهم من أعلن ترشحه لهذه الانتخابات، في بيان أصدروه بالتعبير عن دعمهم لـ "الاحتجاجات الشعبية السلمية" التي جرت في الأيام الأخيرة ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة.
وتتزامن هذه التحركات مع مظاهرات شهدتها عدة مدن جزائرية، حيث ردد المحتجون هتافات رافضة للعهدة الخامسة لبوتفليقة، فيما قاموا بنزع صورة الرئيس من جدران المؤسسات العمومية.
وكان رئيس الوزراء أحمد أويحيى قد أكد في مطلع الشهر الجاري أن المظاهرات المناهضة لعهدة خامسة ستمنع وأن الدولة لن تسمح ببث "الفوضى".
أما رئيس حملة بوتفليقة الانتخابية عبد المالك سلال، وهو أيضا رئيس وزراء سابق، فأكد لوكالة الأنباء الفرنسية أن "نقبل اختلاف الآراء. للكل أن يعبر عن رأيه لكن بطريقة سلمية. لا توجد أي مشكلة. المسيرات ليست ضرورية".
مها بن عبد العظيم
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك