قتلى وجرحى بينهم أطفال جراء غارات نفذها التحالف العربي بقيادة السعودية على صنعاء
قتل ما لا يقل عن ستة أشخاص بينهم أطفال وجرح آخرون الخميس في غارات جوية على صنعاء نفذها التحالف العربي بقيادة السعودية. وأعلن التحالف في بيان أن الضربات الجوية جاءت بناء على "معلومات عسكرية واستخبارية" مشيرا إلى أنها "حققت أهدافها (...) بكل دقة".
نشرت في: آخر تحديث:
نفذ التحالف الذي تقوده السعودية الخميس غارات جوية على صنعاء، بعد يومين من تعرض محطتي ضخ لخط أنابيب نفط رئيسي في السعودية لهجوم بطائرات دون طيار قالت الرياض إن طهران أمرت حوثيي اليمن بشنه.
وقتل ستة أشخاص وأصيب عشرة آخرون بجروح في إحدى الضربات الجوية على صنعاء، بحسب ما أفاد الطبيب في المستشفى الجمهوري مختار محمد. وذكرت قناة المسيرة التي يديرها الحوثيون نقلا عن وزارة الصحة التابعة لجماعة الحوثي أن ستة مدنيين بينهم أربعة أطفال قتلوا وأصيب 60 آخرون منهم روسيتان تعملان في قطاع الصحة.
وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 8 في صنعاء في "العديد من الضربات الجوية" التي شنها التحالف بقيادة السعودية.
وصباح الخميس، أعلن مصدر في التحالف العسكري البدء "بشن غارات نوعية على مواقع الميليشيات الحوثية في اليمن من ضمنها صنعاء"، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وأفاد سكان في صنعاء عن سماع دوي انفجارات بشكل متواصل في مناطق متفرقة.
وتضمن بيان للتحالف أصدره في وقت لاحق أن الضربات الجوية جاءت بناء على "معلومات عسكرية واستخبارية" بأنها "تشتمل على قواعد ومنشآت عسكرية ومخازن أسلحة وذخيرة"، مشيرا إلى أن الضربات "حققت أهدافها (...) بكل دقة".
وفي حي الرقاص وسط صنعاء، تصاعد الدخان من قلب أحد المنازل السكنية بعدما أصيب بغارة، وعمل عدد من سكان الحي على إزالة الركام والأنقاض بحثا عن ضحايا وهم يهتفون "الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل"، قبل أن يتمكنوا من انتشال طفل لم يتبين إن كان حيا أو ميتا. وقال محمد البحري الذي كان متواجدا في موقع الغارة "سمعنا الضرب وكنا نائمين"، مضيفا "صامدون بإذن الله".
وفي أحد المستشفيات، روى حمادة أحمد الذي أصيب في رأسه وساقه "سمعت الصاروخ الأول وكنت على الشرفة، ثم سمعت الطيران وبعدها الصاروخ الثاني. أحسست أن الضرب (آت) علينا، حاولت أن أدخل إلى البيت لكنني لم أدرك ما حصل بعدها".
وأكد التحالف في بيانه الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "ستستمر عمليات قوات التحالف بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية حتى يتم تحييد هذه الأهداف العسكرية والمشروعة".
وقال الحوثيون عبر قناة "المسيرة" المتحدثة باسمهم إن عدد الغارات على محافظة صنعاء بلغ 19 غارة. فيما قال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إن هناك فرصا كبيرة وعالية لنشوب حرب في المنطقة.
وصرح للصحافيين الخميس عقب جلسة برلمانية سرية لمناقشة التطورات الإقليمية واستعدادات الدولة لمواجهتها "علينا مواجهة الحقيقة..الأوضاع في المنطقة غير مطمئنة والوضع يستدعي اتخاذ كافة الحيطة والاستعداد لكافة الاحتمالات الممكنة".
أوامر إيرانية
تأتي الضربات الجوية بعد يومين من استهداف محطتي ضخ لخط أنابيب نفط رئيسي في السعودية غرب الرياض بطائرات من دون طيار، ما أدى إلى إيقاف ضخ النفط فيه، في هجوم تبناه الحوثيون المقربون من إيران.
واتهمت السعودية إيران الخميس بإعطاء الأوامر للحوثيين بمهاجمة منشآتها النفطية غرب الرياض.
وكتب نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في تغريدة على تويتر "ما قامت به المليشيات الحوثية المدعومة من إيران من هجوم ارهابي على محطتي الضخ التابعتين لشركة أرامكو السعودية، يؤكد على أنها ليست سوى أداة لتنفيذ أجندة إيران".
وأكد الأمير خالد، وهو نجل العاهل السعودي الملك سلمان عبد العزيز وشقيق وزير الدفاع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أن "ما يقوم الحوثي بتنفيذه من أعمال إرهابية بأوامر عليا من طهران، يضعون به حبل المشنقة على الجهود السياسية الحالية".
من جهته، قال وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في تغريدة إن الحوثيين "جزء لا يتجزأ من قوات الحرس الثوري الإيراني ويأتمرون بأوامره".
استئناف الضخ
ومساء الخميس، استأنفت السعودية ضخ النفط في خط الأنابيب بعد يومين من استهدافها، بحسب ما أعلن مسؤول في شركة أرامكو. وأفاد المسؤول أن خط الأنابيب شرق - غرب الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي "يعمل بالكامل".
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش قد قال مساء الأربعاء إن التحالف العسكري الذي تتشارك بلاده مع السعودية في قيادته "سيرد بحزم" على الهجمات الأخيرة في المملكة.
وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوتر بين إيران الولايات المتحدة في الخليج، حيث تعرضت الأحد أربع سفن بينها ثلاث ناقلات نفط تحمل اثنتان منها علم السعودية لأعمال "تخريبية" قبالة الإمارات.
وقد طلبت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء من جميع موظفيها غير الأساسيين مغادرة سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل.
وتجري الإمارات، التي لم تتهم أي جهة بالوقوف خلف واقعة السفن، تحقيقا في الحادث بمشاركة السعودية والنرويج وفرنسا والولايات المتحدة، على أن تصدر النتائج خلال أيام، وفقا لقرقاش.
ودعا قرقاش إلى الحد من التوترات، مؤكدا في لقاء مع صحافيين في دبي "نحن ملتزمون بخفض التصعيد، وبالسلام والاستقرار (...) علينا أن نلزم الحذر وألا نطلق الاتهامات".
منذ 2014، يشهد اليمن حربا بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي، تصاعدت في مارس/آذار 2015 مع تدخل السعودية على رأس التحالف العسكري دعما للقوات الحكومية.
وتسبب النزاع بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.
ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليا.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك