السودان: رئيس الوزراء الجديد يؤدي اليمين والمحتجون يتظاهرون من أجل رحيل البشير

على الرغم من محاولات الرئيس السوداني عمر البشير إدخال تعديلات وزارية على حكومته إلا أن المحتجين السودانيين عادوا الأحد إلى الشارع للمطالبة برحيله. فقد أعلن البشير حالة الطوارئ في كامل أنحاء البلاد، كما عين محمد طاهر إيلا رئيسا للوزراء وأدى اليمين الأحد. وكان محمد طاهر إيلا قد شغل في السابق منصب حاكم ولاية الجزيرة.

كما أدى وزير الدفاع اللواء عوض بن عوف اليمين بصفته الجديدة كنائب أول للرئيس وذلك بعد إقالة سلفه بكري حسن صالح، وهو حليف قديم للبشير وكان يعتبر من الشخصيات النافذة في النظام. وأدى 16 من ضباط الجيش وآخران من الجهاز الوطني للاستعلامات والأمن، اليمين كولاة للولايات الـ18 في السودان.

للمزيد: السودان: الرئيس عمر البشير يفرض حالة الطوارئ ويشكل حكومة تصريف أعمال

وقال البشير في مراسم أداء الولاة اليمين "اليوم مرحلة جديدة في تاريخ السودان، وهذه المرحلة تتطلب جهدا خاصا من ناس خاصين وهي مرحلة تحتاج إلى أناس من أمثالكم على رأس الولايات". وأضاف "المرحلة تتطلب جهدا مضاعفا يضمن الأمن والاستقرار".

إعلان حالة الطوارئ وتشكيل الحكومة

وكان البشير قد أعلن الجمعة في خطاب إلى الشعب فرض حالة الطوارئ لمدة عام وحل الحكومة في المستويين الاتحادي والمحلي. ويتوقع أن يعلن قريبا عن تشكيلة الحكومة الجديدة بعد التغييرات التي أدخلها في أعلى هرم السلطة في محاولة للاستجابة للتظاهرات التي تهز السودان منذ أكثر من شهرين.

ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول 2018 تظاهرات شبه يومية اندلعت إثر رفع السلطات سعر الخبز.

للمزيد: السودان: الرئيس عمر البشير يعلن حالة الطوارئ لمدة عام ويحل الحكومة

وسريعا ما تحول الاحتجاج إلى حركة تطالب برحيل الرئيس عمر البشير (75 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 1989 وينوي الترشح لولاية جديدة في الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

ورد منظمو الاحتجاجات على الإجراءات التي أعلنها البشير بتأكيد أنها لن تمنعهم من الاستمرار في التظاهر والمضي في حركتهم والمطالبة برحيل البشير الذي يواجه، بحسب خبراء، أكبر تحد خلال ثلاثة عقود.

وقالت سوسن بشير التي كانت تتظاهر في أم درمان قرب الخرطوم "نريد أن نقول للرئيس إن حالة الطوارئ لن تثنينا" عن التظاهر، مضيفة "هدفنا هو إسقاط هذا النظام وسننجح".

وتم قمع التظاهرات بشدة في كامل أنحاء البلاد. وبحسب حصيلة رسمية قتل 31 شخصا منذ 19 ديسمبر/كانون الأول.

لكن منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إن 51 شخصا قتلوا بينهم أطفال وكوادر طبية في الاحتجاجات.

واعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أن الوضع يمكن أن يتدهور أكثر مع فرض حالة الطوارئ. وقال موريتي موتيغا من المجموعة "البشير سيحتكر السلطات وسيؤدي هذا إلى مواجهة مع حركة الاحتجاج التي يمكن أن تصبح أعنف".

فرانس 24/ أ ف ب