اجتماع مهم لمستقبل اتفاق السلام في جنوب السودان في أديس ابابا
نشرت في:
اديس ابابا (أ ف ب) - يعقد طرفا النزاع في جنوب السودان اجتماعا في أديس أباب الخميس والجمعة، بدعوة من التكتل الإقليمي لشرق إفريقيا "السلطة الحكومية للتنمية" (إيغاد)، من أجل إحياء اتفاق السلام الذي وقع في أيلول/سبتمبر الماضي في العاصمة الإثيوبية وتأخر تطبيقه.
وينص هذا الاتفاق على مرحلة انتقالية تنتهي في 12 أيار/مايو تشكل بعدها حكومة وحدة وطنية. لكن تطبيقه تأخر بسبب الخلافات العميقة بين الحكومة والمتمردين بشأن المواقف التي يجب اتخاذها.
وتبدو الحكومة التي قال الناطق باسمها أتيني ويك أتيني إن الرئيس سلفا كير لن يتوجه إلى أديس أبابا، مصممة على أن يتم احترام البرنامج الزمني المحددة وتنوي تحميل التمرد مسؤولية أي فشل.
ويفترض أن يستعيد زعيم التمرد رياك مشار الذي سيتوجه إلى العاصمة الإثيوبية، بموجب اتفاق السلام، منصبه كنائب للرئيس. وبعدما رأى أن أمنه ليس مضمونا في جوبا، طلب إرجاء تشكيل حكومة وحدة وطنية ستة أشهر.
ولدى مشار الذي يقيم حاليا في الخرطوم، بعض الأسباب لالتزام الحذر. ففي 2016، اضطر للهرب من جوبا تحت نيران جيش كير بعد فشل اتفاق سابق للسلام أدى إلى مواجهات عنيف بين القوات الموالية للرجلين.
وقال كانغ بال شول أحد قادة حركة مشار "الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة" إنه "خلال هذا الاجتماع (في أديس أبابا) نرغب في أن تتفق الأطراف على مهلة. لكننا نود أيضا أن نرى الحكومة مصممة سياسية في قضايا الثروات، على العمل على تنفيذ الإجراءات التي ينص عليها الاتفاق".
وأضاف شول "حاليا نعتقد أن توافقا سينبثق" عن الاجتماع، لكن إذا لم يحصل ذلك، فإن "الحركة الشعبية لتحرير السودان في المعارضة" تهدد بالانسحاب من اتفاق السلام.
- البحث عن توافق -
دعت الولايات المتحدة وبريطانيا والنروج أطراف النزاع إلى التوصل إلى تسوية، مدركة خطر انهيار عملية السلام مجددا في جنوب السودان الذي يشهد حربا أهلية من كانون الأول/ديسمبر 2013.
وقالت الدول الثلاث الراعية التاريخية لاستقلال جنوب السودان والممولة الكبيرة له، في بيان الثلاثاء إن "أي قرار حول تشكيل حكومة انتقالية وفق الاتفاق أو إرجاء إلى موعد لاحق يجب أن ينبثق عن توافق بين الأطراف".
وأضافت هذه "الترويكا" أنه "إذا توصلت الأطراف إلى توافق حول الحاجة إلى مهلة، فعليها أن تضع خطة واقعية لتسوية المشاكل العالقة والتقدم بموجب جدول زمني محدد"، محذرة من أن أي إرجاء بدون استحقاقات يمكن أن "يبطىء الحيوية (العملية) ويعرض عملية السلام للخطر".
وأشارت إلى أن تطبيق اتفاق السلام "تأخر واستحقاقات أساسية لم تحترم".
وإلى جانب الأمن في جوبا، لم تحل قضايا حساسة مثل إنشاء جيش وطني وإعادة مجموعات مسلحة إلى الثكنات وعدد الولايات في البلاد.
وهذه ثالث محاولة لدفع كير ومشار إلى العمل معا بعدما أدى التنافس بينهما إلى اندلاع حرب أهلية في كانون الأول/ديسمبر 2013، أسفرت عن سقوط أكثر من 380 ألف قتيل ودفعت أربعة ملايين شخص، أي ثلث سكان البلاد، إلى النزوح.
ومنذ توقيع اتفاق السلام، تراجعت حدة المعارك إلى حد كبير، لكنها لم تتوقف. ويأمل سكان جنوب السودان في أن يتمسك كير ومشار بالرسالة التي وجهها لهم البابا فرنسيس مطلع نيسان/ابريل.
فبعد خلوة ليومين في الفاتيكان، عبر الحبر الأعظم لكير ومشار عن الأمل في "وقف الأعمال العدائية أخيرا واحترام الهدنة"، قبل أن يركع ويقبل قدمي كل من الرجلين، في صورة تناقلتها وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم.
© 2019 AFP