صربيا وكوسوفو مستعدتان للتفاوض بتشجيع من ماكرون وميركل
نشرت في:
برلين (أ ف ب) - بعد عشرين عاما على نزاعهما المسلح، وافقت صربيا وكوسوفو خلال قمة في برلين على استئناف المفاوضات بينهما بلقاء جديد حدد موعده في بداية تموز/يوليو في باريس.
وبينما تراوح المفاوضات التي تجري بإشراف الإتحاد الأوروبي مكانها، قررت باريس وبرلين في نهاية شباط/فبراير تنظيم هذه القمة للحد من التصعيد بين كوسوفو وصربيا التي ما زالت ترفض الاعتراف باستقلال الإقليم الذي كان تابعا لها في الماضي.
ووافق القادة الصرب والكوسوفيون مساء الإثنين على عقد لقاء جديد بينهما في الأول والثاني من تموز/يوليو برعاية فرنسية ألمانية، كما ذكر عدد من الدول المشاركة في الاجتماع.
ويأتي هذا الانفراج بعد عودة التوتر منذ أن فرضت بريشتينا في تشرين الثاني/نوفمبر 2018 رسوما جمركية تبلغ نسبتها مئة في المئة على البضائع الصربية المستوردة لدفع بلغراد إلى الاعتراف باستقلالها.
وقبل بدء القمة عزز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ضغوطهما على قادة الطرفين، عبر تحذيرهما من أن أي تقدم على طريق انضمام البلدين المحتمل إلى الاتحاد الأوروبي مرتبط بتطبيع العلاقات بينهما.
وقالت ميركل "أقول بشكل واضح جدا اليوم، أن مفاوضات الانضمام غير واردة. لتحقيق ذلك يجب القيام بعملية تقودها المفوضية الأوروبية"، مؤكدة أن "المسألة في الوقت الراهن لا تتعلق بسياسة توسيع الاتحاد الأوروبي بل بسياسة إحلال استقرار إقليمي".
وتبنى ماكرون وميركل بذلك موقفا مناقضا للمفوضية الأوروبية التي تراهن على انضمام صربيا وكوسوفو لتسوية الخلاف بينهما. وتجري صربيا حاليا مفاوضات للإنضمام إلى الاتحاد في عملية تبدو طويلة جدا، بينما لم تصل كوسوفو بعد إلى هذه المرحلة.
وقبل أسبوعين من الانتخابات الأوروبية، لا تدعو ميركل ولا ماكرون إلى تسريع توسيع الاتحاد.
ودعت ميركل أيضا كوسوفو إلى رفع رسومها الجمركية التي لا تؤدي سوى إلى تفاقم الوضع، على حد قولها.
- إشراك واشنطن؟ -
قبل البلدان الطلب الفرنسي الألماني استئناف المحادثات بينهما لكنهما لم يغيرا مواقفهما. فقد أكد الرئيس السكندر فوشيتش مجددا للصحافيين أن إلغاء الرسوم الجمركية هو شرط مسبق لأي حوار.
أما الرئيس الكوسوفي هاشم تاجي فقد عبر عن أمله في أن يلغي الاتحاد ألأوروبي، بعد انتخاباته، التأشيرات المفروضة على الكوسوفيين، وأن يفتح اتفاق مع صربيا الباب لبلده للانضمام إلى "الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي".
والطلب الآخر الذي عبر عنه الرئيس الكوسوفي هو إِشراك الولايات المتحدة التي أكد أنه "من المستحيل إبرام اتفاق (مع صربيا) من دونها".
ويمكن أن يثير هذا الطلب غضب صربيا حليفة موسكو، وكذلك قادة الاتحاد الأوروبي الذي يريدون حل قضاياهم بأنفسهم.
وقبل عقدين، خسرت صربيا سيطرتها على كوسوفو لكنها ما زالت تعتبر المنطقة إقليما تابعا لها.
وبدا أن الحوار استؤنف الصيف الماضي معتمدا على فكرة "تبادل أراض" أو "تصحيحات حدودية" قبل اعتراف متبادل. وكان الرئيس الصربي يأمل أن يسمح ذلك بتسريع مسيرة انضمام بلده إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن برلين ترى في ذلك خطر إيقاظ الخلافات الماضية في البلقان المنطقة التي مزقتها الحروب في تسعينات القرن الماضي.
لكن الحوار الصربي الكوسوفي فشل من بدايته بعد عرقلة صربيا انضمام كوسوفو إلى الشرطة الدولية (انتربول).
وردت كوسوفو بفرض رسومها الجمركية الكبيرة.
واللقاء بين ميركل وماكرون اللذين أظهرا فيه تفاهمهما، هو الأول منذ الانتقادات غير المعهودة التي وجهها الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي إلى برلين.
ولم تعد باريس تخفي استياءها من حكومة ميركل في ملفات عدة من بريكست إلى العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة أو قضايا اقتصادية، في أجواء يزيد اقتراب موعد الانتخابات الأوروبية من توترها.
وقال الرئيس الفرنسي إن هذه القمة حول البلقان هي فرصة لباريس "لإعادة التزام فرنسا" في هذه المنطقة.
وينوي ماكرون زيارة بلغراد هذه السنة. وكان قد ألغى زيارة للعاصمة الصربية في كانون الأول/ديسمبر بسبب أزمة "السترات الصفراء".
© 2019 AFP