ألمانيا: المفوض المختص بمكافحة معاداة السامية يحذر اليهود من مخاطر ارتداء القلنسوة

حذر مفوض الحكومة الألمانية المختص بمكافحة معاداة السامية، فيليكس كلاين، اليهود من مخاطر ارتداء القلنسوة التقليدية مع تزايد الهجمات ضدهم.

وقال كلاين، الذي استحدث منصبه العام الماضي، في مقابلة أجرتها معه مجموعة "فونكه" الإعلامية السبت: "لا يمكنني نصح اليهود بارتداء القلنسوة في كل مكان طوال الوقت في ألمانيا". وأضاف أنه اضطر لـ"تغيير" رأيه في هذه المسألة "مقارنة بالسابق".

وأشار إلى أن "غياب الروادع والفظاظة التي تزداد نسبتها في المجتمع" من العوامل التي تتسبب بتزايد حوادث معاداة السامية. وقال إن "الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في ذلك إلى جانب الهجمات المتواصلة على ثقافتنا، الذاكرة التي تخصنا".

للمزيد: ارتفاع وتيرة الاعتداءات على الطائفة اليهودية في ألمانيا

وجاءت هذه التصريحات بعد أسابيع فقط من تأكيد النائبة العامة في برلين كلاوديا فانوني أن معاداة السامية لا تزال مترسخة في المجتمع الألماني. فقد ازدادت الجرائم المعادية للسامية بنسبة 20 بالمئة في ألمانيا العام الماضي، بحسب بيانات وزارة الداخلية التي حملت اليمين المتشدد مسؤولية تسع من عشر حالات من هذه.

وذكرت الوزارة أن انتشار المنصات عبر الإنترنت التي تتيح للناس التعبير عن آراء متطرفة دون أي رادع بينما يتخفون خلف الشاشات تسببت بازدياد هذه الحالات.

وساهم وصول حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني القومي الذي يشكك قادته علنا بثقافة التكفير عن الأخطاء الألمانية في ما يتعلق بالفظائع التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية إلى البرلمان بتغيير الأجواء.

وشكل وصول أكثر من مليون طالب لجوء، الكثير منهم من دول يشكل المسلمون غالبية سكانها على غرار سوريا والعراق أفغانستان، عاملا آخر ساهم في هذه التغييرات.

وقال كلاين إنه بينما يتحمل اليمين المتشدد مسؤولية معظم الجرائم المعادية للسامية، إلا أنه من الواضح أن بعض المسلمين تأثروا كذلك بمتابعة قنوات تلفزيونية معينة "تبث صورة مروعة عن إسرائيل واليهود".

فرانس 24 / أ ف ب