المنتخب الجزائري يريد "الفوز من أجل هذا الشعب" في خضم الحراك من أجل تغيير نظام الحكم
في الساعة التاسعة مساء بتوقيت مصر (19:00 ت غ)، تتجه الأنظار إلى أكبر الملاعب الستة التي استضافت الدورة الثانية والثلاثين من البطولة القارية منذ 21 يونيو/حزيران لمعرفة المنتخب الذي سيخلف الكاميرون في التربع على العرش الكروي للقارة: الجزائر الباحثة عن لقب ثانٍ بعد 1990 أم السنغال اللاهثة خلف لقب أول. ويعني نهائي العرس الكروي الأفريقي الكثير للجزائريين الذين يعيشون على وقع حراك شعبي منذ 22 أسبوعا، للمطالبة بتغيير جميع رموز النظام.
نشرت في: آخر تحديث:
لن تختصر الدقائق التسعون شهرا كاملا من كرة القدم فقط. عندما يتردد صدى صافرة بداية لقاء المنتخبين الجزائري والسنغالي في نهائي كأس الأمم الأفريقية 2019، سيتحول ملعب القاهرة الدولي إلى ساحة تسابق لأحلام وإرادة وطموح شعبين نحو لقب غالٍ طال انتظاره.
هذا النجاح الذي يحرزه جيل القائد رياض محرز، صاحب هدف التأهل ’القاتل‘ إلى النهائي بركلة جزاء ضد نيجيريا، والأسماء التي لمعت في البطولة الحالية مثل سفيان فغولي، إسماعيل بن ناصر ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح والحارس رايس مبولحي وعدلان قديورة وغيرهم، يتزامن مع حراك سياسي وشعبي بدأ منذ أشهر سعيا لتغيير نظام الحكم بكامله في الجزائر، وقد تمكن من تحقيق نجاح في مجالات شتى، ويواصل الضغط من أجل المزيد.
قالها قديورة بصريح العبارة الخميس "ندرك ما يحصل، والشعب الذي نمثله طالما أظهر أمورا جميلة جدا. ما يحصل أمر مذهل. لكننا نركز على النهائي، نريد أن نفوز به من أجل هذا الشعب".
الجماهير في حالة ترقب من القاهرة إلى باريس مرورا بالجزائر
آلاف من هذا الشعب (عدد يقدر بنحو 4800 شخص) شرعوا منذ الخميس ليلا في التوافد إلى القاهرة لمتابعة المباراة النهائية، حاملين معهم أحلام التتويج باللقب في العاصمة المصرية وطي صفحة الأحداث الأليمة التي رافقت منتخبهم يوم حل في القاهرة عام 2009 لمواجهة مصر المضيفة في مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2010.
سئل بلماضي عن موقف المشجعين المصريين المنقسمين حول الجزائر، بين من يهتف معها ومن هتف ضدها. رد بالقول "لا أعتقد أن هذا السؤال هو لي. أعتقد انه سؤال الى المصريين. نحن في أي حال سنلعب غدا مع مشجعينا، وهذا أكثر من كافٍ. اذا أرادوا الانضمام إلينا، مرحبا (بهم). اذا لم تكن الحال كذلك، كما حصل حتى الآن، لا بأس".
للمزيد: انتشار أمني مكثف في فرنسا يوم نهائي كأس الأمم الأفريقية بين الجزائر والسنغال
الجزائريون لن يكونوا في القاهرة أو في بلادهم فقط. فعلى امتداد المدن الفرنسية، ملأ المشجعون الجزائريون الشوارع احتفالا بعد كل انتصار في المباريات الست التي خاضها منتخبهم حتى الآن، والسلطات الفرنسية ستتخذ إجراءات أمنية مشددة في باريس ومرسيليا وليون وغيرها، لضمان عدم تحول الاحتفالات إلى أعمال شغب كما حصل في بعض الأماكن.
عبد القادر بن صالح "إن شاء الله تحققون النتيجة"
أبرز الحاضرين في القاهرة، بحسب ما بثته القنوات الجزائرية، هو الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح الذي التقى بلماضي ولاعبي منتخب محاربي الصحراء الخميس ليلا في القاهرة، وتوجه إليهم بطلب "أن تكونوا بنفس الروح القتالية للمقابلات السابقة (...) وإن شاء الله تحققون النتيجة".
طبقا لقواعد اللعبة، ستكون المباراة، التي ستدور وقائعها في الملعب الذي يتسع لنحو 75 ألف متفرج ويتوقع أن تُقفل أبوابه قبل خمس ساعات من البداية، لقاءً بين جبارين. الجزائر بقيادة مدربها جمال بلماضي، قدمت أداء لا غبار عليه، وضعها على رأس المرشحين للقب منذ الدور الأول، والمنتخب "الأفضل" في نظر نقاد ومدربين منافسين. أما السنغال، فهي المنتخب الأول قاريا في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، ومرشحة حتى قبل أن تخوض منافسات حققت فيها "خطوة ناقصة" واحدة بحسب مدربها آليو سيسيه، هي الخسارة أمام الجزائر صفر-1 في الجولة الثانية للمجموعة الثالثة.
للمزيد: كرة القدم - "كان" 2019: هل يسطع نجم الجزائر في سماء أفريقيا للمرة الثانية؟
طوى الطرفان صفحة لقائهما الأول في هذه النسخة، ومعه المباريات الثلاث الأخرى التي جمعت بينهما سابقا في أمم أفريقيا (فوزان للجزائر وتعادل واحد)، لينطلقا اليوم من الصفر في مواجهة تختلف فيها الحسابات.
بلماضي يواجه صديق طفولته سيسيه
اختصر بلماضي الكلام عشية مواجهته منتخب السنغال ومدربه سيسيه، صديق الطفولة في مدينة شامبينيي-سور-مارن الفرنسية، إذ قال "إذا أردنا التحدث عن مباراة دور المجموعات، فإن المباراتين تختلفان بالكامل".
وأضاف "في دور المجموعات قلت إن المباراة ضد السنغال غير حاسمة. الآن هي مباراة مهمة وحاسمة، هذا هو الفارق"، متابعا "التركيز يأتي من تلقاء ذاته (...) مقاربة اللاعبين حيال المباراة واضحة جدا. الأهم أن نبقى مصممين كما كنا عليه حتى الآن"، وأن "نحضّر على كل المستويات بأفضل ما يمكن وبطبيعة الحال بهدف الفوز".
أعاد بلماضي الذي تولى مهامه في أغسطس/آب 2018، بث الروح في منتخب عانى بشكل كبير على مدى الأعوام الأخيرة، وانعكس ذلك تراجعا في الميدان بعد بلوغ الدور ثمن النهائي لمونديال 2014، تمثل بخروج في الدور الأول من كأس الأمم الأفريقية 2017، وغياب عن كأس العالم 2018.
مشجعو السنغال ينتظرون على أحر من الجمر
في جهة مشجعي السنغال، لا يقل الترقب شأنا. فالبلاد التي أنجبت العديد من المواهب الكروية، من سيسيه إلى الحاجي ضيوف وصولا إلى ساديو مانيه أبرز الأسماء في التشكيلة الحالية، لم تجد نفسها يوما على عرش الكرة القارية.
كما في 2002، يبدو الحلم قريبا هذه المرة، وهو بحسب ما رأى ضيوف "ليس بعيدا (...) نريد أن نفوز، وإن شاء الله سيتحقق الحلم".
وفي دكار، يبدو الجميع خلف منتخب "أسود تيرانغا". ويُقبل سكان العاصمة على شراء قمصان المنتخب والأعلام والقبعات وغيرها من التذكارات.
وتعوّل السنغال في مباراة الغد على أسماء عدة أبرزها مانيه المتوج الشهر الماضي بلقب دوري أبطال أوروبا مع فريقه ليفربول الإنكليزي، ولا سيما في ظل غياب المدافع الصنديد كاليدو كوليبالي الموقوف لتراكم الإنذارات.
وقال سيسيه الخميس "17 عاما هي فترة طويلة. منذ ذلك الحين أقيمت بطولات عدة لأمم أفريقيا (...) وصلنا (إلى النهائي) بعد عمل كبير، لكن أيضا بعد خيبات كبيرة والكثير من الدموع".
وتابع "لا نعتزم التوقف عند المباراة النهائية (...) نريد أكثر من ذلك".
فرانس 24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك