بومبيو يقوم بجولة في اميركا اللاتينية محورها فنزويلا والوجود الصيني
نشرت في:
اسونسيون (أ ف ب) - أجرى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو السبت محادثات مع رئيس باراغواي ماريو عبدو بينيتيز بعد لقائه رئيس تشيلي سيباستيان بينييرا في سانتياغو ضمن جولة تشمل أربع دول في أميركا اللاتينية تتمحور حول الأزمة في فنزويلا والوجود المتزايد للصين في المنطقة.
وأشاد بومبيو -- أول وزير خارجية أميركي يزور باراغواي منذ 1965 -- انتقال هذه الدولة إلى الديموقراطية بوصفه ملهما للمنطقة.
وكان بومبيو قد وصل في ساعة متأخرة الجمعة إلى اسونسيون عقب محادثات مع بينييرا في سانتياغو، ركزت بشكل كبير على العلاقات التجارية المتنامية لهذا البلد مع الصين.
وتشمل الجولة أيضا بيرو وكولومبيا.
وفي اسونسيون أثنى بومبيو على دعم باراغواي لزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو المدعوم من واشنطن، ودورها في مجموعة ليما التي تضم خصوصا دولا من أميركا اللاتينية تسعى لحل للأزمة الفنزويلية.
وقال إن "فنزويلا رائدة في الدفاع عن الديموقراطية وتسمية مادورو كما هو، مستبد دمر بلده".
وقال وزير الخارجية لويس كاستيليوني إن موقف باراغواي حيال فنزويلا لا يزال إلى جانب موقف الولايات المتحدة.
وأضاف للصحافيين "طالما قلنا: مع دكتاتوريين، مع مستبدين، ما من حوار. تحاربهم. يتعين علينا محاربتهم حتى استعادة الحريات كي يتمكن الشعب الفنزويلي من العودة للعيش بكرامة".
وردا على سؤال من أحد الصحافيين حول ما إذا كانت باراغواي تدعم تدخلا عسكريا في فنزويلا قال "نحن على قناعة بأن جميع الجهود الدبلوماسية التي تُبذل لعزل هذا النظام ستظهر نتائجها في وقت قصير".
وحكم الدكتاتور الفريدو ستروسنر بارغواي من 1954 لغاية 1989.
- الجريمة العابرة للدول -
وناقش المسؤولان التزام باراغواي في مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والجريمة العابرة للدول في المنطقة التي يطلق عليها المثلث الحدودي، بين باراغواي والارجنتين والبرازيل.
وقال كاستيليوني إن "باراغواي أعلنت حربا شاملة على الجريمة العابرة للدول".
وأضاف "هذه المعركة التي نخوضها هي معركة لا عودة قبل الفوز. لقد طمأنا وزير الخارجية بأن باراغواي ترغب في التعاون من كثب مع الحكومة الأميركية، بما أننا في نفس المسار".
وغادر بومبيو اسونسيون متوجها إلى ليما عاصمة البيرو، بعد لقائه مسؤولين في السفارة الأميركية.
ومن المقرر أن يجري محادثات في ليما مع رئيس البيرو، مارتن فيزكارا ووزير الخارجية نستور بوبوليسيو.
وتتوج رحلة بومبيو بزيارة الأحد إلى مدينة كوكوتا الكولومبية على الحدود الفنزويلية حيث سيلتقي مهاجرين.
وجميع الدول التي سيزورها يراسها قادة من اليمين أو اليمين الوسط، يؤيدون سياسة واشنطن المتصلبة تجاه مادورو.
وقبل ذلك الجمعة في سانتياغو شكر بومبيو تشيلي "لأنها كانت رائدة حقيقية للشعب الفنزويلي" باستقبالها 300 ألف لاجىء فنزويلي فروا من بلدهم.
وقال في خطاب "أريد أيضا أن أشيد بالرئيس بينييرا لمساعدتنا في عزل نيكولاس مادورو والتعاطف مع أشخاص أبرياء فروا من الأزمة الاقتصادية والإنسانية في بلدهم".
- نفوذ الصين -
وكان الوزير الأميركي قد صرح قبل وصوله إلى تشيلي الجمعة إن الإدارة الأميركية الحالية "خصصت وقتا طويلا" لاميركا اللاتينية سعيا إلى تحسين التجارة في منطقة تحولت في السنوات الأخيرة إلى معقل لحكومات يسارية.
وقال للصحافيين "هذه فرصة تاريخية"، مشيرا إلى "دول عدة تشكل سوقا نشيطة وديموقراطية بأشكال لم تكن موجودة في أميركا الجنوبية لعقود. نعتقد أن ذلك يشكل فرصة حقيقية".
وردا على سؤال بشأن تأثير الصين خلال مؤتمر صحافي عقب غداء عمل مع نظيره التشيلي روبرتو امبويرو قال بومبيو "أعتقد بأن الحكومة التشيلية وحكومة الولايات المتحدة تتقاسمان المخاوف نفسها".
وقال إن "النشاطات التجارية للصين مرتبطة في أغلب الأحيان بعمق بأمنهم القومي وأهدافهم ورغبتهم في سرقة الملكية الفكرية والنقل القسري للتكنولوجيا والقيام بنشاطات ليست اقتصادية".
وهاجم بومبيو أيضا دعم الصين المتواصل لنظام مادورو في فنزويلا.
- مخاوف أميركية -
من القضايا التي تثير قلق الولايات المتحدة، عقود وقعتها مجموعة هواوي الصينية التي ترى فيها واشنطن تهديدا أمنيا، مع تشيلي.
وبدون أن يشير مباشرة إلى هواوي، قال بومبيو في سانتياغو إن "تجارة عادلة وحرة ومفتوحة أمر مقبول". لكنه أضاف "لكن ليس من المقبول وضع أنظمة تقنية بقدرات خفية لأخذ معلومات من مواطنين عن تشيلي أو أي بلد آخر ونقلها إلى حكومة الرئيس (الصيني) شي جينبينغ".
وتابع "هذه هي المحادثات التي أجريناها اليوم وأنا واثق من أنه لدينا تفهما كاملا للمخاطر والفرص التي تمثلها الصين".
ومن المقرر أن يقوم بينييرا الأسبوع المقبل زيارة إلى الصين.
© 2019 AFP