محتجو هونغ كونغ يستعدون لتجمع حاشد الأحد لإثبات شعبيتهم بعد انتقادات مظاهرة المطار
يعتزم النشطاء المطالبون بالديمقراطية في هونغ كونغ تنظيم تجمع حاشد آخر الأحد للأسبوع العاشر على التوالي. ويهدف هذا التجمع بالأساس لإثبات أن الحركة الاحتجاجية لا تزال تتمتع بدعم شعبي واسع خاصة إثر اجتياح آلاف المتظاهرين مطار المدينة بداية الأسبوع، ما تسبب في توقف حركة الملاحة وجعل الحركة محل انتقادات واسعة.
نشرت في: آخر تحديث:
تظاهر مجددا المحتجون المطالبون بالديمقراطية في هونغ كونغ لبضع ساعات السبت قبل أن يتفرقوا في بداية المساء تحضيرا لتجمع مقرر الأحد، يأملون منه أن يكون حاشدا وسلميا.
وتواجه الحركة المطالبة بالديمقراطية في هونغ كونغ اختبارا كبيرا لشعبيتها إذ تسعى مرة جديدة لحشد مظاهرة ضخمة في أعقاب انتقادات لمظاهرة تخللتها أعمال عنف في مطار المدينة.
وتسببت عشرة أسابيع من الاحتجاجات في إغراق هذه المدينة التي تعد مركزا تجاريا دوليا في أزمة، فيما اتخذ البر الصيني الشيوعي مواقف متشددة ووصف المظاهرات الأكثر عنفا بالأفعال "شبه الإرهابية".
وتجمع بعد ظهر السبت ناشطون مؤيدون للحكومة في منتزه، لانتقاد التحرك الاحتجاجي ودعم الشرطة، في صورة تعكس الانقسامات التي باتت تشهدها المدينة.
وتزامنا، تمثل الطرفان في مظاهرتين شهدتهما العاصمة الفرنسية باريس، نحو 50 مؤيدين للحكومة ومثلهم معارضين لها، والعاصمة البريطانية لندن، حيث تجمع نحو ألف شخص.
وأطلقت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني السبت دعوة إلى "حوار واسع وشامل" من أجل "تهدئة الأوضاع" في هونغ كونغ، واعتبرت أن الأساسي حاليا يكمن "في التحلي بضبط النفس ونبذ العنف".
ويعتزم النشطاء تنظيم تجمع حاشد آخر الأحد وصف بأنه تظاهرة "متعقلة وغير عنيفة" تهدف للإثبات لبكين ولمسؤولي المدينة غير المنتخبين أن الحركة الاحتجاجية لا تزال تتمتع بدعم شعبي واسع برغم بروز سلوكيات عنفية من قبل عناصر راديكاليين.
وكان متظاهرون قد منعوا مسافرين يوم الثلاثاء من اتمام إجراءات السفر في مطار المدينة، ولاحقا اعتدوا على رجلين اتهما بأنهما جاسوسان للصين.
وأساء انتشار الصور والمشاهد إلى الحركة التي لم تستهدف حتى ذلك الوقت سوى الشرطة أو مؤسسات حكومية، ولكنها دفعت بالمتظاهرين للتفكير مليا بأهدافهم.
واستغلت آلة الدعاية الصينية أعمال العنف، وفاضت وسائل الإعلام الرسمية بالمقالات والصور والفيديوهات المنددة.
ونشرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية أيضا صورا لعسكريين وناقلات جند مدرعة في شينزين قرب حدود هونغ كونغ، فيما حذرت الولايات المتحدة بكين من مغبة إرسال جنود، وهي الخطوة التي يقول العديد من المحللين إنها ستسيء إلى سمعة الصين وستنعكس كارثة اقتصادية عليها.
ويذكر أن المظاهرات بدأت في هونغ كونغ باحتجاجات على مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القارية، لكنها توسعت للمطالبة بحقوق ديمقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وتشهد هونغ كونغ مظاهرات مستمرة منذ عشرة أسابيع متتالية، إذ نزل الملايين إلى الشوارع فيما اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومجموعات صغيرة من المتظاهرين المتشددين.
مسيرات منافسة
وبدأت تجمعات السبت بمشاركة آلاف المدرسين في مسيرة تحت الأمطار الغزيرة دعما للاحتجاجات التي يقودها الشباب بشكل كبير. وبعد الظهر، بدأ النشطاء في التجمع في هونغ هوم وتو كوا وان، وهما حيان يقصدهما السياح القادمون من الصين، علما بأن الشرطة حظرت تلك التجمعات.
ومنعت الشرطة في البداية مسيرة السبت قبل أن تتراجع بعد أن تم تغيير مسارها لاحقا.
وقال متظاهر اكتفى بذكر اسمه الأول مارس إن "الحكومة لم تستجب بعد ولو لمطلب واحد وصعدت من استخدام القوة عن طريق الشرطة لقمع أصوات الناس". وتابع الشاب البالغ 25 عاما "إذا لم نخرج إلى الشوارع، مستقبلنا وجيلنا المقبل سيواجه مزيداً من القمع".
ومن المتوقع أن ينظم التجمع الأكبر هذا الأسبوع يوم الأحد، في اختبار جدي للناشطين وللسلطات المقربة من بكين أيضاً.
وكان متظاهرون مؤيدون للحكومة قد تجمعوا السبت في منتزه، حيث ندد العديد من الخطباء بعنف المتظاهرين المؤيدين للديموقراطية، بينما كانت شاشات عملاقة تبث تسجيلات لمواجهات وقعت حديثاً مع الشرطة. وتفرق التجمع المؤيد للحكومة من دون وقوع اشتباكات قبل حلول الليل.
"عقلانية، غير عنفية"
وتواجه المتظاهرون المؤيدون للديمقراطية السبت مع الشرطة في حي مونغ كوك (شمال)، في تكرار لاشتباكات عدة وقعت هناك خلال الأسابيع الأخيرة. وأغلق المتظاهرون طرقات وصوبوا أشعة اللايزر باتجاه شرطة مكافحة الشغب التي تحركت لتفريقهم. وفي بداية المساء، بدأ التحضير للتجمع الكبير المرتقب الأحد والتفرق.
وتنظم "الجبهة المدنية لحقوق الإنسان" تجمع الأحد، وهي مجموعة احتجاجية غير عنفية كانت في السابق القوة المحركة للمظاهرات الحاشدة التي سجلت مشاركة قياسية في حزيران/يونيو وتموز/يوليو عندما نزل مئات آلاف الأشخاص إلى الشارع.
وسمحت الشرطة بالتجمع في منتزه كبير في هونغ كونغ، ولكن من دون السماح لهم بالتظاهر في الشارع. وغالبا ما تجاهل المتظاهرون هذا الحظر في الأسابيع الأخيرة، ما أدى إلى اشتباكات مع الشرطة.
وتبرر السلطات هذا النوع من الحظر بحدوث أعمال عنف تطال مراكز الشرطة. غير أن التحرك لا يلين أمام ذلك، برغم توقيف أكثر من 700 شخص في غضون أكثر من شهرين من التظاهرات.
وبدأت المظاهرات في هونغ كونغ باحتجاجات على مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القارية، لكنها توسعت للمطالبة بحقوق ديمقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. ونزل الملايين إلى الشوارع فيما اندلعت اشتباكات بين الشرطة ومجموعات صغيرة من المتظاهرين المتشددين.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك